24-09-2014 10:22 AM
بقلم : ديما الرجبي
من أهم العناوين اليوم على ال CNN أن المخرج مارشال كوري المحترف يسخر من الفيديوهات ذات التكلفة الزهيدة على حد تعبيره والتي يبثها التنظيم الاسلامي والمسمى " داعش " ويستطرد بأنها كما أفلام الماتركس ذات الأبعاد الأكشنية والتي تجذب مشاهديها وتثير حماستهم!!
وبما أننا أمام فيلم آكشن يُحاكي بطولات عديدة ، ويضم بصفوفه أهم ابطال السينما العالمية التي جمعت من صفوف الولايات المتحدة نخبة النخبة ، ومن الغرب أهم الممثلين وأبرعهم، وجعلت من الشرق الأوسط "لوكيشن " التصوير على امتداد حدوده التعاونية بين كل البلاد .
فلماذا لا ننتظر كيف سيبدأ وينتهي هذا الفيلم الذي يُسطر العشوائية والتشرذم العربي ، فلطالما أحببنا أفلام الآكشن والتهبت حواسنا بانتظار أن ينهي سيلفستر ستالون أو توم كروز أو ويل سميث حروبهم الدموية باسم العدالة ، ودائماً ما كنا نتشدق دهشةً كيف لنهاية هذا الحطام الذي خلفه صراع الخير والشر وبعد تدمير البنى التحتية تماماً وتطهير العرق الآدمي عن بكرة أبيه، كيف للشمس أن تسطع من جديد ويعمر الكون بهم ويحققون العدالة المنشودة بمحاربة " الأشرار " . وسبحان الله كم تترك هذه النهايات أملاً جماً في قلوبنا بأن ما بعد الهدم والنسف والمجازر سيأتي يوماً نستعيد به حياتنا من جديد !!!
لكن غاب عن ذهن المخرج المحترف، أن يلفت انتباه المشاهد إلى التدجين الاعلامي والذي يحمل راية " لا للإرهاب " و " نعم لحقوق الإنسان" التي تدشنه الغرب عبر منابرنا . وهنا أحمل سؤالاً سخيفاً ؟
هل ما حدث بسوريا منذ ثلاثة سنوات ومازال يحدث يُصنف تحت أفلام الآكشن ؟؟
هل ما حدث بغزة العزة في رمضان وعيد الفطر ينطوي تحت مشاهدات الآكشن؟؟
هل حدث و يحدث في مصر وليبيا والعراق ولبنان من اللقطات التي تحمل مسمى الآكشن ؟؟
لماذا لا تنفكون تسليط أضوائكم على صناعاتكم أنتم ؟ هل نحن سُذج لهذه الدرجة !! اليست هذه مؤسستكم الربحية !!
أصبحت اليوم داعش شغلكم الشاغل وكأنكم ترمون العصا أمام الراعي ؟!
نعم أنتم من زرعتم الفتن وتجرأتم على ضخها في خضم التهاون العربي وحب السلطة ، وأنتم من قسم العرب أعراباً ولعبتم على نقاط الضعف لديهم، ولا أسف على من يُباع ويُشترى.
ولكن كفى تضليلاً ومراوغة هذه هي صناعاتكم التي اشتريناها بدماءٍ عربية اسلامية موحدة ، وهذا الفيلم الوحيد الذي لن تقوا على عمل نُسخةٍ أمريكية صهيونية منه ولن يُعرض في هوليود وينال الأوسكار، لأنكم لن تحسموا نهايته بهذا السهولة .
والله المُستعان