20-09-2014 11:03 AM
بقلم : د.باسم عيسى تليلان
الافكار في التكوين تولد من خلال تجارب يسارع العرب والمسلمون لنسيانها و ينهم الغرب منها دروسا تقوم حياتهم وتعزز دفاعاتهم و تنمي قدراتهم ..... الاحداث لم تمض عندهم بشكل عادي و لم تعبر بطولات عنترة بدون تحليل و توقع و اعداد لرجل مثل عنترة ......
منذ الحرب على الاتحاد السوفياتي لتحرير الجمهوريات الاسلامية وحرب العراق الاولى وحتى احداث 11-9 الى ثورة تونس ومصر .....و الغرب بالاتفاق مع اسرائيل تعد وتخطط وتستخدم الانظمة الا ان هذا لم يعد كافيا لحماية اسرائيل وبقاء وجودها فتولدت قناعات لديها ....في ان اسرائيل بخطر ما دام هنالك جيش عربي قوي بغض النظر عن الرئيس لان درس صدام حسين الرئيس العراقي السابق حليف امريكا الاول ضد ايران كان قاسيا حيث انه اول رئيس عربي ينقلب ضد اسرائيل بجيش دعمه الغرب طيلة فترة حربه مع ايران ......فلم تكتف باعدامه وتفتيت ملكه وتشتيت شعبه ودعم الشيعه ليبقوا دائما حربا على السنة هناك .....بل امتدت للتفكير بجميع الدول المحيطة لاسرائيل كيف يمكن تدمير جيوشها و انهاك اقتصادها لان الانظمة الوظيفية قد تنتهي بلحظة كما حدث في تونس ومصر او ان النظام تغريه قوته فينقلب على الغرب ويقصف تل ابيب ....فتكون تلك المعضلة
لم تكتف الحركة الصهيونية و التفكير الاميركي الماكر بتجميع عدد كبير من الجهاديين في العالم في الحرب على الاتحاد السوفياتي لانهاكه والمساهمة في تفكيكة وتجميعهم في بؤره واحدة يسهل على الامريكان لاحقا قصفهم ومطاردتهم ....وهذا ماحدث بعد احداث 11-9 التي يعتقد انها رواية امريكية صهيونية وبدأت حربها على طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان الا ان مكرها لم يخدمها فالطبيعة القاسية و الجبال العاتية والعقيدة القتالية قلبت مفاهيم المعادلة ....وبقيت هذه العقيدة متجددة لفكر متطرف من وجهة نظر الغرب و مسلمين كثر ....
واعتبرت ان هدفها الرئيسي لم يتحقق في القضاء على الجهاديين من شتى انحاء الارض ....
فجاءت و فاجأت ثورتي تونس ومصر بخلع العملاء وقادة الانظمة الوظيفية سريعا و احلال بديل خطير في مصر لا يتناسب او يتطابق مع مصلحة اسرائيل فوجوده قد يعزز ويبدل موازين القوى بين غزة واسرائيل فقررت السير بطريقين الانقلاب على الثورة وان لم ينجح فالحرب الاهلية القاسية فبدأت بتفجيرات سرعان ما اختفت بعد الانقلاب كانت ضد الكنائس و الاقباط على وجه التحديد ...حتى نجح الانقلاب و تم تخزين الفتنة بنجاح تحسبا لانقلاب او ثورة مضادة للعسكر .......ففي مخزونها فتنة بين الاقباط والمسلمين اوفتنة بين العلمانيين والمسلمين ثم بين العسكر و الاخوان المسلمين تبقى فتيلا جاهزا للاشتعال الفوري اذا شعرت ان هنالك خطرا على اسرائيل يباد فيها الجيش المصري وتستنزف قواته .....
الى سوريا الهدية الكبرى والمبدعة التي قدمها النظام بإبداع لانهاك الجيش السوري تماما ثم انهيار اقتصاد والتطور وارجاعها 100 سنة للوراء ......وتلافي خطر كخطر العراق الذي قصف اسرائيل بعهد صدام حسين فاستمرار المعركة في سوريا هو دوام انعكاس النتائج الايجابية على الغرب واسرائيل فكان من غير الممكن ان توجه امريكا ضربو لنظام سوريا او تحاول انهاء المعركة هناك بل استثمارها بعد ان نجحت تماما في تحويل كثير من مساراتها
اسرائيل تلك التي جاءت لفيفا ....لتستقر على ثرى فلسطين وينتهي الغرب من وجود الجماعات اليهودية التي انهكت قواه واقتصاده بوعد بلفور الصادق القذر
تلك الفكرة وصورة المجاهدين في افغانستان جاءت لتمهد لوجود دولة سنية سلفية جهادية تغري جميع متطرفي العالم الاسلامي – الجهاديين – للتجمع فيها فكانت الدولة الاسلامية في العراق والشام فاستغل الغرب الحرب في سوريا ليبدء العملاء بانشاء التنظيم هناك ثم سوريا ليتد من خلالها الى العراق قادته عملاء رسميون شكلوا الدولة بصورة الفخ الكبير الذي احتاج انتاجه تظافر دولي لتخرج الفكرة غير المقنعة لحيز الوجود ككيان قوي يحتاج تظافر دولي للقضاء عليه .....
