حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28152

العقول الاردنية تلملم امتعتها لتهاجر منوالوطن

العقول الاردنية تلملم امتعتها لتهاجر منوالوطن

العقول الاردنية تلملم امتعتها لتهاجر منوالوطن

21-08-2014 05:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
تلملم العقول الاردنية امتعتها لتهاجر من الوطن ، لا لانهم لا يحبون الوطن ، لا بل لان القائمين على ادارة الوطن لا يلتفتون اليهم ، ويفتحون لهم الابواب على مصراعيها ليغادروا الوطن دون ان يسألهم احد لماذا والى اين السفر ؟ .
نسمع كثيرا عن علماء ومبدعين اردنيين حققوا انجازات علمية على مستوى العالم ، يحظون باحترام العالم كل العالم الا احترام وطنهم ، عقول نابغة محبة لوطنها عاشقة لارضه ، تم محاربتها واقصائها من احضان امهاتها واحضان الوطن واستًُبدلت باخرى لا شأن لها لا بعلم ولا بحبٍ للوطن ، فُرّغ الوطن من العقول التي اصبحت تطير لكل بلاد العالم وتمنح جوازات السفر لكل الاوطان الا الى الوطن ، تُدفع لهم الاموال وكل الامتيازات ، يقابلهم الزعماء وتكرّمهم الاوطان ، تقام على شرفهم احتفالات الانجاز والابتكار ، تُفتّح لهم الابواب ، تُسخّر لهم الامكانات ، لا يحدد لعملهم أجر ، حتى اذا جاءوا لبلدهم اكتشف الوطن انهم اناس عاديون لا يستحقون الا الأدنى من الاجور وفرص العمل ، وكأن الجميع يقول لهم لا مكان لكم بيننا يا اصحاب العقول ، فلا حاجة لنا في التطور ولا حاجة لنا للإبداع ، انكم إن ابدعتم ، قُربتّم وأُبعدنا ، اخذتم وحُرمنا ، ارجعوا من حيث اتيتم فلا مكان لكم على ارض الوطن ، فيعودون وهم يجرون اثوب الالم والحسرة على الوطن .

إنَّ ظاهرة هجرة العقول من الوطن الى غير الوطن تتزايد في هذه الايام متوجهة باسرابها الى بلاد لم تكن يوما تحترم الوطن ، الى بلاد لا تتذكرنا الا عند حاجتها الينا ، الى بلاد النفط الذي لا ينالنا منه الا رائحة احتراقه والدخان السام الذي يخرج من مداخنه ، يفرّغون الوطن من عقوله عندما يشاؤون وكيفما يشاؤون ، ويا ليتهم يحترمون الوطن ، ليتهم يقدروا للوطن انه بابنائه من بنى لهم اوطانهم ، اليوم اسراب المهندسين تغرد في سماء الوطن تنظر اليه وتقول بكل حزن والم ، والله يا وطن انّا نحبك اكثر من كل الاوطان ، والله لولا أنَّ كبارك اخرجونا ما خرجنا ، ولولا ما ضيقته علينا ايادي العابثين فيك ما تركناك ، يا وطن ترابك الاجمل ، هواءك الانقى ، اهلك الاسمى والاعلى ، شوارعك رُسمت في قلوبنا ، رايتك ترفرف فوق رؤوسنا ، يا وطن بحثنا عنك في كل زواياك ، لكنهم اوصدوا بوجوهنا كل الزوايا وكل الزنق ، يا وطن نغادرك وقلوبنا تعتصر الالم ، لكن لا بد للحياة ان تستمر ، يا وطن لقد زادت اسرابنا المهاجرة عن طراوة ليلك وجمال نهارك الى رمضاء الصحراء الملتهب ، يا وطن عِشقُنا لك كبير ولكن ماذا بايدينا ان نعمل ؟ هل تعلم يا وطن ان ثلث مهندسيك اصبحوا خارج حدودك ؟ واكثر من ربع المهنيين تركوك وهجروا ارضك ؟

عَتَبُنا عليك كبير يا وطن ، عتبنا عليك أن رضيت بأن يدير امرك رويبضة تسلقوا باسمك حتى علوا كراسي العمل ، عتبنا عليك يا وطن انك لم تحاسب رئيسا للوزراء او وزيراً او نائباً او موظفاً جلس على كرسي الريادة لم يكن له هم على الوطن الا هم حشي اموالك في جيوب مزقوها حتى لا تمتلئ ، عتبنا عليك يا وطن انك لم تمنعنا من السفر ، لم تغلق الحدود وتضمُّنا بين جناحيك رغم انك تراهم يفتحون الابواب لهجرتنا دون ان يسألوا انفسهم الى اين السفر ؟ ، يا وطن هل تعلم انك لو بحثت عن مهندسين اكفياء على ارضك فلن يجيبك احد؟ ، يا وطن لماذا لم تبحث لنا عن فرص في احضانك ليبقى فينا عبيق عطرك ؟ يا وطن حتى المشاريع الكبرى فيك اصبحت لغيرنا من خارج الوطن ، يأتون ويأخذون اموالنا ويذهبون بلا عودة ولا حتى على اذهانهم سَيمُر اسمك ، يا وطن جاءوا بمشاريعهم الكبرى لا مستثمرين بل مستعمرين ، هل تعلم يا وطن ما حصتنا من مشاريعهم ؟ حصتنا يا وطن ان نجمع لهم عمال الوطن لنسير طوابير امام اعينهم لنلبي غرورهم باننا تحت ايدهم نخدمهم ولا نأخذ اجرا الا كاجر الخدم ، يا وطن نحبك كثيرا ، فهل تحبنا يا وطن ؟








طباعة
  • المشاهدات: 28152
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم