حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11903

«الساحـــرة صانعة الأقنعة» .. فرجـــة مسرحيــــة لــــم تكتمـــــل

«الساحـــرة صانعة الأقنعة» .. فرجـــة مسرحيــــة لــــم تكتمـــــل

«الساحـــرة صانعة الأقنعة» ..  فرجـــة مسرحيــــة لــــم تكتمـــــل

08-09-2014 12:51 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - الخرافة والحكاية الشعبية من مصادر إلهام الكتاب، لخلق حكايا الأطفال، واستفاد المسرح بشكل كبير من هذين المصدرين، والساحرة بشكل خاص لها حضورها في الوجدان الشعبي، فهي قادرة على إشعال المخيلة والتمدد في فضاءات الخيال، كونها تحتمل الدخول في اللامعقول استنادا إلى قدرتها الخارقة بفعل أشياء غير مألوفة وخارج قدرة الناس العاديين، وهذا كله يمثل مصدرًا جيدا لسرد الحكايا للطفل صاحب الخيال الواسع أصلا.

مسرحية "الساحرة صانعة الأقنعة" عن فتاة نبذها المجتمع فوجدت نفسها وحيدة وبحثت عن المعادل الذي يعيدها إلى الموقع الذي تتمناه في الحياة، فكان إصرارها على الوصول لمعادلة تمكنها من الحصول على وجه جميل يدمجها في المجتمع. ولم تجد في عزلتها الا ألعابها لتصنع منها شخوصا تسيطر عليهم ويستجيبوا لرغباتها، وفي رحلة البحث هذه تقوم بأفعال شريرة مثل تأثيرها في الراعي "جهلان" واقناعها للحطاب بأنها خالته، كل ذلك بعد أن أخبرتها "المرأة" بأن المنقذ لها هو جمال "ياسمين" ابن الحطاب، وفي النهاية تعود إلى لعبتها بعد منلوج طويل تستعرض فيه ظلم الناس لها الذي دفعها إلى لعبة الشر والسحر.

 

في المسرحية مستويان

 

الأول كان في بال المخرجة، لم تتمكن من ترجمته إلى صورة بصرية على المسرح، تمثلت في مشهد البداية والنهاية، وهو وجود الطفلة "الساحرة" مع ألعابها، ومشهد الختام بعودتها من رحلة حياة طويلة وهي منكسرة وحزينة وتنام على سريرها تلعب مع اللعبة ذاتها.

أما المستوى الثاني فهو ما شاهدناه على المسرح الذي أفلتت المخرجة كثيرا من خيوطه، فجاءت المعالجة مرتبكة والرؤية مشوشة. هذا الضعف في بناء الشخصيات، وفي توظيف الأقنعة، وخيال الظل وفي تمرير بعض القيم التي وصلت بشكل خاطئ، وعدم تجانس الأزياء رغم أن الجميع يعيش في بيئة واحدة "الغابة".

واذا كان أداء "نهى سمارة" بدور الساحرة، و"آيات مرعي" بدور "ياسمين" قد حمل العرض وحافظ على الصلة ما بين المتلقي والخشبة، فإنه لم يتم الاشتغال على هذا الاداء بالشكل الذي يوصل الفكرة الأساسية، لا بل أن "نهى" بأدائها العالي استطاعت أن تكسب تعاطف الجمهور معها رغم أن مسيرتها طوال العرض كانت في طريق الشر والخداع، ولم يسعف المشهد الأخير لها مع لعبتها على إيقاظ عقل المتلقي من الغفلة التي أوقعها به العرض، لأنه خرج عن السياق الذي تم التأسيس له من المشهد الأول لها مع ألعابها.

وحتى المشهد الذكي باستخدام خيال الظل بتلك النقلة المبدعة فإنه لم يتم توظيف قدرة خيال الظل على التعبير والإدهاش، حيث بقيت الشخصيات هلامية الظهور دون التركيز على ملامحها، هذا إلى جانب التحول السريع في الشخصيات، كما في شخصية الحطاب الذي وبدون مقدمات أو مبررات مقنعة نجده قد انقلب على "خالته" الساحرة.

إن الرقص والغناء ومكملات مفردات العرض من ديكور وأزياء وأقنعة واكسسوار، أعطت مذاق الفرجة المسرحية واستخدام الفضاء المسرحي، لكن هذه العناصر التي انطلقت الرؤية المسرحية منها، لم تعط المتلقي المفاتيح الكافية للدخول إلى حقيقة العرض الذي في بال المخرجة.

وشخصية "ياسمين" الطيبة هي المعادل لشخصية الساحرة، حيث ثنائية الخير والشر والجمال الداخلي والروح الدافئة مقابل الجمال الخارجي الذي هو مجرد قناع زائل، هذه الثنائيات كانت واضحة الدلالة في العرض، وهي قيمة عليا وجميلة، ومن المهم تكريسها لدى الطفل، لكن هذه الثنائيات تم تحييدها في المنولوج الطويل للساحرة. وفي المشهد الأخير الذي تعود فيه إلى لعبتها ما خلق حالة من التشويش في ذهن المتلقي وهي مسألة بحاجة إلى انتباه شديد خاصة مع مسرح الطفل.

المسرحية من تأليف واخراج "فاديا أبو غوش"، وتمثيل "نهى سمارة" و"احمد عليات" و"بلال الرنتيسي" و"آيات مرعي" وموسيقى "مراد دمرجيان" وديكور "محمد السوالقة".








طباعة
  • المشاهدات: 11903

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم