22-08-2014 11:20 PM
سرايا - سرايا - ضمن سلسلة أنشطة برنامج "القدس في الضمير"، ولقاءات نادي الكتاب في منتدى الفكر العربي، نظم المنتدى في مقره، الأسبوع الماضي، لقاءً لمناقشة وإشهار الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية "القدس: الحياة الاجتماعية العربيّة، والتقاليد، والمباهج اليوميّة في القرن العشرين"،(Jerusalem: Arab Social Life, Traditions, and Everyday Pleasures in the 20 th Century).
والكتاب هو مقتطفات مترجمة من كتاب "الحياة الاجتماعية في القدس في القرن العشرين"، الذي ألّفه الدكتور صبحي غوشة، وصدر قبل عدة سنوات. قام باختيار المقتطفات وترجمتها للإنجليزية د. بسام أبو غزالة، وقدمت لهذه الطبعة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي.
وأشار رئيس لجنة المتابعة لمؤتمر القدس وعضو المنتدى د. هشام الخطيب، الذي أدار اللقاء، إلى معين الخبرات الذي استقى منه مؤلف الكتاب الدكتور غوشة مادته، كونه أحد أبناء القدس، ومن أصحاب التجارب النضالية الطويلة، فضلاً عن تعمقه بدراسة الحياة الاجتماعية المقدسية بحكم عمله طبيباً ومن أبرز الناشطين في العمل الاجتماعي التطوعي في المدينة المقدسة.
من جهته أوضح د. فايز خصاونة، الوزير الأردني الأسبق ومستشار سمو الأمير الحسن بن طلال، وعضو مجلس أمناء المنتدى، أن الكتابة في شأن الوطن السليب مطلوبة بكل اللغات، وخصوصاً باللغة العربية. ومثل هذه الكتابات بالعربية تؤرخ وتوثق وتصنع جسوراً مع أجيال الشتات أينما حملتهم رياح التهجير ومهما طال الزمن، كما أنها تخلق من التراث الموروث طينة صلبة تشد أوصال الأرض بأبنائها وتمكنهما؛ أي الأرض وأهلها، من التصدي لكل محاولة تهدف إلى طمس الهوية أو تغريب الناشئة عن حضارتها وتراثها، لافتا إلى أن الكتابة عن فلسطين بشكل عام وعن القدس بشكل خاص تشكل محوراً من محاور صراعنا مع العدو الغاشم.
وتناول الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، الجهود الثقافية والفكرية التي يقدمها منتدى الفكر العربي في إطار تبنيه لبرنامج "القدس في الضمير"، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، مؤكداً أن هذه الأنشطة ستظل موصولة في كل ما يخدم موضوع القدس والحقوق والثوابت العربية والإسلامية. وقال: إن هذا النوع من التأليف والتدوين الذي يبين مكانة القدس لغاية إشاعة المعرفة لدى الآخر بالحق العربي في هذه المدينة المقدسة التي يعمل الاحتلال الإسرائيلي على طمس هويتها.
وفي مناقشتها لأهمية الكتاب بينت الدكتورة سلمى الخضرا الجيوسي، أنها رأت في موضوعاته جوانب معرفية حول الناس العاديين من أهالي المدينة الذين يروون قصصاً وحكايات بليغة تنحاز إلى حقهم في الحياة والمواطنة.
ودعت إلى إغناء المكتبة العربية بالمزيد من هذا النوع من المؤلفات التي تنبش في السيرة الذاتية للأشخاص والمجتمع وترجمتها الى اللغات الحية لتعريف الأجيال الجديدة والآخرين بعدالة القضية الفلسطينية ولدحض مزاعم الاحتلال.
وقال د. بسام ابو غزالة، مترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية، الذي استعرض موضوعات الكتاب وأسلوبه في تصوير ورصد وتوثيق الحياة الاجتماعية العربية في القدس، إن كتاب الدكتور صبحي غوشة لا يتعلق بالتراث العربي القديم، إلا أن أهميته في التراث المقدسي أوجبت نقله إلى اللغة الإنجليزية لتعريف العالم الغربي بأصالة العروبة في بيت المقدس، مشيراً إلى دور مشروع بروتا للترجمة من العربية الذي أسسته د. سلمى الخضرا الجيوسي، وكان له إنجازات كبيرة في ترجمة الثقافة العربية الإسلامية التي عبَّر عنها التراث الأدبي والعلمي والمعماري.
شهد اللقاء حضوراً واسعاً وجرى نقاش حول عدد من الجوانب التي تناولها كتاب الدكتور غوشة، أعقبه حفل إشهار وتوقيع الكتاب.