ان انتاج هذا التنظيم الذي حارب لسنوات قليلة معارضة النظام واظهر صورة الدولة الاسلامية السنية الجهادية ودحر بمظهره المسرحي الاخير قوات الشيعة في العراق كان بمثابة المغناطيس الجاذب للجهادين من كل انحاء الارض ليتم تجميعهم لفكرة انشاء الدولة الاسلامية السنية الذي درست تسميتها ودرب قادتها لاكمال هذا الفصل المسرحي الساذج ...
فبدأت داعش باستقطاب المجاهدين من الغرب و العرب وانخراطهم في صفوفها حتى وصل عددهم الى اكثر من ثلثي الجهاديين المحتملين في الغرب وايضا في الاردن والسعودية على وجه التحديد فأذن لهم سادتها بالتخطيط و التعاون واستخدام العملاء و الانظمة ان تحتل جزءا كبيرا من العراق بالاضافة الى الاراضي السورية الواسعة ....وبدأ تشكيل حلم الجهاديين بانشاء دولة على منهاج الخلافة حسب زعمهم توحد صفوفها بقتال العرب والمسلمين ثم لتنظلق الى ارض الحشد والرباط و تحرير فلسطين ...!!!
ومن هذا اللفيف يبدأ الفخ الكبير فكلنا يعلم ان عميل واحد لاسرائيل في غزة يدمر اكثر من لواء اسرائيلي مدرع باكمله فكيف لو كان العميل هو القائد و الآمر الناهي ؟؟؟؟؟؟
لقد كان ملفتا جدا بعد ايام من دخول داعش العراق طريقة التصريح الرسمي عنها فعرفها كثيرون ومنها وزير الداخلية الاردني و الخارجية الامريكي انها دولة لها نظام ومحاكم ذات تنظيم عالي في صورة ينقلها هؤلاء عن اغراء اكبر للمجاهدين في العالم للانضمام الى صفوفها
روجت السياسات الثلاث امريكا وفرنسا وبريطانيا بقوة وجود الدولة التي دعت الى مواجهته وحاجتها الكبرى لدعم دولي وكأنهم يواجهون الاتحاد السوفياتي في الثمانينيات !!! تلك الفكرة التي زرعت الرعب في قلوب مواطنيهم لنيل تأييدهم و زرعت الامل في نفوس المقاتليين الجهاديين السلفيين في العالم للانضمام الى صفوفها و التسارع للالتحاق بها لنيل الشهادة او النصر وفق اعتقادهم ...بينما ينتظرهم البغدادي ليتسنى رصدهم وتحميل اسمائهم وجنسياتهم ثم اماكن سيطرتهم فاحداثياتهم لامريكا و حلفائها ليقوم التحالف الدولي المزعوم بقصف شديد لاماكن هؤلاء السلفيين و القضاء عليهم وانهاء تهديدهم لهم في امريكا و الغرب
ثم ينأى التحالف بعدم التدخل البري ليبقى التنظيم يشكل جسم الدولة السنية السلفية التي ستكون مكانا خصبا للقضاء على المزيد من اهل البيعة للخليفة البغدادي العميل ...
فسنلاحظ قتالا شرسا من اشخاص جاءوا ليقاتلوا الطاغوت الامريكي و قصفا شديدا على رؤوسهم يشكل موتهم نصرا امريكيا وللتحالف بينما تنجو قيادة التنظيم التي ستشكل الدولة الاسلامية المنتصرة لجذب المزيد نحو اراضيها و لتكون السبب الرئيس لتقسيم سوريا والعراق و انشاء الدولة الكردية مطلع عام 2015
لذلك يتضارب لدى اشخاص تفكير كيف تكون داعش عميلة و تقصف طائرات امريكية اعداد كبيرة منه نعم لان الهدف هو جذبهم وتجميعهم وقتلهم بعمالة قيادة التنظيم المزيف ....
والخطير في الامر ....لا يقف عند العراق وسوريا انما الهدف الاسمى للغرب هو المملكة العربية السعودية منبع النفط ومنبع القيادات الاسلامية الجهادية ....فلا زالت تشكل آلية الحكم بالشراكة مع هيئة علماء المسلمين و الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و المناهج الدينية قلقا كبيرا حيث ان الغرب يطمح لفصل الدين عن الدولة فلا بد من استخدام داعش الجديدة (الدولة المنتصرة ) لتشكل خطرا حقيقيا عليها