19-08-2014 10:23 AM
سرايا - سرايا – سميح العجارمة – لا تستطيع "سرايا" إلا أن تكون في صف الوطن، ولا تستطيع "سرايا" إلا أن تكون في جانب الأردنيين جميعهم دون التحيز لفئة منهم، فالعام لدينا يغلب على الخاص، وما تفعله نقابة المعلمين الآن هو تغليب الخاص على العام، فهم يضعون مستقبل أجيالنا في كفة ومطالبهم في الكفة الأخرى فيرجحون مطالبهم ولتسقط أجيال الوطن، وكأن لسان حالهم يستهتر بمستقبل الأردن مقابل سلة مطالب مهما بلغت أهميتها لا تعدل تعليم طفل أردني حرف واحد من معجم الوسيط.
لا نزاود على أحد بوطنيتنا، ولا نسمح لأحد أن يزاود علينا، فـ "سرايا" كانت في صف المعلمين وناصرتهم بقوة عندما كانوا يطالبون بتأسيس نقابة لهم، وكانت "سرايا" حينها تغطي أخبارهم واعتصاماتهم وبياناتهم تغطية واسعة عميقة ساهمت بتحقيق مطلبهم العادل بإنشاء نقابة لهم.
ولكن بعد التجربة المريرة التي عاشها الأردنيون مع نقابة المعلمين التي حولت أطفال الأردن لسلاح بيدها فـ"سرايا" تدق ناقوس الخطر وتدعو الجميع للوقوف بوجه النقابة بما يخص التهديد المستمر بترك أبنائنا في الشوارع وفي البيوت دون تعليم مهما كانت حجة مجلس النقابة فلا عذر لهم بهذا التهديد الكريه.
عندما انتصرت "سرايا" للمعلمين في نضالهم لتأسيس نقابتهم كنا نعتقد أن وجود نقابة للمعلمين سيساهم بشكل فعال في تطوير المهنة المقدسة " التعليم "، وأن النقابة ستعمل على تنمية قدرات المعلمين، وكنا نفترض أنه سيكون لها دور فعال في تغيير المناهج وتعديلها وتخليصها من الحشو الممل في الكتب الدراسية، وبنفس الوقت تعمل على حماية مصالح أعضائها ومحاولة تحسين رواتبهم وامتيازاتهم ولكن بطرق حضارية قائمة على الحوار مع الحكومات وعلى المنطق وعلى مراعاة ظروف الأردن الاقتصادية.
فتفاجأنا - كإعلام وصحافة أردنية - ساهمنا بتأسيس نقابة للمعلمين أن كل ما تفعله النقابة منذ تأسيسها هو التهديد المسستمر باتخاذ أبناءنا الطلبة كرهائن لديها تمنع أعضائها من ممارسة رسالتهم التي تشبه رسالة الأنبياء بتعليمهم إلا إذا رضخت الدولة الأردنية صاغرة تحت أقدام نقيب المعلمين لجميع ما يأمر به .
هذا الواقع الحالي المر الذي وضعت النقابة نفسها والوطن فيه، نحن لا نرفض مطالب المعلمين ولا نعتبرها مطالب شرعية أو غير شرعية، ورفض مطالبهم أو قبولها ليس دورنا كصحافة، فالنقابة من حقها المطالبة بكل ما ترى فيه مصلحة لأعضائها ضمن المعادلات الوطنية الاقتصادية والاجتماعية المعقولة والمقبولة.
ولكن نرفض اسلوب الابتزاز الذي تمارسه النقابة، فإما تنفيذ مطالبهم أو ( نبقي الطلبة رهائن في الشوارع لا نلتزم بتعليمهم ! ) أليست هذه لغة ابتزاز؟ ... ما نريد تأكيده أننا ضد وسائل الضغط الابتزازية التي تمارسها النقابة على الحكومات المتعاقبة، ولسنا ضد المطالب ذاتها، يستطيع أعضاء النقابة أن ينظموا الاعتصامات بعد ساعات الدوام الرسمي، أو في أيام العطل الرسمية.
نسأل الجنرال نقيب المعلمين بأي حق تستخدم أطفالنا كوسيلة ضغط على الحكومة ؟! بأي حق أخلاقي أو ديني تحول أبناء الأردنيين والأجيال الأردنية لمجرد ورقة ضغط لتحقيق سلة مطالب ليس لأبنائنا أي ذنب اقترفوه بحق المعلمين، فأبناؤنا ليسوا هم أصحاب القرار وليسوا هم من يقفون بين أن تصبح رواتبكم بأرقام فلكية ، فرواتب المعلمين - كما أكد وزير التربية والتعليم – تزيد عن رواتب باقي موظفي الدولة بـ ( 75 ) دينار ، ويطالبون بمضاعفة رواتبهم ! لماذا ؟ هل المعلمين أبناء المريخ وغيرهم من الموظفين في الدولة أبناء ( البطة السودا )؟!.. ارحمونا.
الأغلبية من الأردنيين يشدون على يد الحكومة وعلى يد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات لاتخاذ جميع الخطوات القانونية ضد أي معلم يتغيب عن دوامه الرسمي، الآن في الأردن لدينا الدكتور محمد الذنيبات وزيراً للتربية، ومنذ عقدين من الزمن أول وزير تربية وتعليم يعيد الهيبة للمدرسة الأردنية وللامتحان الأردني وللتعليم في الأردن، وعلى الجميع دعمه ودعم فريقه في الوزارة للتصدي لعدو التعليم في الأردن رقم واحد وهي ( نقابة المعلمين ) ...
وندعو بجدية لدراسة حل نقابة المعلمين التي أصبحت سيفاً مسلطاً على رقاب أبنائنا وعلى مستقبلهم التعليمي وبالتالي على مستقبل الوطن بشكل عام.