16-09-2014 02:10 PM
بقلم : منور أحمد الدباس
هذه هي المعركة الثالثه التي تنتصر بها غزة هاشم ، لكن هذه المره تختلف عن سابقتها في 2008، 2012 ، هذه المعركه التي اطلقت عليه المقاومه في قطاع غزه (العصف المأكول ) والتي لم تكن المقاومه في غزه سبباً فيها انما ارادها العدو الصهيوني ليمتحن قوة حركة حماس العسكريه ومعها كافة فصائل المقاومه الفلسطينيه في قطاع غزه ، وكذلك محاولة خلق خلاف بين حركة حماس والسلطه الفلسطينيه ، حيث ارعب العدو الصهيوني الوحده الفلسطينيه التي جسدها الفلسطينيون قبل الحرب وخلال الحرب وبعد الحرب إلاان وحدة الدم الفلسطيني التي تجسدت على تراب فلسطين والتي اظهرها الفلسطينيون امام العالم كله ، كانت نصرا آخر حققه المناضلون والصامدون على تراب غزه الطاهر شعبٌ ومقاومه .
لم يكن الشعب الفلسطيني الذي ضحى وناضل طوال اكثر من سبعون عاماً قد اصاب قضيته الضعف الاّ بعد تركه للمقاومه والسير في طريق المفاوضات العبثيه وذلك منذ اتفاق اوسلوا عام 1994 حيث بسطت السلطه الفلسطينيه والتي جاء بها العدو الصهيوني من الخارج سيطرتها على الضفه الغربيه وقطاع غزه ، وكانتا ترزح تحت نير الإحتلال الصهيوني البغيض ، فكانت المقاومه قبل أوسلوا في الضفة والقطاع لكن السلطه احكمت سيطرتها على الضفه الغربيه بحيث اصبحنا لا نسمع لها خبراً بينما بقيت في قطاع غزه على اشدها ضد العدو الصهيوني حيث اشتدت المقاومه ، وبحسب تقديرات القاده الصهاينه بقيادة المجرم ارئيل شارون توصلوا الى نتائج وهو ان بقاء قطاع غزه تحت الإحتلال هو مشروع مكلف بشرياً ومادياً ، لذلك قرر الكيان الصهيوني بقيادة شارون المجرم الإنسحاب ألأحادي الجانب من قطاع غزه وإخلاء كامل المستوطنات الصهيونيه على ارض القطاع عام 2005 دون التنسيق مع السلطه الفلسطينيه في كل مايحدث في قطاع غزه .
وبعد انتهاء عمليات الإنسحاب ، كان العدو الصهيوني يطمح في إحداث حرب اهليه بين الشعب الفلسطيني بعد انسحابه مباشره من قطاع غزه وتوقعه سيطرة حركة حماس على القطاع بالكامل ، لكنها لم تفعل ذلك مطلقاً حيث بسطت السلطه الفلسطينيه نفوذها على القطاع دون إحداث اية مشاكل تذكر بعد الإنسحاب من قطاع غزه في ذلك الوقت ، الا ان العمليات العسكريه ضدّ العدو في الضفه الغربيه وكذالك السيارات المفخخه والتي كانت تزعج السلطه والعدو معاً ، حيث انتهت الأمور باغلاق كافة المعابرالتي تسيطر عليها اسرائيل ومنع دخول الغزيين من والى الضفه الغربيه ، وتواصلت المقاومه في غزه وخاصه بعد الإنتخابات النيابيه التي جرت عام 2006حيث فازت حركة حماس فوزا ساحقا على حركة فتح وتم تشكيل الحكومه الفلسطينيه من قبل حركة حماس برئاسة اسماعيل هنيه ورفضت حركة فتح الأشتراك في حكومة وحده وطنيه مع حماس ، وحصل ما حصل من التجييش على هذه الحكومه من الداخل والخارج ، وحين بلغ السيل الزبى بين سلطة دحلان وحركة حماس قامت الأخرى بانقلاب عسكري على السلطه في غزه ، وعلى اثر ذلك اقال رئيس السلطه محمود عباس حكومة حماس وعاد وشكل حكومه جديده يغلب عليها الهيمنه الفتحاويه حسب ماكانت تشكل الحكومات الفلسطينيه في السابق .
بقيت الحكومه المقاله تحكم القطاع وتدير كافة شؤونه تحت مسمى الحكومه المقاله ، هذا وقد بُذِلت جهود كبيره بين الحركتين لإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل الإنقلاب من قبل الأشقاء العرب ، لكن هذه المحاولات لم توفق في جمع الشمل بينهما ، وكلما اقترب الصلح بينهما يتم الضغط على السلطه من قبل الأمريكان والعدو الصهيوني فتعود الأمور الى المربع الأول ، حتى قسم الله سبحانه وتعالى وعادت الوحده بين الطرفين واعلنت قيادة الطرفين المصالحه الوطنيه بينهما ، وقد فرح الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات لهذه المصالحه الوطنيه كذلك الأشقاء العرب ، واعتبروها خطوه كبيره احدثها الفلسطينيون في الإتجاه الصحيح ، لكن هذه الخطوه الكبيره ازعجت الأمريكان والعدو الصهيوني ، وطلبوا من رئيس السلطه محمود عباس علناً ودون حياء أن يلغي هذا الصلح ، وتم تهديد السلطه بوقف المساعدات الأمريكيه ، واوقفت حكومة العدوالصهيوني نصيب السلطه من الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون ، والتي هي مخصصه لدفع الرواتب لإجهزة السلطه . لكن الرئيس محمود عباس والقياده الفلسطينيه رفضت الرضوخ للتهديدات ووضعت يدها بيد حركة حماس في هذا الصلح التاريخي الكبير ورحلوا كل الخلافات ، وتم الإتفاق على تشكيل حكومه كل اعضائها مستقلين .
