27-09-2014 10:14 AM
بقلم : رائد علي العمايرة
بعد الخطاب الشامل الذي القاه الرئيس اليمني(منصورهادي) والذي قصف فيه قواعد اللغة العربية، وشتت شملها"ثم جعلها جذاذاً "إلا بعضا من حروف الجر والإشارة،فأصحت كأنما نزلت بها قارعة .
وحيث أنه هدم أركانها، فجعل المكسور مرفوعاً، والمفتوح مغلقاً، والمفخم مرقَّقاً، والمرقق مفلطحاً، ثم خلط أواخرالفقرات بالاستئناف، وجعل أوائلها كأنها في الختام،هذا إن ظهر الختام والاستهلال، نتيجة التلعثم المتواتر.
وحيث أن هذه الظاهرة، تكررت من بعض الزعماء، وبعض السياسيين والنواب، فإنني أقترح على الجامعة العربية، أن تقوم لأول مرة بعمل مفيد للأمة،وأن تنقذ اللغة العربية، بعد أن أضاعت، الكرامة العربية، ولم يتبق لنا بالمحصلة،إلا اللغة والتي هي أيضا، في طريقها، إلى الضياع.
وحيث أن علماء اللسان، يزعمون أن الأمة الواحدة، إن تكرر اللفظ على مسامعها، بتركيبٍ ولحن شاذ، ثم شاع هذا الشذوذ بين الناس، وتواطأوا عليه زمناً، فأنه يصبح عادة فيهم، ثم تنحدر فيهم اللغة، حتى تتغير في كل هيئآتها، وأحرفها وتركيباتها.
لهذا فإنني أقدم اقتراحاً، للجامعة العربية،وهوعبارةٌ عن اختراع لتعليم اللغة العربية للسياسيين، الثابتين في السلطة - بحكم التغلب أوالعادة أوالجينات- وأن تكون هذه الطريقة، سَلِسَةً قريبة من التفاعل الذهني المتصل، بالرغبات الجسدية.
فمثلا تستطيع الجامعة أن تدرب بعض "طُهاةِ" مؤتمرات القمة، ومؤتمرات وزراء الخارجية، واجتماعات البرلمانات العربية، ليجعلوا الخضار في السَّلطات، على شكل "حروف"، وألا يقل محتوى أي صحن للسلطة، عن الأحرف الثمانية والعشرين مجتمعة، وأن يكون كل حرف، حسب المَخْرَج، من نوع ٍواحدٍ(فالخيار ) يختص بأحرف (أدنى الحلق)،لابتدائه بالخاء (والبندورة )لأحرف الشفتين، لابتدائها بالباء (والجزر)لأحرف وسط اللسان، فيتم نحت "الغين والخاء، من الخيار، والباء والميم والواو، من البندورة والبصل، وهكذا حتى تستغرق الخضار جميع الحروف.
وعند قراءة الخطاب، يتحول مباشرة إلى سَلَطَةٍ، في ذهن السياسي او الزعيم، وتتم المعجزة، ويقرأ الخطاب بشكل صحيح، بشرط أن يكون جائعا، لتتم العملية على الوجه الاكمل.
ولكن يبقى هناك محذورٌ! لابد من أخذه بالاعتبار، ألا وهو التأثر النفسي بالحدث إضافةً الى التفاعلات الجسدية الداخلية، عندما يكون الخطاب "ارتجالياً" وبدون ورقة، فربما استغرق الخطيب، في الحالة الذهنية، أثناء اشتداد تصارع الأمعاء المتأزم، فيختلط عليه الأمر، ولا يميز أن ارتباط الحروف بالخضار، إنما هو للإكثار من التكرار، فقط لتنشيط الذاكرة وقد يشتد السياسي او الزعيم ويزداد انفعاله، عندما يكون الوضع السياسي متأزماً، فَيُدْخِلُ الخضار بحسب الحروف، في مسميات الاشياء، وتكون الكارثة! كأن يكون في صدد الحديث عن الإرهاب، فيقول مثلا (لابد علينا أن نواجه الإرهاب بالجَزَرْ) وهو يقصد "الشدة" أو أن يقول في الحديث أثناء مؤتمر طارئ، من أجل التنمية، كما تعودنا منهم! (لابد أن نتحد جميعا في مواجهة البَصَلْ)وهو يقصد "البطالة"، أو أن يقول في خطاب موازنة: إننا هنا قد اجتمعنا لنخرج بحل للفقوس) وهو يقصد الفقر، فتختلط الأسماء عليه، لاتحاد مخرج الحرف، بفعل متلازمة الحالة الذهنية،لذلك فإنني أرى ألا يكون، هناك خطابات ارتجالية، توقيا للفضائح، وأن يتم الاكتفاء بفضائح، الخطابات المكتوبة على بطريقة السَّلَطَة .