26-08-2014 04:27 PM
بقلم : م. مراد جلامده
هذه غزة التي تدافع عن كرامة الامة والتي ستعيد جريان نهر الاردن الذي نضب وتعيد اضاءة ميناء غزة الذي انقطع عنه ضوء الشمس ، المقاومه الباسله احيت في قلوبنا القوة والعزة وايقظت ضمائرنا التي طالت غفوتها واندثرت كرامتها وتلطخت بالسوء سمعتها ، المقاومة اعادت للطينه كرامتها فحفرت خنادقها ورسمت خطوط معركتها بمقادير لا تتعدى الصفر من كمية التراب الذي ينهمر فوق جثث جنود العدو ، فاصبح للتراب قيمته فيغطي مقاومينا ويحميهم ومنه تنطلق صواريخهم .
ليبيا اليوم تبحث عن مناصر لها يوقف شلال الدم الذي اصبح معلماً سياحياً واعقتد ان السياحه ستزدهر في ليبيا بالايام القادمه لكثرة اللون الاحمر وتساقط اشلاء البشر بكثافه وباعداد لا حصر لها ، هؤلاء يريدون المطار وهؤلاء يريدون النفط جميعهم لا يدري ان اللحظة ستكون وبالا عليهم وسيضعفون كثيراً ويموت الكثير ، اصبحت النار لا تنطفئ بين الضواحي والكهرباء لا تاتي ، هذه طرابلس الغرب قد تم اغتصابها وهاي هي تنزف ولا تجد من يغطيها او يستر عورتها والكل يمر عليها ويشتمها لانها تركت ماضي قد يكون جميلا وقد يكون قبيحاً لكنها لم تحافظ على بكارتها ولم تجد الرجال الذين يدافعون عنها فباعت جسدها على شواطئ البحر الابيض لقوات الناتو الغازية ، والان ليبيا باكملها تتصارع لتنهش جسد طرابلس الحزينه .
العراق الذي اتعبه كثر الضرب وانحنى ليصد الكم الهائل من الطعنات التي اوجعته وادمته واعيته كثيراً ، العراق العظيم مازال واقفاً يتلقى الطعنات تلو الطعنات ينحني قليلا ويعود ليقف هذا العراق الذي اعتدنا عليه ، الان اصبح العراق منهكاً يتارجح كثيراً ولا يقوى على رفع راسه للحظة حتى ينظر الى اعداءه ، فتلك عصابات الصفويين وتلك عصابات الاسلاميين وتلك عصابات الاكراد وتلك قوات الاحتلال وتلك طائرات الاتراك وتلك جيوش عربية كلها تكالبت على العراق العظيم لتسقط بغداد رمز الرجولة فيه ، فلم يعد لديه اي قدرة على تحمل اي جديد .
سوريا اصبحت ارض جرداء لا مباني لا مزارع لا كروم عنب لا شيء سوى الدمار في كل مكان حتى التراب فيها لم نعد نراه فهو ملطخ بالدماء واختطلت عليهم الاسماء هل هم شهداء ام موتى ولا يدرون ان الله من يحاسبهم وليس اؤلئك الذين يعتلون المنابر ويصرخون على الجماهير ويامرونهم بالجهاد وهم في امكانهم لا يتحركون ، لقد تعبت حناجرهم وتصلبت شرايين ايديهم من كثر التلويح باتجاه سوريا والدعاء على ابناء جلدتنا ، في سوريا اصبح الجميع يصلي في اتجاه مختلف وكل ينتمي لطائفة مختلفه ، فهناك السنه والشيعه والعلوية والسلفيه والصوفيه وكل واحد منهم يحتل منطقة ويشرع الشرع الذي يريده فيذبح ويصفي ويغتصب ويقطع الرؤوس ، اصبح المشهد مبكي في سوريا فازدادت اعداد الحضور ولم ينتهي الفليم كما هو مطلوب ، فتغيرت الكثير من المدن وتعرت انظمة باكملها .
مصر الام الفاضلة والمربية المميزة فقدت هيبتها وعادت العواطف تسيطر عليها بعد رجاحة العقل التي عاشت فيها ، يجب ان تخوض شوطاً من السباحه في بحر الدم كي تتعلم كيف تعود طبيعيه وتستعيد نظارتها وتخرج القمح من نيلها وتشعل نيرانها من غازها وتضاء مدنها من سدها العالي ، مصر لا تكفي عن الرقص فنحن نريد ان نحيي ليالي النصر في القاهرة ونشرب كأس الكرامة في الاسنكدرية نريدها عربية لا تعطي احد الحق بحكمها الا من يحفظها ويرعاها ويهتم لنهضتها .
لبنان الاخت الصغرى علينا رعايتها واقصائها عن الاذى فهي اكثر من يدير اموره بدون تدخلكم حكام الكراسي ، فهي تبدع في رسم الالوان ومزجها بدون ان يطغى لون على الاخر وكل منهم ياخذ حقه بدون نقصان فابتعدوا عنها كي لا تؤذيكم ، فهي مسالمه الى ابعد حد لكن مؤلمه ضربتها ان اثقلتم عليها الجراح ، وهي تعرف كيف تصد الاعداء في وقت الشدة وكيف تعيد ارضها ان احتلت ، لبنان زغردي فإن غزة تطهر الارض من الصهاينة .
الاردن اصبح يجمع اشلاء الوطن ، ويتبنى كل البشر حتى الاعداء يحمي سفرائهم فهو يملك صفات البدو بحماية من يلجأ اليه وصفات اهل الصحراء بالكرم والطيبه ، فنراه يبخل على شعبه ويغدق على ضيفه ويستحل اموال شعبه بدون ان يستاذنهم ويبيع ويشتري اراضيهم بدون توقيعهم ، نوابهم نوّام فلا يقرأون ولا يعرفون بالقانون ، مصيبتهم في قانون انتخابهم ووزرائهم لا يعرفون البلد فهم مسافرون دائماً ، اصبح بلد الصفقات وغسيل الاموال ، استيقظ ايها البدوي وامسك بندقيتك فلا وقت لدينا فغزة تنادينا .
واخيراً بعد كل هذا الدمار ، لم يعد بوسعي الحديث عن امة واحدة فاصبحت اجزاء مجزئة حتى سايكس بيكو لم نحترمها وقسينا عليها وانتجنا افضل منها فقسمنا انفسنا بانفسنا .
م.مراد جلامده