18-09-2014 11:31 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
أحس برجفه تصيب مشاعري , وأحس بقيمة من الفخار وأنا أمد شوق القراءه لسيرة ثائر من ثوار لحظة الكرك الفاصله بتاريخ الأمه التي ننتسب لها ونشعر كم فيها من قراءات خارج هذا الواقع المؤلم لقيمة الثوار الذين يحاربون لأجل لقمة العيش في هذا الزمن الحاضر وآخرين يحاربون لأجل الفداء بقيمة الحياه وكيف لابد وأن تصان ..
لن ادخل بتفاصيل ثوار الحداثه فرؤاهم بالتأكيد تختلف عن رؤيا لقائد بحجم (قدر المجالي والذي ولد بمصادفة بليلة القدر التي ننشدها دائماً الحضور والمناجاه لخالق الكون فيما نريد ونحلم ... ولد قدر المجالي في الخامس والعشرين من حزيران لعام 1851 ميلاديه فقد ظهرت عليه منذ أيام الصبا القياده هكذا تروي لنا كثير من معاجم البحث عن القاده .. ولد وهو الذي ينتسب لعائله تصون نفسها بالكبرياء وسالف القياده منذ مراحل عده لأعمار البناء بهذه الأمه .
فحينما أستشري الوهن والضعف في أركان الدوله العثمانيه آنذاك , جعل من سقوطها أمر لا نقاش فيه وأنذر بمباشرة سقوط الحكم التركي في كل ابجدياته بالدوله التي كانت تعمل بالمنطقه وبكل اركانها ولعل أهم ما كان يميز سقوطها هو انكسارها في كل الحروب التي خاضتها خارجياً , إضافه الى تقلص مساحاتها التي كانت تهيمن عليها ....من هنا جاء دورها بفرض هيمنتها على المنطقه العربيه من خلال اتساع رقعة الجبايه وفرضها بالأجبار وإنهاء الزعامات المحليه التي كانت تمارس عملها , وقد مارست ايضاً قتل كل من يحاول النهوض بالعقل ويسعى للدخول في إتون الثوره والثوار وأسست مبادئ لتهميش هذه القيادات والكرك من تلك المناطق التي استنفرت هذا الواقع الجديد الذي تفرضه العهده العثمانيه حينما أردات فرض كل مقومات نجاحها على اسس قمعيه كان لقدر المجالي رأي آخر وكان له رؤيا برفض كل هذه الأجراءات وقد سانده بذلك ايضاً (ساهر المعايطه ومحمود الضمور ) وكان هذا الأمر سوف يجعل من المواجهه مع الأتراك أمراً لا محاله له ..
ولعل ما أثارني وأنا اقرأ لسيرة قدر المجالي حالته التي كان يذهب اهالي القرى اليه يستنجدون بسوء معامله الأتراك لهم من حيث زجهم بالجيش وهم لم يبلغوا بعد السن القانونيه للجيش حيث كان احد الجنود الأتراك والذي يسجل اعمار ابناء القرى يعتبر صاحب الخمسين ب35 سنه وصاحب 60 بخمس واربعين والصغير بالشاب فقد كانت هذه الحاله تسمى لجنة الأحصاء والتي كان قدر المجالي احد اعضاءه وحينما بلغ الأمر الى هذا الحد قدم استقالته وفكر بالثوره وقيامها الذي سوف يخلص العباد والبلاد من هذا الأستعمار المقيت , وبالفعل بدأ يخطط لذلك الأمر من خلال الأشاره الى شيوخ العشائر والقرى المحيطه بالكرك بضرورة القيام بثوره تخلصهم من هذا الأستعمار وبالفعل تم تحديد يوم 23 تشرين الثاني عام 1910 م موعداً لقيام الثوره بالكرك حيث اوصى لكل عشيره بمهاجمة العسكر لديها وبالفعل نجح الجميع بقمع تلك الجنود والأستيلاء على كثير من مراكز القياده بالكرك .. وربما نتذكر الأبيات التي كانت ينشدها الجميع ..
يا بنت ياللي بالفلا طلي وشوفي أفعالنا
يا سامي باشا لا نطيع ولا نعد عيالنا
لعين مشخص والبنات ذبح العساكر كارنا
ومشخص تعتبر أو معتقل سياسي بالأردن وهي زوجة الشيخ قدر المجالي . ولأن القياده التركيه لم تستطيع السيطره على فكر وعزيمة قدر المجالي بقيت تلاحقه في كل مكان وتبحث عنه في كل أركان بلاد ولم تفلح بذلك , حيث كانت قد حكمت عليه بالأعدام وحينما لم تنجح بذلك قررت اجراء هدنه معه حيث دعته للجلوس معهم بمقرهم بدمشق والتفاوض وقد قيل انها سممت الشيخ قدر ومات في دمشق بطلاً يذكره التاريخ كما يذكر القاده العضام , وتذكره الأجيال كما تذكر كل احرار الأمه المجيده التي صنعت تاريخها بالدم وحجزت لنفسها مكانه بين الأمم الحره القويه ..
قدر المجالي قصه نحتاج قراءتها كلما اردنا تذكير انفسنا أي تاريخ نحمل وأي جزء هام من أيام حياتنا يحتاج دائماً التذكير بمعناه الذي لابد وأن يذكر في كل وقت وحين !!