06-09-2014 10:04 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
ليس المرة الأولى التي تعمل جماعة الأخوان المسلمون والتي تأسست عام 1928 وانتشرت في ارجاء العالم مهرجانات في الأردن لنصرة الإخوه في فلسطين ، الا أن المهرجان الذي تم التجهيز له من قبل الجماعه ومن اشترك معهم من بعض الأطراف السياسيه والحزبيه الذين يميلون الى هذه الجماعه حيث كان هذه المره لنصرة الصامدين في قطاع غزه الفلسطيني ،حيث اجمع بعض المراقبين لهذا المهرجان بأنه خرج عن السياق الذي يجب ان يكون عليه، وان يلتزم محتواه ويركز على تضحيات الأخوه في قطاع غزه ، وتكون كلمات الخطباء التي تخللها المهرجان من قبل قيادات جماعة الأخوان المسلمين تشد من أزر اهل غزه الميامين ، لا أن تتعرض للدوله الأردنيه بالتجريح وكذلك لدول عربيه يربطها مع الأردن علاقات أخويه تاريخيه وطيده لم تكن يومًاً من الأيام موضع شكوك او خلاف مع الأردن بل تربطهما علاقات حميمه مع اشقاء لم يقصروا في تقديمهم الدعم الكبير للأردن والوقوف الى جانبه في السراء والضراء وتبنيها كافة قضايا العرب ، وفي مقدمتها قضية فلسطين العربيه المحتله ،إلا أن المهرجان كان يحمل في برنامجه المعد له لهجة العداء والتجريح من اشخاص متزمتين نشكك في ولائهم للوطن ، والعرض العسكري المجسم الذي لا يخلوا من توجيه اشاره تتسبب في إحراجات غير مباشره للوطن الذي يرعى كل الأردنيين وهو تصرف قد تكرر اكثر من مره في استعراض عسكري إخواني .
لم يتعود الأشقاء في دولة الإمارات والمملكه العربيه السعوديه ان يسمعوا انتقادات حاده غير مسبوقه تطلق عبر مكبرات الصوت من على تراب الأردن وامام العالم في مهرجان نصرة غزه ، والذي عقد يوم 8/8/2014 حيث تجرأ فيه بعض القياديين المتشددين من جماعة الأخوان المسلمين على استهداف الأردن وبعض الدول العربيه الشقيقه التي هي على عداء تام مع هذه الجماعه ، والتي تعتبرهم جماعه ارهاييه وتمارس الإرهاب ، وإذا تفضلت الدوله الأردنيه بالسماح للجماعه بتنظيم هذا المهرجان ، وذلك ليكون كل فعالياته نصرة لإخوتنا الصامدين في قطاع غزه المنكوب ، حيث استغل العدو الصهيوني شرذمة العرب وتفرقهم والأحداث الجسام التي مرت ولا تزال على بعض الدول العربيه ، ليفتح مجازر مروعه في كل المدن الفلسطينيه في قطاع غزه المناضل .
ليس من حق جماعة الأخوان ان تطلق الخطب الناريه المسمومه تارة لنصرة غزه وأخرى للتهجم على الدوله الأردنيه التي تقيم على اراضيها المهرجان ، ومن هنا اقول وأوجه القول للذين رفعوا صوتهم المسموم على عمان العروبه تحت ستار نصرة غزه ، بأنكم قد تجاوزتم كل الخطوط وتعديتم على كرامة كل الأردنيين والذين هم احرص منكم ويعملون على نصرة أهل غزه منذ الأجتياح الأول عام 2008والثاني 2012 والثالث 2014وانتم تعرفون ما يقدمه الأردن من دعم حسب الأمكانيات وضمن الأستطاعه في المجال السياسي بإستخدام علاقاته مع الدول الصديقه المؤثره لوقف القتال في قطاع غزه ، بالاضافه إلى تقديم المساعدات الأنسانيه والأقتصاديه له ، وتوفير مستشفى دائم بكل طواقمه وحاجاته من الأدويه ، ولا يزال موجوداً في غزة منذ عام 2008، ناهيك عن إيواء الاجئين السوريين النازحين من سوريا الشقيقه منذ عام 2011 وحتى الأن وما يترتب على الدوله من اعباء ثقيله اتجاههم ، والأردن هو الحضن الدافىء لكل الإخوه العرب الذين لا يرحب بهم في أوطانهم لأسباب سياسيه وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، فلماذا لا تذكر قيادات الإخوان ذلك في