سرايا - سرايا - تعد حمامات عفرا المعدنية في محافظة الطفيلة من أهم مقاصد السياحة الداخلية على مستوى المملكة وخاصة من محافظتي الكرك والطفيلة لقربها منهما؛ حيث يقصدها رواد الترفيه وقاصدو السياحة العلاجية.
وتقع حمامات عفرا على بعد 26 كيلومترا شمال مدينة الطفيلة وحوالي 40 كيلومترا شمال مدينة الكرك وعلى الطريق الرئيسي الداخلي الواصل بين المحافظتين.
ويتميز موقع الحمامات بطبيعته الخلابة وإطلالاته الجميلة، إلا أن هذا لا يمنع القول "إنه يحتاج الى المزيد من الاهتمام والتنظيم والمتابعة الحثيثة من قبل وزارة السياحة".
ويقول مدير السياحة في الطفيلة خالد الوحوش "إن حمامات عفرا هي حمامات مياه معدنية تقع على بعد 26 كيلومتراً شمالي مدينة الطفيلة في جنوب الأردن تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدراً أو ينبوعاً تتراوح حرارتها في المتوسط بين 45 و48 درجة مئوية وهي ثابتة لكل نبع عبر فصول السنة؛ إذ سجلت أقصى درجة حرارة بحوالي 51 درجة مئوية.
وتضم منطقة حمامات عفرا التي تتغذى من زهاء 15 مصدرا من المياه الحارة مركزاً للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية، فهي ذات خصائص علاجية مميزة ويقال إنها "تعالج العقم وتصلب الشرايين وفقر الدم والروماتزم وغير ذلك من الأمراض المزمنة ويوجد في الموقع مركز لخدمة المتنزهين والحرص على راحتهم".
وتاريخيا تشير مصادر الى أن هذه الحمامات استخدمت لغايات العلاج منذ زمن طويل، بدءا من العهد الروماني؛ حيث كان يستفيد من الميزة العلاجية لمياهها علية القوم.ويضيف الوحوش أن أهمية موقع حمامات عفرا تتمثل بوجود المياه المعدنية الساخنة، علاوة على وجود الإرث الحضاري الإسلامي المتمثل في مقام "فروة بن عمرو النافرة الجذامي"، وهو أول شهيد في الإسلام خارج الجزيرة العربية من بلاد الشام، بالاضافة الى وجود الكنيسة البيزنطية المكونة من ثلاثة كهوف داخل الموقع.
وتعد مياه عفرا الأقوى تدفقا من بين المياه المعدنية الأخرى في الأردن، لذا فقد تم التركيز عليها من حيث الدراسات والأبحاث والتجارب التي أثبتت قدرتها على علاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية.
ويلفت الوحوش الى أن مصدر المياه يتدفق من أكثر من 15 نبعا من صخور وادي عفرا وعلى امتداد الوادي وأعلى تلك الينابيع على ارتفاع 270 مترا فوق مستوى سطح البحر حتى التقائه بوادي الحسا على ارتفاع 90 مترا فوق مستوى سطح البحر.
وتبلغ كمية المياه المتدفقة على امتداد الوادي قرابة 500 لتر في الثانية، وتسمى هذه المياه بـ"الرادونية" بفعل تركيز عنصر الرادون فيها بشكل لافت بمعدل (18.3) نانوكوري-لتر والتي يمكن الاستفادة منها في علاج أمراض تتعلق بالمفاصل والعظام وغيرها.
ويبين الوحوش أن مياه عفرا تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز كبريتيد الهيدروجين وغاز الرادون، بالاضافة الى الكالسيوم والصوديوم وكلوريد الكبريتات.
ويوضح الوحوش أن مياه عفرا تستخدم كعلاج لأمراض الروماتيزم وتيبس المفاصل والعضلات والالتهابات المفصلية وتنشيط الدورة الدموية وتصلب الشرايين وفقر الدم وبعض أمراض العقم، ويضيف أنه أجريت تجربة طبية على هذه المياه لعلاج تآكل غضروف العامود الفقري ومحدودية حركة المفاصل وكانت نسبة التحسن بين 60 % و80 %.
ويقول الوحوش "إنه في العام 1997 بدأت المرحلة الأولى من عملية تطوير الموقع؛ حيث اشتملت على تخصيص 8 برك سباحة، بالإضافة الى تجهيز وتخصيص أماكن للجلوس، وإقامة شاليهات داخل الموقع، وإيجاد أماكن للتخييم، علاوة على تزويد الموقع بالماء والكهرباء وتحسين البنية التحتية في المكان".
وكانت جمعية المستشفيات الخاصة أعلنت عن فوز الأردن بجائزة أفضل مقصد للسياحة العلاجية للعام 2014 التي نظمتها صحيفة السفر العلاجي الدولية ومقرها لندن.
ويحتل فيه الأردن الترتيب الأول في السياحة العلاجية على مستوى إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن أفضل خمس دول في العالم، حسب تقرير البنك الدولي.
ويتمتع الأردن بالكثير من الأماكن السياحية العلاجية الغنية بالمياه المعدنية والطين البركاني الذي جعل منه مقصدا للسياحة العلاجية؛ حيث تتواجد العديد من الأماكن والمنتجعات السياحية ذات الطابع العلاجي والاستشفائي المتميز على مستوى العالم.
وفي تصريحات سابقة، أبدى زوار حمامات عفرا المعدنية تذمرهم من تراجع مستوى النظافة في أهم موقع سياحي واستجمامي في محافظة الطفيلة، بما أحالها الى مكرهة صحية.

وطالبوا الجهات المشرفة على الموقع الاهتمام بالنظافة التي تعد الأهم في أي موقع سياحي، إلى جانب دعوت الزوار للتحلي بأسس النظافة العامة في المكان الذي يعد الأجمل من بين مناطق الطفيلة السياحية." الغد "