سرايا - سرايا - في مشهد يدعو للحسرة والأسف، تحول مسجد أهل الهمة الكائن في جبل المريخ شرق العاصمة عمان، من مكان للعبادة إلى مكرهة صحية، ومكانا مفضلا للأطفال من أجل اللهو واللعب.

والمسجد الذي يظل بابه مفتوحا طيلة اليوم، جعل منه "ملاذا آمنا للكثير من الممارسات الخاطئة، وموطئا مفضلا لأرباب السوابق"، الأمر الذي دفع بالمصلين إلى تقديم أكثر من شكوى لوزارة الأوقاف التي "اكتفت بإرسال مندوب واحد لمدة لم تتجاوز ساعتين، لإعداد تقرير عن حال المسجد".

ولأن وزارة الأوقاف لم تعالج الخلل على الرغم من أن آخر شكوى قدمها المصلون مضى عليها 3 أسابيع، ما دفع "الغد" لمتابعة حال المسجد عن كثب وعلى أرض الواقع من خلال زيارته على مدى يومين متتاليين واطلعت على أحواله".

وبدا واضحا للعيان حجم الكارثة التي يعاني منها مسجد "أهل الهمة"، حيث الأطفال يلعبون ويمرحون داخل مصلياته والعبث بمحتوياته، عدا عن افتقاره "للحد الأدنى من شروط النظافة التي تليق ببيت الله".

وبالاقتراب شيئا فشيئا من الأماكن المخصصة للوضوء، "تبدأ الحالة المأساوية للمسجد تتضح أكثر فأكثر" فالرائحة الكريهة الخارجة من حمامات المسجد تزكم الأنوف ويخيل للمرء أنها منبعثة من (جيف) متروكة منذ أشهر".

أما المصلون فإنهم أخذوا على أنفسهم عدم دخول هذه الحمامات، والتوضؤ في منازلهم.
والأكثر غرابة بحسب مصلين استمعت "الغد" إليهم، أن "أصواتا غريبة" تنبعث من غرفة الحمامات ليلا"، مشيرين الى أن المسجد أصبح مكانا مفضلا لأرباب السوابق.

من جهتها اعتبرت وزارة الأوقاف روايات المصلين عن الحال التي وصل إليها المسجد "تندرج ضمن بند الإشاعات" واكتفت برواية مندوبها الذي زار المسجد لمدة ساعتين.

وقالت الوزارة خلال زيارة لـ"الغد" للوقوف على الحقيقة، "إنها بصدد تشكيل لجنة من فريق هندسي في مديرية الأوقاف لعمل دراسة لإمكانية تحويل المصلى السفلي سكنا لخادم أو مؤذن المسجد، والمصلى العلوي الأكبر مساحة مكانا دائما للصلاة".

وقالت الوزارة إنها تسعى الى توفير إمام أو مؤذن للمسجد، مشيرة الى أن لجنة المسجد الحالية مجمدة ومحالة للتحقيق.

بدورهم قال مصلون وجيران للمسجد "إن المسجد لا تقام فيه الصلاة ولا يرفع منه الأذان في أغلب الأوقات"، وإن الإمام الحالي "تبرع برعاية المسجد قبل أن يحصل على تعيين في مدرسة خاصة"، مشيرين الى أن الإمام لا يستطيع التوفيق بين عمله في المدرسة ورعايته للمسجد.