27-09-2014 10:02 AM
بقلم : احمد علي القادري
ليس ممكنا لمواجهة التحديات التي يعيشها الوطن العربي , إن يسلك العرب طريقا أخر خارج دائرة التضامن والوحدة , فهل سنكون على استعداد لمثل هذا التضامن الوحدوي المسؤول ؟ هذا السؤال يرسم حدود الحاضر , وهو أيضا يرسم حدود المستقبل , إذ لا خيار لنا إذا قررنا قبول المواجهة , إلا أن نستجيب لضرورات الحاضر وأماني المستقبل , إن لدى العرب من الإمكانيات والمؤهلات ما يؤهلهم بالفعل لان يكونوا على مستوى التحديات , ولكن معوقات كثيرة ما زالت تقف دون التوظيف الأمثل لهذه المؤهلات , وهذه الإمكانات , وهذه الرغبات , ليتحقق لنا من خلالها ( فعل المواجهة ) ولعل أهم ما يعوق العمل العربي اليوم هو إن الكثير من الجهد العربي يضيع في محاولات رأب الصدع , وفي محاولات انتزاع فتيل التفجير في أكثر من مكان من دون الوصول إلى حالة العافية وطنيا وقوميا , فالخلافات تختفي فترة ثم تعود من جديد بشكل اقوي وبأسلوب اشد , لذلك لابد من اختراق هذه الدورة العبثية من الخلافات , وذلك بتكريس مبدأ التضامن الوحدوي القادر بدورة على تعميم حالة ( العافية الوطنية والقومية ) بهدف القضاء على حالات العداء المستحكمة وعلى محاولات الفرقة والتجزئة المزمنة , وبهدف تأمين الوسيلة الفضلى لمواجهة التحديات , داخليا وخارجيا , فعندما ننتصر على أنفسنا من الخوف , وننزع أقنعة الزيف , ونعود كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو يتداعى إليه الجسد بالسهر والحمى , وبهذه الحقيقة العلمية التاريخية الواقعية , تنتصر في أذهان الذين تصل إلى أيديهم أزمة الأمور , ولان بانتصارها يبطل فعل الإرادات الأجنبية التي مزقت وحدة الأمة