27-09-2014 10:21 AM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
إننا نمر بمرحلة هامة تستوجب منا جميعا أن نكون أكثر حكمة وأوسع صدرا وأجمل خُلقا وأعظم سلوكا وأجمل عملا ، فالأمة من شرقها إلى غربها تمرّ في حالة صراع وتحدي ، تفرقة وضياع تقودنا إلى كثرة الأفكار والجماعات والأحزاب .
فماذا بعد ذلك ؟!
إلى أين تتجه البوصلة ، إلى واقع حميد أم إلى تفتيت وتشتيت !
تخيلوا معي لو أنكم تملكون قطعة من الأرض الخالية وتريدون تعمير أسوار عليها لحمايتها أو تشجيرها أو إقامة بناء على ترابها !
أيا كان العمل السامي لا يهم ، ولكن ما أردت أن أسأله لكل منكم ، كم ستحتاج من الوقت للقيام بذلك وحدك ودون السماح لأحد بتقديم المساعدة لك؟!
بالطبع ستحتاج إلى الكثير من الوقت ، وهذا هو حالنا ، نقسّم أنفسنا إلى جماعات ونحن بإمكاننا تحقيق أقصى درجات الثبات بتلاحمنا وترابطنا وتماسكنا من خلال بحثنا عن الروابط التي تجمعنا وعلى نقاط الإلتقاء التي تقربنا .
والآن ، بعد أن انتهيت لوحدك من بناء الأسوار لقطعة الأرض التي تملكها – فرضاً - ، ماذا لو أتاك تهديد ووعيد ، هل هذه الأسوار وحدها ستحميك ؟!
بالطبع إنّ خير الطريق وحدة على الخير تجمعنا وفي سبيل نهضة الأمة تقربنا ، وفي إعلاء كلمة الحق توحدنا .
أحيانا لا مجال للآراء الشخصية في القضايا الوطنية ، ودائما لا ينبغي لنا أن نسير خلف التيار دون تبصر وتبيان ، فالإشاعة يسهل تصديقها ، والفتنة هناك من يسعى إلى إيجادها وتقديم الغذاء المناسب لها ، فلا تجعلوا من أنفسكم موطنا ملائما لها !!
ما أطلبه ليس مطلبي وإنما مطلب لنا جميعا ، فلا يختلف عليه العاقل ولا حتى الجاهل !
فلنترك الخلافات جانبا ، ولننظر إلى الأفق عاليا ، ولنستثني الصفقات الشخصية من قائمة أعمالنا اليومية ، ولنغرس في أنفسنا مصلحة الوطن والمواطن ، وحتى اللاجئ الذي أتى طالبا للحماية على أرضنا !
فلنجعل أعمالنا وفقا لمنهاج الحق القويم ، بعيدا عن الإفتراء والتضليل ، ولنكن في خندق واحد سائرين ، فالوحدة تغلب التفرقة وتحمينا من الهلاك والضياع ، فتخيلوا - إن أردتم - أسرة تعيش في عائلة مشتتة أو أولاد يعيشون في أسرة متفرقة ، ما حالهم وما مآلهم ؟!
البيت ، الوطن ، الثرى ، بحاجة إلى كلّ شخص فينا ليقوم بدوره المناط فيه على هذه البسيطة، إياك والقول " أنا ما إلي دخل ! " لأنك ستحاسب عن كل دقيقة تقضيها ، فكل واحد فينا ووفقا لقدرته واستطاعته عليه دور في درء الفتنة وبالابتعاد عن التفرقة والشتات.
البداية دائما من أنفسنا ، ثم علينا الإنطلاق إلى أسرتنا ، مدرستنا ، جامعتنا ، مؤسساتنا ، مجتمعنا وعالمنا .
في الإتحاد قوة يا أحباب ، فلنكن للأرض التي نحن عليها وفي سبيل الحق دائما أوفياء .