خطاباتهم الناريه أمام الجماهير وتتجاهل كل ماقدمه الأردن ومواقفه الشجاعه المخلصه مع القضيه الفلسطينيه وكل قضايا العرب ، ويتعمد المتطرفين في جماعة الأخوان المسلمين في الأردن الذين يفقدون صوابهم حين يعتلون منصة الخطابه فتصيبهم جهالة الجهلاء والعمى عن إظهار الحقائق ويتهمون الأردن بأن ما يقدمه لمساعدة غزه ليس كافيا ، بل على الأردن أن يعلن الحرب على العدو الصهيوني ، ويدخل معه في حرب يطرد اسرائيل من فلسطين وينهي احتلال فلسطين خلال ساعات !! ماهذا الهراء من بعض متطرفي جماعة الأخوان الذي يثير الإستفزاز والتقزز الأردني ؟؟ ، وهو دون شك يولد الكراهيه لقاعدتهم الشعبيه في الأردن والتي هي في تناقص كبير ومستمر ، الأمر الذي يبعدها عن هذه الجماعه ، والتي تحتاج الى الشفقه لما يدور في داخلها من انقسامات ومشاكل ، ويفتح عليها النار من خلال الإعلام الذي يشن عليها حملة قويه ، ويسلط الضوء على تصرفاتها وتحديها للدوله وقذفها بالكلام الباطل ، ويستغل بعض كتاب الأعمده ويحثون ويشجعون لأن تخطوا الحكومه خطوه تكون مجبرة عليها بحظر نشاطها ، وإقفال مكاتبها في جميع انحاء المملكه ، وهذا ما يستغله الإعلام الذي يتصيد في الماء العكر ، ورغم ان الحكومه قد اعلنت وعلى لسان دولة الرئيس عبدالله نسور بأنها لن تُقدِِم على ذلك ، فالجماعه هم من ابناْء هذا الوطن وهم شركاء الماضي والحاضرفي خدمة الوطن ، والمحافظه على أمنه واستقراره ، وعلى العقلاء قي الجماعه أن تخرس وتُلجم اصوات الشخصيات التي تطيش على شبر من الماء ولا ترى ابعد من انوفها ، فنحن في الأردن علينا جميعاً ان نكون حريصين على امن هذا الحمى واستقراره ، وان نقف في صف الوطن ونرمي بكل الخلافات مع الحكومه خلف ظهورنا ، وسيأتي الوقت المناسب بقدرة الله تعالى وتوفيقه لتسويه هذه الخلافات مهما كانت لتصب في النهايه في مصلحة الوطن الغالي والذي يتسع للجميع ، وعلى الأخوه في جماعة الأخوان أن لا يستغلوا حضورهم الكبير في نقابة المعلمين لإثارة الفتنه وجر الدوله الأردنيه الى مالا يحمد عقباه ، وعلى نقابة المعلمين أن تحترم كل اراء منتسبيها وان لا تنجرف مع أي تيار سياسي ، فالنقابه هي ليست مكان لممارسة السياسه وتصفية حسابات سياسيه مع الدوله التي ترعاهم ، فالسياسه غير ممنوعه ومشروعه لكل نقبائها وأعضائها ، فجدير بهم ان ينخرطوا في الأحزاب السياسيه ، وهي المكان المناسب لممارستها ، فالنقابه هي مهنيه وليست حزب سياسي ، فعليهم ان يهتموا بمهنتهم ويرفعوا من شأنها ، وكذلك على الحكومه ان تفتح حواراً مبكراً معها ، وأن لا تسوف أو تماطل في تنفيذ مطالب المعلمين المقدور عليها وفي حدود المعقول ، وقبل بدأ العام الدراسي الجديد ، وأن يتم التوافق بين الطرفين وبأسرع وقت ممكن وان لا تضع نفسها خصماً للنقابه ، وأن تستفيد من تجربتها مع النقابه في الماضي ، ولا تصغي لمن يدسون السم بالدسم ويشجعون الحكومه على حل النقابه او الغائها فهذه الخطوه ليست خطأ فحسب بل هي خطيئه اذا اقدمت عليها الحكومه لا قدر الله تعالى فدولة رئيس الوزراء ومعالي وزير التربيه والتعليم لديهم من الحكمه والشجاعه في احقاق الحق ووضعه في نصابه .ويجب ان تعلم نقابة المعلمين علم اليقين بأنه من يطلب الطلب المستطاع يطاع ، وهم على معرفه تامه بأن الوطن محدود الإمكانيات ويمر في ضائقه ماليه صعبه ، ويضطرأن يستدين من الداخل والخارج ليغطي عجز الموازنه وتوفير المال لخدمة المديونيه وهي الهاجس الكبير الذي يقلق الحكومه .
dabbasmnwer@yahoo.coom