حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 48408

هل سياسة الاسترضاء ستحقق الأصلاح في الاردن ؟

هل سياسة الاسترضاء ستحقق الأصلاح في الاردن ؟

هل سياسة الاسترضاء ستحقق الأصلاح في الاردن ؟

09-08-2014 10:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس علي شويطر
الاحتواء هو دبلوماسية اللين والترويض واستخدام الأساليب اللينة والاسترضائية لبلوغ الأهداف ، وان عملية الاحتواء السياسي داخل الدولة هي سياسة فذة وعقلانية جدا من الرئيس الديمقراطي مالم يخضع لضغوط جماعات داخلية مدعومة بأجندة خارجية , وأن يراعى في عملية الاحتواء عدم المساس بحقوق الغير لأن فكرة الاحتواء السليم هي فكرة عقلانية تضمن توازي مصالح الوطن والمجتمع ولا تلحق إضرارا بالغير , ويمكن لنا ان نعبر عنه بشكل ديمقراطي لضمان تمثيل أوسع لشرائح عدد كبير من افراد المجتمع ، والمصلحة في ذلك مقترنة بالعدل . ولكن في الاردن يثير مفهوم أو مصطلح الاحتواء حساسية سلبية لدى أوساط سياسية كثيرة لان اكثر الحكومات اسهمت في تكريس هذة الصورة من خلال الاعطيات والمناصب والاسترضاءات لأفراد على حساب الشخصيات الوطنية الاكثر كفاءة ، فكثرت الهبات والاعطيات لشراء الحب والانتماء من شخصيات مختلفة ومنها الغير موثوقة ابدا مما اثار حفيظة بعض الشخصيات الوطنية الشريفة والذين خدموا هذا البلد بكل امانه واخلاص وبعضهم وصل الى اعلى المناصب عن طريق جهدهم واخلاصهم وانتمائهم ومن ثم تم ابعادهم لا لشيء ، فقط من اجل استرضاء بعض الشخصيات المعروفة بفكرها المتجذر والذي لا يمكن تغيره الا مؤقتاً خلال استرضاءه بمنصب او اعطيه فقط . ومن ثم يعود الى فكره الاساسي ، ولهذا السبب نرى بعض الشخصيات والذين وصلوا الى اعلى السلم الوظيفي الرسمي قد باتوا معارضة شرسة لان الابن لم يحصل على المنصب اسوة بالنظراء او لانه لم يصل هو الى هذا المنصب مرة اخرى , الجميع يؤكد اننا على حافة الهاوية لأن الحكومات السابقة اعتمدت الاسترضاء نهجا لاطفاء الحرائق مؤقتاً الامر الذي جعل مهمة الحكومات المتعاقبة صعبة لانها لايمكن ان ترضي الجميع بنفس الوقت مهما توسعت دوائر الابتزاز. وللاسف اصبحت بعض الجهات تعتقد بأن نجاحهم في استرضاء بعض الشخصيات المعارضة هو دليل على نجاحهم لان باعتقادهم ان الاحتواء قائم على القدرة في الإقناع والمرونة والسلامة في الاستدراج العقلي , وعملية الاحتواء تحتاج أن يكون القائم عليها نموذجا في القوة والتأثير قادر على الظهور بمظهر صاحب الرسالة السامية .
الصراع السياسي في الاردن لم ولن ينتهي ، فمنذ سنوات تتصارع الأقطاب والقوى المختلفة من أجل النفوذ والسيطرة على القررارت لتحقيق المصالح على اختلافها فتتشكل ما يعرف بالصالونات السياسية .والتي اطلقت علي بعضها (صالونات الابتزاز) و تهدق هذة الصالونات الى ابتزاز الرئيس المكلف ببعض المقاعد الهامة حتى تكون موجودة وتساهم بصنع القرار لتحقيق مصالح القائمين على هذة الصالونات ويعزز من قوة الأشخاص المسيطرين وهذا له بالغ الأثر السيئ على سمعة ومكانة اي حكومة تشكل . ومثال ذلك ما حدث في احد الوزارت الخدميه من استرضاء احد الشخصيات المعارضة والتي اثارت جدلا واسعاً من خلال تعينة بمنصب واصبح صاحب القرار في هذة الوزارة نتيجة صعف الوزير الحالي حيث بدأ باتخاذ قرارت جائرة بحق بعض المدراء الوطنين لتصفية الحسابات معهم مما اضطرني الى تقديم استقالتي من هذة الوزارة بعد ان اصبحت مترهلة لدرجة لا يمكن السكوت عليها . والدليل على ذلك كيف يقبل المسؤول على نفسه وتقبل وزيرة بالحكومة ان يكون احد المسؤولين فيها بشتم الدولة وهو موظف بالصفوف المتقدمة بالوزارة ؟
ان عملية الاحتواء والاسترضاء في بلدنا هو تهميش الأغلبية من القيادات الوطنية الشريفة والكفاءات الموثوقة والتي تتصف بالامانه والنزاهة ،لأن اغلب رؤساء الحكومات تعتبر هذة القيادات الوطنية ملتزمة بالولاء والانتماء ولا تشكل اي خطورة لها كونها (بالجيبة الصغيرة ) للحكومة ، ومن هنا بدأت الشخصيات الوطنية تتململ وتتحرك وتنفس عما يدور هنا وهناك حتى توصل رسائل قصيرة الى اصحاب القرار باننا موجودين حتى لا يتم استبعادهم مرة اخرى . وبالتالي لا يمكن ان يتحقق الاصلاح و ستبقى المشكلة قائمة في الدولة ما دام عملية الاسترضاء هدفها فقط احتواء بعض الاسماء والتي تثير الازعاج للحكومة ولا تعتمد على الكفاءة مما ادى الى الترهل الكبير في مؤسسات الدولة








طباعة
  • المشاهدات: 48408
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم