11-08-2014 12:44 AM
سرايا - سرايا - انطلقت أول من أمس فعاليات معرض "غزة الصمود"، الذي أقامته دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان، بالتعاون مع رابطة الكتّاب الأردنيين، ويستمر ثلاثة أيام في ساحة باريس بجبل اللويبدة. وخصصت مبيعاته دعماً لأهل غزة.
افتتحت فعاليات المعرض الذي أقيم تحت رعاية المناضل "مسلم بسيسو"، وشارك في المعرض العديد من الكتاب الأردنيين والعرب تبرعوا بكتبهم ومؤلفاتهم لدعم أهل غزة الذين يتعرضون لعدوان عسكري إسرائيلي منذ نحو شهر، كما شارك عدد من كتّاب الدار من الأردن وفلسطين والعراق وسورية والإمارات والسعودية والسودان والمغرب وعُمان في المعرض بالتبرع بكتبهم الصادرة عن الدار أو من مكتباتهم الشخصية، وقد شهد افتتاح المعرض إقبالاً كبيراً من المواطنين والمثقفين الأردنيين والعرب المقيمين في المملكة.
دعا المتبرعون بكتبهم في هذا المعرض دور النشر العربية إلى اقامة مثل هذا المعرض لتكون مبيعاته دعما للاهل في غزة، كما دعا الكتاب إلى الكتابة عن الحب والحياة، فأهل غزة لا يحبون الموت بل يحبون الحياة، ولكنهم يموتون من اجل أن يحيى الآخرون بشكل أجمل أو كما يلق بالبشر أن يعيشوا.
المناضل مسلم بسيسو راعي المعرض رأى أن أبناء فلسطين تلقوا الضربة بدلا عن الأمة العربية كاملة، والذين اغرسوا في كل الوطن العربي، وساهم في تطويره :"متمسك بحق العودة إلى ديارهم وإلى فلسطين، لا بديل لنا عن حق العودة لفلسطين"، داعيا جيل الشباب والأطفال والأحفاد إلى التمسك بهذا الحق الشرعي.
د. سليمان الازرعي الذي تبرع بجزء من كتبه قال: إن المعركة مع العدو الصهيوني مفتوحة على كافة الأصعدة بالطلقة والكلمة والموقف، مشيرا إلى أن المعرض الذي كرس مبيعاته بالكامل لدعم أهلها في غزة :"يجسد موقف الفكر والكلمة والإبداع ومسؤولية إنجاح معركتنا مع العدو".
وأضاف الازرعي: نتطلع إلى أن يسهم الحقل الثقافي بمثل هذا المعرض والإبداع على المستوى العربي الأوسع في هكذا مساندة ولدينا في الأوساط الأدبية الأردنية وفي رابطة الكتاب الأردنيين الجاهزة التامة لاحتضان معرض عربي شامل للكتاب تحت عنوان "دعم أهلها في غزة".
الناقد والروائي العراقي عواد علي الذي تبرع بجزء من مكتبته الخاصة رأى أن المعرض مبادرة من دار نشر ملتزمة هي وكتابها بالقضايا العربية المصيرية في مقدمتها القضية الفلسطينية، داعيا دور النشر العربية الأخرى إلى أقامت مثل هذا المعرض ويكون ريعه إلى أهلنا في "غزه"، وهو اقل ما يمكن أن يقدمه الناشر والكتاب والمثقف بشكل عام لدعم أهل غزة الذين يقدمون اغلي ما يملكون دماءهم وأطفالهم وشيوخهم، وإلا كيف يكون المثقف مثقف عضوية وان لم يشارك في هذا المعرض لان التنديد والشجب غير كاف لوحده ودعم صمود هؤلاء الأبطال الذين يواجهون العدوان الصهيوني.
القاص يوسف ضمرة وهو احد المتبرعين بكتبه في المعرض رأى إنه أمام ما يحصل في غزة، هذا اللامعقول الذي يتفرج عليه العالم وكأنه على خشبة مسرح، وأمام أجساد الأطفال الصاعدة على ذمة قذيفة إلى السماء، من دون رادع سوى إرادة البقاء والمقاومة يجد المثقف نفسه عاجزا إلى حد كبير محبط، ولكنه في الوقت نفسه في أقاسي الرأس يعثر على تلك النقطة المضيئة التي ينبغي للمثقف أن يحتفظ بها دائما، وهي النقطة التي تجعله عضوا فاعلا ومشاركا رئيسا في المجتمع عليه أن يغوص حتى الناصية في بحور الدم عليه أن يتغلغل في ركام النصوص وركام الأنقاض عليه أن يقول بصوت عاليا:"إن ما يحدث ليس هو ما نراه، هناك دائما فكرة خفية هي التي تدفع البشر لان يتوحشوا ويصبحوا على غير ما نحن عليه وغير ما نفهم البشرية".
ودعا ضمرة الكتاب إلى الكتابة، وهو يدقق في ملوثات النفس البشرية التي تجعل من الناس وحشا كالعدو الصهيوني الآن، قائلا "ماذا نفعل، علينا أن نكتب عن الحب والحياة لأننا نحبها وأهل غزة لا يحبون الموت بل يحبون الحياة ولكنهم يموتون من اجل أن يحيى الآخرون بشكل أجمل أو كما يلق بالبشر أن يعيشوا.
ورأى ضمرة أنه يوجد لدى المثقفون ما يقولونه وما يفعلونه وهذا المعرض ما هو إلا "حجر في بركة ماء راكدة، حجر سيحرك الماء الراكدة سيكون هناك دوائر تتحرك ويراها الآخرون، هكذا علينا ان نفعل، نحن نقدم شيئا بسيطا ولكنا علينا ان نقدمه حتى لو كان ابسط من ذلك.
وأقيم على هامش المعرض حفل توقيع كتب صادرة عن الدار للأدباء: القاص يوسف ضمرة، الشاعر عبود الجابري، الشاعر علي العامري، والقاص ناصر الريماوي. وستقام حفلات توقيع مماثلة لكتاب آخرين خلال أيام المعرض، ويُعرض فيلم وثائقي بعنوان "الرصاص المصبوب" للمخرجة الفلسطينية تغريد سعادة المقيمة في كندا، وهو عن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة 2008- 2009، وسبق أن فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "هوليوود آرتفيست"، كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان "نيو أولياند ميديل إيست" للأفلام في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.
مدير دار فضاءات الشاعر جهاد أبو حشيش، قال إن فكرة المعرض جاءت انطلاقاً من قناعة الدار وكتابها بأن أهلنا في غزة، الذين يتعرضون لعدوان عسكري همجي، ويُقتل أطفالهم ونساؤهم، وتُدمر منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، يشكلون أعلى مستوى من مستويات المقاومة والتضحية، ومن ثم فإننا ككتاب لن نرقى، مهما كتبنا وأدنا واستنكرنا، إلى مستوى ما قدموه من تضحيات، وكذلك اعتقاداً منا بأن الكلمة المكتوبة قد تفيد في أرشفة وتدوين الحدث والتمهيد لتناوله في كتب أدبية أو سياسية مستقبلاً. واضاف، لكنها لا تقدم دعماً مادياً لهؤلاء الأبطال الصامدين، ولذلك فكرت الدار وكتابها بمبادرة توفر لهم الدعم المادي، مهما كانت قيمته، ونأمل أن تحفز هذه المبادرة الكتّاب والمثقفين ودور النشر العربية الأخرى في العالم العربي للقيام بمبادرات مماثلة، وهي أقل ما يمكن أن يفعلوه دفاعاً عن شعبنا في فلسطين، والإسهام في تمتين صمود أهلنا ومقاومتهم في غزة.