بقلم : الدكتور طلال طلب الشرفات
بالامس التقيت سماحة الرئيس المضياف في مكتبه ووقد بدا حالماً بمستقبل واعد ، وواثقاً بحتمية النجاح وتحقيق مضامين رسالة الجامعة وتطلعاتها السامية . وفي حواري معه كان يُقدم العام على الخاص ، والحقيقة على الخيال ، والامل على الواقع .
بمروءة الرجل الواضحة والجلية في ولاءه للمؤسسة ومرجعياتها باقصى درجات الوفاء والحس بالمسؤولية .
سماحة الرئيس الجليل غادر في أوج عطاءه وحاجة الجامعة اليه ، وفي ذروة نجاح الجامعة بادارة كانت تقترب من المثالية لتطوير الجامعة وتعزيز قدرتها التنافسيه البحثية والابقاء على وفر يجنب الجامعة التسول من هنا أو هناك.
كان لابد ان نقول كلمة وفاء بحق الرجل بعد ان سطّر مثالاً في النزاهة والشفافية والتواضع ونكران الذات . لقد كان يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه ويشرف على اعمال الجامعة من خيوط الفجر الاولى ويتفقد القاعات التدريسية واحدة تلو الاخرى ليتأكد من اطفاء الانوار فيها .
غادر الرئيس الجليل ولم تغادر قناعتنا به لانه الرئيس الذي خرج من رحم المعاناة ، ولأنّه البار بوالديه والوفي لأساتذته وفي مقدمتهم عبدالكريم غرايبة - رحمه الله - وغيره .
إنّ للرجل ميزة ؛ زهده ، وتعاطفه مع الفقراء والطلبة ، وضمن شفافية تتسم بحكمة عز نظيرها يرافق ذلك حزم ظاهر في الالتزام بثوابت الدين والوطن وقيم الاخلاق والابداع .
الرئيس الخلوق الذي سلم الراية لرئيس متواضع وصاحب رؤية كان نائباً له وسنداً وقت ذاك ، سيكمل المسيرة - بإذن الله - وسيبنى لبنات على انجاز سلفه وهما فوق كل هذا وذاك ابناء عائلات اردنية عريقة قدمت كما قدما للوطن الكثير .
سينجح سماحة الرئيس اينما حل وسيبقى مكانه في ضمائرنا حاضراً فالاردني الذي يخدم وطنه بأخلاص سيبقى شعلة مضيئة في سماء الوطن .