27-07-2008 04:00 PM
قبل ثلاث سنوات جئت من الطفيلة الى مدينة الرصيفة لاقوم بواجب اجتماعي وهو المشاركة في تشيع جثمان قريب لي يسكن في عوجان الغربي وكم ألمني وضع المقبرة الاسلامية في ذلك الوقت حيث كانت تضيق بالراحلين الى العالم الآخر ... لا بل ان بعض الاصدقاء من سكانها اكدوا لي بصعوبة ايجاد مكان لقبر جديد وفي كثير من الاحيان كانوا يتفاجئون بأنهم يحفرون قبرا قديما وهو ما كان يدفع كثيرون الى دفن اعزائهم في مقابر عمان أو الزرقاء رغم بعد المسافة والمعاناة .
ويوم الجمعة الماضي جئتها ثانية للمشاركة في تشيع جثمان طبيب حديث التخرج شقيق صديق عزيز وبعد ان انتهينا من صلاة الجمعة والصلاة على الجنازة سألت احد ابناء عمومتي عن طريق المقبرة فيما اذا كانت ذات الطريق قبل ثلاث سنوات فأخبرني بأننا ذاهبون من طريق آخر الى مقبرة الرصيفة الجديدة ... فقلت في نفسي " كثر الله خير هالمسؤولين الذين ريحوا أهل الرصيفة من معاناتهم من أوضاع المقبرة القديمة " لكن وحين وصلنا المقبرة الجديدة قلت في نفسي كلاما يصعب استغفرت ربي كثيرا على قوله .
ولغايات الوصف والتعريف بأحوال المقبرة الجديدة فقد وصلناها بعد جهد جهيد لضيق عرض الطريق المؤدية اليها والتي تمر من وسط احياء سكنية وبعد ان ترجل جميع المشيعين من سياراتهم على الطرف الشمالي للمقبرة كونه لا تتوافر مواقف عامة في داخلها سرنا على الاقدام وسط أكوام من القاذورات ومن بين حفائر ترسبت بها مياه عادمة تزكم رائحتها الانوف ... وعلى غير المعهود اثناء المشاركة في تشيع الجنازات حيث بالعادة ان يبدأ المشاركون بالدعاء وقراءة الفاتحة على ارواح أموات المسلمين فإن ما سمعته كان أصعب من زكمت رائحة المياه العادمة ... وأما أغرب ما سمعت واستهجنت بان البلدية تتقاضى عن كل قبر مبلغ 50 دينارا " سلفا " .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-07-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |