11-08-2014 10:20 AM
بقلم : محمد الوشاح
تعتبر القضية الفلسطينية هي العنوان الأبرز دائما لكل التحركات الأردنية في كل المحافل وعلى مختلف الصعد حيث سخّر الاردن ولا زال كلّ قدراته فعلا لا قولا من أجل فلسطين وأهل فلسطين وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال توجيهاته في كل وقت من أن فلسطين هي قضيتنا الأولى ولا نقبل أن يزاود أحد علينا .. فالقضية بالنسبة لجلالته وللأردن هي هاجس دائم وهمّ يلازمه في كل زمان ومكان .. وتضحيات شهداء الجيش العربي الأردني على الثرى الفلسطيني وعلى أسوار القدس معروفة للقاصي والداني ولا تحتاج لبيان ذلك لكثير من الجهد أو مزيد من البراهين والأدلة ..
وبالنسبة للعدوان الاسرائيلي المستمر على غزه والذي حصد أرواحا بريئة من السكان المدنيين في القطاع فقد حمّل جلالته اسرائيل مسئولية هذا العدوان كما حمّل المجتمع الدولي بأسره مسئولية استمرار الحصار وانهاء الاحتلال الذي يحرم شعبا من حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني داعيا العالم أجمع سؤال اسرائيل عما ترتكبه من جرائم تتنافى مع كل المعايير الأخلاقية والانسانية .. وحذر جلالة الملك عبدالله الثاني في تصريحات صحفية من أنّ أمن اسرائيل لن يتحقق الا بتوجه صادق نحو خيار السلام العادل وحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة على خطوط الخامس من حزيران عام 1967 وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية وعاصمتها القدس الشرقية .. حيث أن القضية الفلسطينية تبقى المحور المركزي في سياسة الاردن الذي لم يتخل يوما عن مسؤوليته نحوها ونحو المسجد الاقصى وبيت المقدس ونحو القسم الاعظم من اللاجئين والنازحين من ابناء الشعب الفلسطيني الذين شاركهم الاردنيون المعاناة والالام واقتسموا معهم لقمة العيش وقدموا لهم كل الدعم المعنوي والمادي وتحمّل هذا البلد في سبيل هذه القضية ما هو فوق طاقاته وإمكانياته انسجاما مع ثوابت النهج والرؤية لهذا الوطن وقيادته في مواقفه من فلسطين .
فالأردن بقيادة جلالة الملك وكما هو معهود عنه لم يتوان لحظة بالوقوف الى جانب الإخوة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزه وبقية الاراضي الفلسطينية مقدما لهم كل ما يستطيع رغم شح إمكاناته من مساعدات انسانية واغاثية واستقبال للجرحى في الخدمات الطبية ودعمه للمستشفى الأردني الميداني في القطاع هذا اضافة الى جهوده الدبلوماسية الكبيرة من خلال عضويته في مجلس الأمن للضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة مؤكدا جلالته أننا سنستمر في توظيف علاقات الاردن مع العالم من أجل وقف نهائي للعدوان على غزه ومنع تكراره اضافة الى حشد الجهود الدولية لاعمار القطاع وايجاد الأرضية المناسبة لاعادة اطلاق المفاوضات بشكل حاسم .
وحول تطورات الأوضاع على الساحة السورية بيّن جلالته أن استمرار الأزمة دون حلّ جذري جعل التحدي الأكبر الذي يواجه الإقليم والعالم هو نمو التطرف وتدفق المقاتلين من مختلف الدول بينما تتفاقم الأزمة وتتمزق سورية وتسيل دماء الشعب السوري داعيا لأن ينصب التركيزعلى إيجاد حل سياسي ينهي معاناة هذا الشعب الشقيق .
وفيما يخص تطورات الوضع على الساحة العراقية قال جلالته نحن أشد الحريصين على وحدة العراق وتماسك جميع مكونات المجتمع هناك اذ أن تغييب أي مكوِّن من مكونات الشعب العراقي يعني تغييب الاستقرار كما يعني نمو التطرف وتهديد وحدة العراق أرضا وشعبا مناشدا الشعب العراقي أن يكونوا على ثقة بأن المواقف التي تصدر عن الأردن ستكون في مصلحة كل العراقيين فنحن في الاردن للجميع ومصلحتنا هي في مصلحة الشعب العراقي واستمراره قويا وموحدا .