انتهت حكومة اسماعيل هنيه التي كانت تحكم قطاع غزه ، لكن الذي يعرف تاريخ الحركتين فتح وحماس لا يعول كثيراً على هذه المصالحه ، فالفوارق بينهما كبيره جداً وهما كالخطين المتوازيين لا يمكن أن يلتقيان معاً وأن تخضع حركة حماس وتنطوي فعلياً تحت لواء السلطه الفلسطينيه ومن فوقها منظمة التحرير الفلسطينيه ، وأهم فارق بين الحركتين وبكل وضوح وبساطه ان السلطه الفلسطينيه تتعامل مع العدو الصهيوني وهي تحت إمرته ولا تتحرك الا بمعرفته وبموافقته وكذلك التعاون بين القوات الأمنيه الفلسطينيه تعاون منقطع النظير ، هذا وغيره الكثير من الأسباب لا يمكن ان تقبل به حركة حماس والتي لم تعترف مطلقاً بالعدو الصهيوني كما تعترف فتح ، وأن خيار السلطه الإستراتيجي هو المفاوضات للحصول عل الحقوق الفلسطينيه ، اما حركة حماس فخيارها المقاومه بمعنى ( ما أحذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه ) فشتان بين الطرفين المتصالحين .
وإذا طرح السؤال التالي : من هو على خطأ ومن هو على صواب ؟ ! فالإجابه البليغه والتي لا تحتاج الى شواهد هي معركة العصف المأكول التي استمرت المنازله فيها 51 يوماً ، انتصر فيها الشعب الفلسطيني على القوه التي لا تقهر ، وأقام المهرجانات للإبتهاج بالنصر المبين الذي حققه صمود أهلنا في غزة هاشم ، وبسالة وشجاعة المقاومه الفلسطينيه بقيادة حركة حماس التي احتضنها الشعب ووقف معها دائماً موقف الشرف والتضحيات بألاف الشهداء والجرحى والتدمير ، حيث اثبتوا للعدو الصهيوني ومن يدعمه أن المقاومه الشرعيه للإحتلال لا بد ان تنتصر وان يعوّل عليها لتحرير فلسطين ، وطرد الغاصبين لها من ابناء القرده والخنازير ، وقد ثبت ولأول مره أن فاوض الفلسطينيون العدو الصهيوني وفي حوزة الوفد الفلسطيني المفاوض ورقه رابحه يفاوض عليها وتمنحه القوه الا وهي صواريخ المقاومه ، وهي التي اجبرته للرضوخ لشروط المقاومه الفلسطينيه في غزة هاشم، وسمحت لليهود الخروج من الملاجىء والعوده الى بيوتهم .
فرح الشعب الفلسطيني بالنصر ونظموا مهرجانات الفرح لذلك في ساحات غزه حيث يتقدمهم قادة المقاومه ويشاركهم الفرح الشعوب العربيه والصديقه بالنصر الكبيرالذي سطرته المقاومه وبدون شك ستحققه ان شاء الله تعالى المقاومه الفلسطينيه ، بعد ان تكون قد جهزت نفسها بالسلاح والعتاد الكافي وبدعم من الأشقاء والأصدقاء والذين هم في صف الحق الفسطيني . كذلك إحياء المقاومه في الضفه الغربيه شاء من شاء وأبا من ابا ، فهذا الكفاح الفلسطيني الذي تخطا سبعين عاماً يجب ان يتكلل بالنصر المبين ، بطرد العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين العربيه من النهر الى البحر ، وذلك بعزيمة المقاومه الطموحه وحاضنها شعب فلسطين المناضل الصابر الصامد ومن خلفها الشعوب العربيه التي هبت لتقديم المساعدات لإخوتنا في قطاع غزه وفي مقدمتها الشعب الأردني الكريم الوفي وقيادته الرشيده الذين هبوا لدعم إخوتهم قي غزة هاشم ضمن الإستطاعه والإمكانيات المتوفره واثبتت هذه العزيمه القويه ان الأردن وفلسطين هما تؤمان يكملان بعضهما البعض ، فمصاب الفلسطيني هو مصاب الأردني نفرح لفرحهم وانتصارهم ونتألم حين يفقدون الأحبه ويتعرضون للقتل والتدمير فهنيئاً لشعب فلسطين كل فلسطين النصر المبين ،والخيبة للجبناء الصهاينه المهزومين المرعوبين من صواريخ المقاومه والتي اجبرت 6 مليون صهيوني على الإختباء في الملاجىء 51 يوماً حيث بدأت بتل ابيب وانتهت بحيفا .
Dabbasmnwer@yahoo.com