06-09-2014 10:08 AM
بقلم : اللواء الركن المتقاعد وليد النسور
لم أر واسمع عن مدى التلاحم بين القيادة والجيش والشعب في اي بلد كما هو في الاردن , فالجيش العربي منذ نشأته مع بداية تأسيس الدولة الاردنية الحديثة ساهم مساهمة فاعلة في بناء الدولة وصون حماها وأمنها في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية , ففي مجال االتنمية البشرية ساهم في صقل وتدريب وتأهيل الالوف من ابناء الوطن الذين تخرجوا من هذه المدرسة العريقة مزودين بالعلم والمعرفة وفن القيادة وادارة الموارد ففكرهم ومبادئهم وشعارهم مبني على حب الوطن والولاء والانتماء للعرش والقيادة الهاشمية .
كان لهم السبق في المساهمة في بناء واعمار الدولة الاردنية الحديثة وتولي المسؤوليات الجسام في مختلف الظروف والاحوال , وكان دور الجيش كما هو عليه الان مستمرا ورياديا في التنمية الاقتصادية والطبية والاجتماعية والتعليم من خلال مدارس الثقافة العسكرية المنتشرة في مدن وبوادي الوطن على امتداده شرقا وغربا.
الجيش مدرسة الرجال , الرجال الذين صدقوا الله ولاءا وانتماءا وعروبة وكرامة وعزا وفخرا , حماة الديار وامنه واستقراره "صمام الامان للوطن ونبض الاردن الصادق" الذين ما عرفوا غير الحب لقيادتهم وتراب هذا الوطن العزيز الغالي .
المتقاعدون العسكريون هم ثمرة الخبرة والكفاءة والمقدرة لهذا الجيش العربي , فهم حزب الوطن الاكبر الذين لا ينافسهم احد زيادة في الولاء والانتماء لوطنهم وقيادتهم , في المحن وايام الشدة هم الابطال الشجعان الذين عرفتهم ميادين القتال والتدريب في اوقات السلم والحرب , لا يعرفون ازدواجية الوطنية ولا ثنائية الولاء والانتماء
هم بفطرتهم وتربيتهم كما تخرجوا من مدرستهم الكبرى الجيش العربي , صحيح انهم ليسوا بأحسن ابناء الوطن حالا ويسرا ماديا لكنهم لم يعرفوا الخيانة ولا سوء الامانة ولا تاجروا وسرقوا مقدرات الوطن , لكنهم ورغم احوالهم المادية الصعبة مخلصين على قلب رجل واحد ولم يغيروا ولم يبدلوا قولهم ومبادئهم ( الله , الوطن, الملك ) لانهم يؤمنوا بأن حب الوطن لا يتأثر بنقص العطاء ولا تغيره الشدائد والشدات فهم اهل العزم والثبات .
المتقاعدون هم ذخيرة الوطن الحية وبندقيته التي يعرف الاعداء قوتها ,هم اصحاب الارادة التي صنعت المعجزات ,فهموا المواطنة انها تضحية وفداء وبذل عطاء وتفضيل للمصلحة العامة على الخاصة وفهموا كذلك ان الوطن بالنسبة لهم اغلى شئ في الحياة فهو الام الرؤوم التي تحتوي جميع ابنائها رغم كثرة العاقين المنافقين منهم , ان اعطيتهم المال والكرسي اصبحوا موالين وان ابعدتهم غدو معارضين ناقمين حاقدين ونحن كمواطنين نعرفهم حق المعرفة .
حافظوا على هذا العتاد الوفي واكرموه , فالحمية والشهامة والنخوة والكرامة والعزة والغيرة الوطنية التي فقدها البعض من ابناء هذا الوطن لن تجد مصدرها وبئرها الارتوازي الذي لا ينضب الا في مؤسسة الجيش والمتقاعدين العسكريين, حفظ الله الوطن والملك وادام الله علينا الامن والامان .