26-08-2014 10:48 AM
بقلم : رجاء المكحل
بعض السعادة من سلوك ، و قلة منا أتقن أداء مفهوم هذه السعادة ، لنتنعـــم بمفعولها
مفعول السعادة : من رضا ، ومن سلام ، طمأنينة ، سكون ، تهذيب لكل شيء أصيل قبل تفاعله مع المؤثرات الخارجية فيجاري بتكوينه تشوه المحيط
كيف نحب ؟
بالرضا
بعد تثبيت مواصفات أصول القناعة ، فتدوم بحياتنا كل نعمة ، أبسطها عطاء السلام بتحية القلب المنطلق
بماذا القلب ينبض؟
بل ، كيف ينبض ؟
مادام أنه غير راضي عمن نحب؟
لماذا لا يرضى قلبك؟
ما الذي يرضي قلبك؟
أسأل نفسك بخفاء...اسأل بداخلك
كيف تتوقع من غيرك ...فعل أي شيء لأجل مقام سموك ؟
وسموك لا يرضى ، ولن يرضى
يقال عنك "مشغول" والحقيقة هي أنك تنشغــــل
أنت لم تتقدم أولاً بمبادرة فعلية تجاه غيرك، و لما تريده ، بمعنى : هل كنت أنت النموذج التطبيقي أمامه ،لما ترغب بوجوده بحياتك ، فيتواجد بغيرك عبر التقليد
كيف تحتمل العيش بسوء الظن ، ضمن مسابقة التفكير والتخطيط الأبدي بينك وبين وسواسك الشيطاني من هنا ومن هناك لمحاصرة الآخر المسكين معك في حياتك؟
فقبل أن يخطو أي خطوة نحوك ، تحاصره أنت مسبقا ً، على خطواته المرفوضة وغير المرضي عنها مسبقاً
ماذا ستأخذ ؟
لن تجني سوى التباعــد والاهمــال و الصَّمـتْ ، وان صار للحوار مجال ، فسيأخذ الحديث صوته العـــالي المزعج ، ليزيد علو الصوت على كل البعد بعداً مضاعف..دون تبادل أي استيعاب لارادة معنى الكلمات
فكيف ستنعم بمفعول السعادة؟
وأنت بجدارة لا تستحقها ،لا أنت ، ولا من ابتلي بالحظ معك
ستعيش بمفعول التطنيش من الكِبر بالنفس، ولا يعد الكبر من الترفع الراقــي الانساني ،بل من الذي اسميه كثيرا ً و أعده من سلوكيات "الطز" ، فمن خلاله تهمس الأنانية لدى الطرفين بالاتفاق بعد تبادل المصلحة ، فيكون الجميع تلقائيا على وعي زائف بأنه بحالة انتصار! أو فوز !
(ماخذ حقه)
لأن الأخذ من هنا = العطاء من هناك ، فتسير الأيام مع انعــدام السعادة ، وتبرير كل ظواهر الانشغال براحة ضمير ، وتواصل فرص اسقاط التقصير على الآخرين دون أن نرى أي تقصير من أنفسنا ، ليتكررالاستبدال فيمن ننشغل به أو معه مؤقتاً ، وهو حق كبر النفس ، فمكانة أصل من وجبت معه و له و فيه السعادة بحفظ الروتين
(معلش، كلها حياة "طز" والا ما تعدي)