23-08-2014 03:30 PM
بقلم : شادي الربيحات
لم يخطر ببالي يوما أن أرى وطني المعشوق بهذه الشاكلة الحزينة ولهذه الدرجة المخيفة من فقر وجوع وبطالة وفساد وتهميش للضعفاء من أبنائه وأخطار محيطة من كل صوب وجانب وجنسيات مختلفة و متعددة غزت الوطن تجاوز عددها العشرين جنسية من عدة دول مختلفة من الشرق الأوسط بسبب الحروب والمعارك التي تدور في بلدانهم ومن دول شرق آسيا لسهولة دخولهم الأراضي الأردنية بمقابل مادي سلس بالنسبة لهم ، حتى أصبحنا نتسائل : هل نحن في وطننا الحبيب ( الأردن ) .
إقتصاد هش تصرخ منه صفارات الإنذار في كل يوم وليلة ،والناتج القومي المحلي شبه معدوم ، والزراعة أصبحت من الزمن الماضي ، والصناعة بالحضيض مقارنة بأصغر الدول والمساكن العمرانية أخذت في تزايد مخيف يستوقفنا لنسأل أنفسنا : هل سيصبح الوطن عشوائيا لهذا الحد ؟ .
مجالسنا النيابية أصبحت محط أنظار الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية لكثرة المسرحيات المخزية التي تدور تحت القبة من شتائم وسحب الأسلحة الأوتوماتيكية وضرب بالأحذية ناهيك عن فضائح الفساد التي تدور حولهم شبهاته ، بالإضافة لبيعهم المواطن دون أدنى تفكير بإنسان جعل ثقته فيه ليخفف من همومه ومشاكله وآلامه ويتحدث باسمه تحت القبة لتجدهم قاموا بالموافقة بكل سهولة بمضاعفة الأعباء والتضييق على المواطن بزيادة الأسعار بشتى الطرق وتصعيب المعاملات الرسمية و الضرورية عليه .
وعن الشباب .. حدث ولا حرج
البطالة قتلت فيهم العزيمة و الإصرار على بذل جهودهم وطاقاتهم من أجل الوطن فقد ملوا من خدمة أبناء الطبقة الرأسمالية الجشعين الذين لا تشبع جيوبهم من المال مقابل صرف رواتب تعد رواتب الموظفين في الحكومة أكبر منها في القطاع الرأسمالي الخاص فهنا يتخرج الطالب من جامعته ليصطدم بواقع لم يتصوره مطلقا لبداية شق طريقه نحو المستقبل .
والبعض الآخر تجاوز عمره الثلاثون عاما ولم يستطع بعد من تكوين نفسه ماديا ليكمل نصف دينه ، والبعض الآخر سيطر الإحباط عليه ولم يعد يفكر بمستقبله ، والبعض الآخر تولته مافيات الحبوب والمخدرات بعد أن رأوا فيه الإنسان اليائس البائس من ظروفه .
جامعاتنا أصبحت مسرحا للمشاجرات والمناظرات ، والتعليم أصبح تجارة ، والواسطة والمحسوبية أصبحت جزءا لا يتجزأ من منظومة هذا البلد ، الرشوة لا تكاد تنقطع من مكاتب الدوائر والمؤسسات ، والفساد الإجتماعي والأخلاقي والديني استشرى وأصبح مخيفا لدرجة كبيرة .
ترى هل نحن تغيرنا أم تغير الوطن علينا ؟
لا أظن بأن الوطن يتغير على أبنائه وسأبقى في انتظار عودة الأهل الحقيقيون لوطنهم .