15-08-2014 11:53 PM
سرايا - سرايا - تختتم اليوم فعاليات معرض "غزة الصمود"، الذي أقامته دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان، بالتعاون مع رابطة الكتّاب الأردنيين، واستمر ثلاثة أيام في ساحة باريس بجبل اللويبدة. وخصصت مبيعاته دعماً لأهل غزة.
المعرض الذي شارك فيه العديد من الكتاب الأردنيين والعرب أقيم برعاية المناضل "مسلم بسيسو"، حيت تبرع كتاب بكتبهم ومؤلفاتهم لدعم أهل غزة الذين يتعرضون لعدوان عسكري إسرائيلي منذ نحو شهر.
كما شارك عدد من كتّاب الدار من الأردن وفلسطين والعراق وسورية والإمارات والسعودية والسودان والمغرب وعُمان في المعرض بالتبرع بكتبهم الصادرة عن الدار أو من مكتباتهم الشخصية، وقد شهد افتتاح المعرض إقبالاً كبيراً من المواطنين والمثقفين الأردنيين والعرب المقيمين في المملكة.
ودعا المتبرعون بكتبهم في هذا المعرض دور النشر العربية إلى إقامة مثل هذه المعارض لتكون مبيعاتها دعما للأهل في غزة، كما دعا الكتاب إلى الكتابة عن الحب والحياة، فأهل غزة لا يحبون الموت بل يحبون الحياة، ولكنهم يموتون من أجل أن يحيا الآخرون بشكل أجمل أو كما يليق بالبشر أن يعيشوا.
مدير دار فضاءات الشاعر جهاد أبو حشيش، قال في تصريح إن المعرض نجح نجاحا باهرا، وحظي بإقبال كبير كما وتفاعل معه الجمهور بشكل واضح من الأردن وخارجه، مشيرا إلى أن المعرض استطاع أن يؤثر في الجمهور الذي كان متعطشا إلى دعم المقاومة والأشقاء الفلسطينيين في غزة.
واستعرض أبو حشيش بعض الرسائل التي وصلت له من مواطنين عاديين يسألون عن كيفية الدعم والتبرع للشعب الفلسطيني في غزة كان أولها وأوجعها، بحسب أبو حشيش، "فتاة في الثانوية من السعودية اتصلت على صفحة "فضاءات" وتسأل "كيف يمكن أن أسهم"؟
ويردف "أخبرناها أن تمر وتشتري من المعرض ليصل ما تدفعه لإخوتها في غزة، فأخبرتني أنها من السعودية وهذا صعب وهي مصرة على أن تقدم شيئا، واتفقنا أن اشتري لها كتبا وأرسلها إلى عنوان خالها وحين أخبرتها أني سأدفع ثمنها، رفضت بشدة وهي تقول "لا أريد أن أسهم فغزة لنا جميعا، أريد أن ادفع من مصروفي".
ويقول "من داخل الأردن تبرع مهندس يسكن عجلون اسمه نعيم جويد، ويعمل في السعودية، عندما كنا نتجاذب الحديث حول ما آلت إليه حال الأمة من تردٍ، فسألني فأجبته أني منشغل بأمر معرض غزة الصمود، فقال أنا قادم قام بالتبرع بما لا يقل عن "250 رواية".
وكذلك الحال بالنسبة إلى الروائي الفلسطيني المقيم في تونس طلال حماد، الذي صدرت له رواية "وجوه وأقنعة" و"ديوان طل على وردة قلبي" عن دار فضاءات، اتصل وتبرع بـ700 رواية باللغة الإنجليزية، حين علم أنه يجري الإعداد لتكرار المعرض في أماكن أخرى".
ونوه أبو حشيش إلى ردود فعل الجمهور عندما عرض فيلم "الرصاص المسكوب" للمخرجة تغريد سعادة، حيث وقفت فتيات أجنبيات مطولا ثم أجهشن بالبكاء، كم كان هذا مؤثرا ودليلا على نجاح الفكرة من دعم وتعاطف العالم مع القضية الفلسطينية ومع المقاومة الفلسطينية في غزة، لافتا إلى أن شاعر قد قارب نهاية السبعينات رفض الكشف عن اسمه حضر من إربد وتبرع بدواوين شعره ليسهم في الوقوف مع أهل غزة.
وأوضح أبو حشيش "عندما راودتني فكرة المعرض صرخ قصي اللبدي قائلا "رائع يا صديقي رائع"، وكنا ما زلنا في طور الحوار، والروائي زياد محافظة ويوسف الديك وعلي العامري، واتصلوا كثيرون من الكتاب ما أن علموا بالأمر وراحوا يتبرعون من نسخهم، وبعضهم أحضر من مكتبته الخاصة، حتى إن الشاعر عبود الجابري أصرت بناته على التبرع بمصروفهن".
وختم ابو حشيش قائلا "إنه في لحظة سواد قد تعتقد أنك تقوم بعمل متميز متناسيا أن هذا واجبك الذي يجب أن تنتبه له دائما، ندفع الكثير لنفتش عن السعادة ولكن بحق ستكتشف السعادة وأنت تنخلع من أنانيتك الفردية لتقدم شيئا لمن يغسلون عار صمتك وصمت جيل كاد أن يستكين لولا نهر الصمود الذي أبت غزة إلا أن تشقه لكل إنسان حر، بعض ما يواجهك من نبل في هذه المحطة الذي قد تفترض انك تقدم فيها الكثير سيجعلك تخجل وأنت تفكر في نبل هؤلاء الذين يعلمونك دروسا في الإحساس والعطاء".
وأقيم على هامش المعرض حفل توقيع كتب صادرة عن الدار للأدباء؛ القاص يوسف ضمرة، الشاعر عبود الجابري، الشاعر علي العامري، والقاص ناصر الريماوي، وعرض فيلم وثائقي بعنوان "الرصاص المصبوب" للمخرجة الفلسطينية تغريد سعادة المقيمة في كندا، وهو عن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة 2008- 2009، وسبق أن فاز هذا الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان "هوليوود آرتفيست"، كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان "نيو أولياند ميديل إيست" للأفلام في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.
وأقيم أمس حفل توقيع مجموعة كتاب صدرت كتبهم عن دار فضاءات وهم؛ "مي بنات، (كل شيء ساكن) وهي مجموعة قصصية، ووقع أيضا الموسيقي فتحي الضمور مجموعة قصصية بعنوان "أبعد من ذلك"، أما الشاعر مهدي حمدان فقد وقع ديوانه "هواء مكبل".