-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12013

من طين بلادك

من طين بلادك

من طين بلادك

22-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

عاد طبيب العيون الى بيته ليتاول وجبة الغداء بعد يوم حافل بالعمل اجرى فيه ست عمليات جراحيه وثلاثة عمليات لتصحيح البصر بالليزر .كان قد غادر بيته في الصباح قبل ان تصحى بناته وزوجته من نومهن ولم يرد ان يزعج زوجته لتحضر له طعام الفطور واكتفى فقط بحبات من العنب الطازج وقطعة من الجزر لانه يقوي النظر .وفنجانا من القهوه مع البسكويت .لهذا فهو يشعر الان بالجوع والارهاق والتعب .وما ان دلف الى البيت حتى رأى منظرا جعله ينسى مابه . لقد رأى ان محتويات البيت من الاثاث والستائر قد اعمل احدهم فيها سكينه او سيفه فقطعها اربا اربا . ونادى على اهل بيته وبناته فلم يجاوبه فأنخلع قلبه ودخل الى غرف البيت كلها وهو يدعوا الله ان تكون بناته وزوجته بخير وان لا تكون حلت بهم مصيبه او قتلهم هذا الشرير السارق الذي مزق اثاث البيت . ولكنه لم يجد اثرا ولم يجد اي دماء على الارض فحمد الله وامسك بهاتفه واتصل بامه .هل فلانه وبناتها عندك ؟ فأجابته :انا صار لي سنتين ما شفتهن .ثم اتصل باخوانه واخواته وجميع اصدقائه .وكان في كل مره لا يجد الا النفي فاحتار في امره ثم هداه تفكيره للاتصال بالمطار ولدى سؤاله عن المغادرين الى موسكو .افاده الموظف المسؤول بان المذكورات قد سافرن اليوم على الطائره المغادره الى موسكو قبل ساعتين . فقال في نفسه :اذن لقد عملتها لعينة الوالدين وهربت الى بلادها ومعها البنات . تقاعد المهندس من عمله بعد ان بلغ الستين .واقنعته زوجته الايطاليه التي انجب منها البنين والبنات بانهم اذا ما باعوا شقتهم في عمان وباعوا ارضهم التي ورثها في قريته فانه سوف يجمع مبلغا كبيرا يستطيعون به ان يفتتحوا مشروعا يدر عليهم دخلا جيدا في بلدها . وسوف يعيشون برخاء وهناء في اخر حياتهم .وينعموا في ذلك البلد الاوروبي .وفعلا كان لها ما ارادت وهناك بدأ العمل في مشروع اقتصادي وشركه كتبها باسمها لانها بنت البلد .واستمر المشروع في النجاح وله مردود عال لمدة سنتين . وبعد ذلك قالت له بصراحه "انتهى الدرس يا غبي " .وطردته من بيتها الى الشارع بعد ان هجمت عليه هي واولادها ولعنوه وهددوه بانهم سوف يذبحونه ان هو لم يغادر .وهنا وقع في امرين اما ان يذبح اولاده وبناته وزوجته او يقفل راجعا الى الاردن .فأختار اهون الشرين . ورجع وما زال يعض الانامل من الحزن والغضب على ضياع المال والولد . وعزاؤه الوحيد ان له راتب التقاعد ليصرف منه على نفسه . رحم الله الاولين فقد كانوا يقولون في امثالهم " من طين بلادك . طين وزين اخدادك " .... asnan33@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 12013
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم