بقلم : هاشم الخالدي

خلال الأيام الماضية تلقيت عشرات الإتصالات من مواطنين ومعلمين ومنهم من راسلني على ايميلي وعلى الخاص يطلبون مني أن أحدد موقفي من الهجوم الذي شنته "سرايا" على مجلس نقابة المعلمين .. فأقول :

إن سرايا كانت أول من وقف إلى جانب نقابة المعلمين يوم ن كانت عبارة عن مطلب وطموح ولم تتخلى سرايا عن المطالبة بحقوق المعلمين مهما اختلفنا او تخاصمنا لأن المُعلم هو المنارة الذي تهتدي السفن التائهة من خلاله الى شاطىء الأمان.

ولا نُفشي سراً اذا قلنا أننا كنا شاهدين على ولادة هذا الجنين منذ البداية عبر وساطة خاضتها سرايا آنذاك مع حكومة سمير الرفاعي وما بعدها بضرورة شرعنة مطلب النقابة واعطاء المعلم حقوقه - ولا نريد هنا إفشاء كل الأسرار كي لا نتهم بقضية افشاء اسرار دولة - لكنها الحقيقة التي يجب أن يعلمها كل معلم بأننا كنا معه ولم نتخلى عنه.

من هذا المبدأ وهو مبدأ الشراكة وجدنا بإجتهاد شخصي - لا بإملاءات أجهزة أمنية - أن التوقيت الذي حددته نقابة المعلمين للإضراب هو توقيت غير مفيد وقلنا في التقرير الذي نشره الزميل سميح العجارمة اننا نعترض على التوقيت ولا نعترض على المطالب ولا نرغب ان يفسر اعتراضنا على التوقيت بأنه ضد مطالب المعلمين الذين هم قراء "سرايا" اصلاً، لأنهم يعلمون انها كانت ملاذهم حين هرب الجميع وتنصل لهم من تنصل وباع نفسه للحكومة .. اليس كذلك.؟؟

في اليوم التالي قامت الدنيا ولم تقعد ... تلقينا عشرات التلفونات المؤيدة وعشرات التلفونات المعترضة وبالنتيجة هذه ديموقراطية والديموقراطية تفرض عليك ان تستمع وتناقش.

لكن ما فاقم الأمر سوءاً هو قيام النقابة عبر ناطقها الإعلامي بإصدار بيان تهجمي يتهم فيه كل الإعلام بانه مجيش ومأجور ولم يحدد - سامحه الله عن اي اعلام يتحدث اذ كان بامكانه ان يذكر مثلاً انه يقصد بعض كتاب الصحف اليومية الذين هاجموا النقابة او ان يحدد بالأسماء مثلاً وهو الإلتباس الذي فهم من خلال إصدار البيان انه موجه لـ"سرايا" وانا استطيع ان ابرأ النقابة من تقصد مهاجمة "سرايا" لكن توقيت إصدار البيان كان السبب بهذه الحرب بين اشقاء ما اعتادا إلا ان يكونا في صف واحد.

صبيحة يوم الخميس تلقيت هاتفاً من دكتور فاضل هو الدكتور مصطفى القضاه رئيس نقابة المعلمين في العاصمة عمان اكد فيه ان ما حصل سوء فهم لا أكثر وان نقابة المعلمين لم تكن تقصد "سرايا" بالبيان الذي اعترف انه كان يفترض ان يفسر من هو المقصود به حتى لا يفهم من خلاله انه هجوم مركز للرد على سرايا.

هذا الرجل الطيب اكد احترام مجلس النقابه لدور سرايا الوطني وتقدير المجلس لصمود سرايا في وجه كل الإغراءات الحكومية السابقة التي كانت تضغط باتجاه ان تتخلى سرايا عن مؤازرة المعلمين في مطلب انشاء النقابة، واكد من خلال الإتصال ان المجلس سيقوم من خلال بعض اعضاءه بزيارة مقر سرايا بعد انتهاء الاضراب وحصول المعلمين على مطالبهم وذلك من اجل تطييب الخواطر بين مؤسستين ما اعتادا الا الوقوف الى جانب بعضهما.

بالمحصلة ... ما حدث حدث ونعتبر منذ الآن اننا طوينا صفحة الخلاف وستقف "سرايا" مع مطالب المعلمين الذين نأمل منهم ايضاً - وهم ليسوا بعيدين عن ذلك - مراعاه ظروف الوطن المالية في الوقت الذي ندعوا فيه وزير التربية لايلاء الشرط المالي اولوية في تلك المطالب لان الوضع المالي للمعلم يكاد يصل الى مراحل دونية يفترض على الحكومة ان تنظر باتجاهه بنظرة جاده ولو بالحد الادنى لا ان تتعنت من اجل كسر شوكة المعلم.

من خلال هذا المنبر ادعو الطرفين خلال الساعات المقبلة لايجاد مخرج سريع لهذه الازمة بعيداً عن تبادل الإتهامات لأننا نشهد جميعا بكفاءة وزير التربية الذي ما التقيته حتى الآن في الوقت الذي لا يشكك احد بوطنية الاخ حسام المشة وزملاءه في المجلس، واذا رأت النقابة والوزارة انني استطيع ان ادخل مع الاخوة النواب على خط الوساطة فانا خادم لهذا الوطن ومستعد ان العب هذا الدور مع السادة النواب كي اكون شاهداً على الطرف المتعنت مهما كان.. وذلك من اجل ان تحل هذه الازمة التي اسأل المولى جلت قدرته ان نتجاوزها خلال الساعات المقبلة.

كُل الإحترام لكل معلم .. كل الإحترام لمجلس نقابة المعلمين الذين تحدثوا معنا بكل أدب وإحترام وهو ما زاد محبتهم لدينا ومحبتنا لديهم، رغم انني ما زلت على موقفي من ان وقت الاضراب ليس وقته فالخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية

وأخيراً اقول لهم .. نحن وحده حال لن يستطيع احد ان يفرقنا فانتم ورثة الأنبياء والصحافة لسان الحق .. والله من وراء القصد .



الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com