حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14319

"الفيلم الأردني": محاولات سينمائية في فخ الإخراج التلفزيوني

"الفيلم الأردني": محاولات سينمائية في فخ الإخراج التلفزيوني

"الفيلم الأردني": محاولات سينمائية في فخ الإخراج التلفزيوني

09-08-2014 11:50 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - مع تواصل فعاليات مهرجان الفيلم الأردني بدورته الثانية، من خلال عروض يومية لفيلم ينافس في المسابقة وفيلمين يندرجان تحت الأفلام المساندة، تغلب الرؤى التلفزيونية على الأعمال بعيدا عن الإطار السينمائي.

أما المواضيع التي غلبت على أفلام الطلبة الخريجين في قائمة الأفلام المساندة، فكانت الحب والعلاقات الجامعية ومحاولة لفت الجنس الآخر وصولا للجهود والضغوطات والمصاعب التي يواجهها الطالب من أجل أن يندمج في مجتمع جديد.

وكانت حرية التعبير، وواقع المثقف في مجتمعه والهيمنة التي تفرضها السلطات على المثقفين خصوصا في حالة تعارض أفكارهم وآرائهم مع أجندتها وتوجهاتها، هي فحوى فيلم "رسالة قيد التسليم" لمخرجه حمزة ملحم.

الأداء الدرامي ذو مستوى جيد، يتناول من خلال أداء بطله الذي يستند لشخصية واحدة تمثل واقع المثقف في المجتمعات العربية، وسط ممارسات القمع الفكري والتعذيب، حين يخالف المثقف توجهات محيطه.

ويناقش العمل القصير موضوعا حساسا، وهو حرية التعبير عن الرأي التي تعد من أكثر الحريات قمعا، وتتعرض لتهديد من قبل السلطات من خلال القوانين التي يقف لها بالمرصاد ناشطو في مجال حقوق الإنسان.

"أن تكون ما تريده، وتكتب ما تريده وتعبر عن نفسك"، أمر يتعارض في كثير من الأحيان، وبالنظر للتسلسل الدرامي في الفيلم يجد المشاهد في هذا العمل أداء جميلا من قبل ممثله بكر الزعبي بحضور أقوى من الكلام، الذي كان محدودا في مشاهد قليلة، لكن الصورة أبلغ من الكلام في هذا العمل من خلال الفكرة التي عالجت الموضوع بطريقة ذكية.

أما الفيلم المساند "مش بالكلام" لمخرجه عدي السقا، فيتناول التضحية في العلاقات الثنائية، خصوصا في الحب.

وتدور أحداث الفيلم بين شابين يقعان في الحب في الجامعة، ويتولد هذا الحب من موقف يدافع فيه الشاب عن الفتاة، فتمضي الأيام وتتطور العلاقة حتى يتعرض لضرب يفقده بصره، وتستمر العلاقة بينهما من منطلق الحب لا الشفقة والإيمان بأن أحدهما يكمل الآخر.

ويركز الفيلم على المشاعر، التي ترتبط حقيقتها بالتعبير عنها فعلا لا قولا، والتجارب الحياتية في حياة الشباب وطريقة نضجهم ونمو عواطفهم وكيف يعبرون عن أنفسهم.

وفي فيلم "خيبة أمل" يرتبط الأمر أيضا بالحب، وهو للمخرج مؤمن مقدادي، وتتمحور القصة حول العلاقات في الجامعة والحب والخيانة بين الأصدقاء والنضج العاطفي، والثقة من خلال علاقة حب تربط بين فتاة وشاب.

ويمر الثنائي في اختبار من خلال دخول الشاب بعلاقة مع صديقة حبيبته، التي تكتشف ذلك في تسلسل درامي، بتخطيط طفولي، خصوصا فيما يتعلق بالخيانة والغيرة بين الفتيات في هذه السن المبكرة خلال سنوات الدراسة الجامعية.

ويدور فيلم المخرج حسن خمايسة "مشوار وراجع" حول بر الوالدين والعلاقة بين الكنة والأم وموقف الرجل.

