13-09-2014 09:42 AM
بقلم : علي الحراسيس
... لا أفهم كيف لدول صنعت واحتضنت وصدرت الإرهاب الى العالم أن تقاتل إرهابا وتتصدى له بتلك " الفزعة " الكبيرة ، بحيث يجلس الفرقاء والأعداء جنبا الى جنب للوقوف صفا واحدا في مواجهة دولة الخلافة ، وهي لا تعترف أنها بفضل سياساتها كانت السبب في ظهور تلك القوى المتشددة .
امريكا اولا ، واسرائيل ثانيا ، وكذلك مصر و سوريا والعراق وايران وقطر والسعودية وغيرها كلها دول صنعت واحتضنت ودعمت الإرهاب ومارسته بحق الشعوب والشعوب الأخرى بمقتضى مصالحها،فكان القتل على الهوية والطائفة والفكر ، قتلوا شعوبهم ونهبوا خيرات بلادهم وأقاموا حكم العسكر والانقلابات على الشرعية والحرية وحقوق الناس طوال عقود مضت ولا زالوا ، والأن يجتمعون لمحاربة تنظيم لا يتجاوز عدد اعضائه 30 الف يحقق انجازات في مدن ضيقة في سوريا والعراق .
إرهاب داعش كان بسبب إرهاب النظامين في سوريا والعراق ، وكان ارهاب الشعوب وملاحقة المواطنين في فكرهم وخياراتهم وحريتهم في الاعتقاد والعمل عملا أخرا لنمو الارهاب ،فكان نمو الفكر التكفيري منذ عقود بسبب المغالاة في ملاحقة وقتل وتعذيب المعتدلين من القوى الإسلامية كما في مصر وتونس والمغرب وليبيا والسعودية والعراق وسوريا ، وكان القتل على الهوية والطائفة ، وكان الإرهاب في سياسات الإحتلال والقتل والاستيطان كما في اسرائيل ، وكذلك فأن التعاطف المتعاظم مع داعش ودولتها لم يكن اعتباطيا بل مبني على أس من " التراكمات السوداء " التي لحقت بشعوب المنطقة جراء القمع والتنكيل ومحاربة الإعتدال ونهب الخيرات .
محاربة" داعش " الفكر والتطبيق " لا تتمثل بوقف تمدد التنظيم وهزيمته في سوريا والعراق فحسب ، بل اعادة النظر بكل السياسات التي تتبعها الدول " المصدرة للإرهاب " كما في اسرائيل والعراق وايران وقطر والسعودية ، واتخاذ خطوة جريئة داخل بلدانهم لمحاربة كل انواع الفساد والقتل والنهب ووقف الاعتداء على حريات الشعوب ومواجهة وحل كل المشاكل العالقة في الإقليم ، واعادة احترام حقوق الشعوب في الحرية والرفعة والتنمية والتوقف عن النهب والفساد ، فالإرهاب موجود و " مستوطن " في بلاد العرب قبل داعش ب70 عاما ، وما عانته الشعوب من اضطهاد وقتل وتجريد من انسانيتها كان بفعل سياسات الأنظمة الفاسدة وطبيعة أحكامها العرفية والاستبدادية التي مارستها بحق الشعوب الى جانب الدولة الإرهابية الأولى في العالم " اسرائيل " ومن رعاها و التي كانت السبب الرئيس في نمو القوى الإسلامية " معتدلة ومتطرفة " كردة فعل على احتلالهم وارهابهم وقتلهم للشعوب ..
لا يمكن للولايات المتحدة الإمريكية أن تنجح في التصد لداعش " الفكر " وهي تمعن في دعم الإحتلال الإسرائيلي ومساندة قمع الشعوب في عدة دول وتلميع حكام الأنظمة الفاسدين الذين لازالوا ينهبوا خيرات الأمه ويسرقونها .
هكذا نحارب داعش ومثيلاتها ، ودون ذلك فالتحالف الدولي " الاربعيني " لن يحقق سوى إخفاء داعش "تحت السجادة " لفترة وجيزة ومن ثم يكبر ويعود ، لأننا لم نجفف ابدا مواطن ومنابع نموه وتوسعه واعتقدنا أن محاربته عسكريا وطرده هو الخلاص النهائي .