البطولة للممثلة القديرة سهير فهد، حيث يضطر رجل بأن يتخلى عن والدته الكبيرة في السن، لأن زوجته ترفض عودتها للمنزل، فيتعرض لحادث يتخيل فيه أنه فقد بصره، وموقف زوجته التي تتخلى عنه. فيما تقف والدته لجانبه وتضحي من أجله برغم نيته وضعها في مأوى للعجزة.

وبين الخيال والواقع يتراجع الابن عن قراره ويندم على تفكيره به ليعتذر لوالدته وينهي علاقته بزوجته.

وفي الفيلم المساند "ذياب" لمخرجه طارق أبو عويضة، يناقش واقع التغير الاجتماعي ومعاناة الطلبة في سنواتهم الدراسية الأولى في الاندماج في مجتمع جديد.

ومن خلال قصة شاب من البادية يدخل الجامعة يواجه المجتمع الجامعي والطلبة وسط محاولات لتكوين صداقات، فيجد قبولا من البعض ورفضا من آخرين.

حلم الدراسة والتحصيل العلمي ودخول الجامعة، يقدمه المخرج أنس شهلوب في فيلمه "عز"، وهو قصة الطالب عز الذي يحلم بدخول الجامعة بالرغم من أوضاعه المعيشية الصعبة.

ويجد عز أن النجاح في المرحلة الثانوية بمعدل عال، يحقق له حلمه وهو دخول الجامعة، ولكن الحلم لا يتماشى مع منغصات الواقع التي غالبا ما تنعكس على أجنحة الأحلام، إلا أن الأمل لا يخفت بصيصه أبدا.

وحول الحب والرغبة في المشاركة، يأتي فيلم "فريم" لمخرجته ربا المريد في شريطها الصامت الذي يحكي قصة رغبة ومحاولات الشاب في التقرب من فتاة تهوى التصوير.

وتعمد الفتاة إلى تصوير كل ما تراه تحب وتضعه في صندوق صغير، ليقرر هذا الشاب أخذه منها بدون علمها، ويضع صورا لمشتريات وتذكارات صغيرة يحبها ويهديها إياها، إلى جانب صورة له، معبرا عن رغبته بأن يكون جزءا من الأشياء التي تحبها.

ولكن ما تفتقر إليه غالبية الأفلام هو الأداء الدرامي للممثلين في كل من الأفلام التي تنافس في المسابقة الرئيسية والمساندة، فبعضها يبدو مصطنعا يخلو من التفاعل، خصوصا على الصعيد العاطفي وحتى تعابير الوجه وتقمص الشخصية فبدت متكلفة وغير حقيقية.

ويؤخذ أيضا على بعضها ذلك الإسهاب في التفاصيل والتطويل حتى ولو كان الفيلم في الأساس قصيرا، لكنه كان محشوا في بعضها ومملا في أخرى، فيما وجدت بعض الأعمال صعود وجوه جديدة، خصوصا في الأفلام المساندة من خلال اختيار نفس الوجه المتمثل بعلا مضاعين التي قدمت دورين مختلفين بأداء مقتع وجيد.

وعلى الرغم من أن الأفلام المساندة للطلبة كانت في إخراجها بمستوى متوسط، لكن اختيار الأفكار في بعضها كان لا بأس به، وإن كانت طريقة التنفيذ ضعيفة أو بمستوى أقل من المتوقع، ولكنها لا تنفي جهودهم المبذولة من أجل تقديم أفضل ما عندهم.

وفيما يتعلق بالأفلام التي يتنافس فيه مخرجون من أعضاء نقابة الفنانين والأفلام، التي اختيرت هي من إنتاج الوزارة فقد غلب عليها أداء ضعيف وإخراج وقع في فخ الإخراج التلفزيوني، فيما القصص من واقع الحياة اليومية، إلا أن معالجتها وحتى التعامل معها، لا يمكن أن يسهم في تطوير صناعة السينما على الصعيد المحلي إن كانت بهذا المستوى.








طباعة
  • المشاهدات: 14319

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم