27-09-2014 10:30 AM
بقلم : المحامي ابراهيم النوافلة
تشهد قرانا موسما معتّقا بالطبيخ السياسي المضمّخ بالفكر الأباضي ، أبطاله برعوا بفكرهم الأباضي ودأبوا على غرس نون لجماعة في زاوية واو لمعية في أخرى .... وفي الأقاصي هناك راء لرثاء الطيبين الطاهرين. أبطال أغرقوا قرى الوطن في معمعة السراب وألبسوا المساكين سرجا أحمرا من وثير الجلد. وقبل لحظة وشبرين كانت قرانا تعاني من رمد قديم وهذه الأيام يرفد الأبطال ذاك الرمد بعمى وافد.
أعلم أن ساسة واحاتنا ليسوا بجياع للطبيخ، كلا وحاشاهم ذلك، بل هم من يسددون فواتير بعض مآدبهم ، بل هم أيضا من يأمرون بدعوة من يشاءون لها من علياء القوم..... ولكنني موقن بأنهم جياع للمناصب لأن جل مواثيقهم مع أنفسهم أن يبقوا على عهودهم بأن لا يخضرّ في قراهم عود. وهم من يحيكون أسطورة المشهد لحلم يمر في أعين المساكين من أذرعهم .
لعل من حصيف الكلام ، القول بأن سياسة إيهام الدولة بمكانة البطل عند الأهل وإيهام الأهل بمكانة البطل عند الدولة أصبحت مماطة اللثام حتى عند يافعي العمر .......وما عاد آحاد الناس يخافون المؤذن ولو دق عصاه عند أول درجات الصومعة، لا سيما وأننا في زمان لا يعترف ببطولات بني يعرب لأنهم باعوا سفر بطولاتهم المجيد..... ولعل الفكر الأباضي ليس ممنوعا على الراغب من بعض الباحثين - وأنا منهم- حبا بمعرفته لا سعيا في تطبيقه بما فيه من أخطاء عقائدية وفقهية.
وحسب وصف المتنبئين فالغد غائم وقرى الوطن رغم جفاف الفيافي يباغتها العنكبوت ويشد بخيوطه على أعناقها حتى تكاد تختنق . وقد وصلت لضفة الزهد في الزيف والنكران ...وتتساءل متى تعلن نهاية الأحجية ومتى تصل إلى حافة المغامرة...؟! يتساءل طلابها متى يكف عنهم جميل الأبطال الزائف في وصولهم لمقاعد كليات الطب والهندسة وغيرها من الكليات ........ويتساءل آبائهم متى يرفع عنهم نير الظلم بأن الخير قد وفد إليهم - على ما يصفه لهم أعوان البطل - من بطل قريتهم القابع في عمان...؟! يتساءل المراقبون متى يكف الأبطال عن شراء عقول المفكرين والأحرار المنتمين بوظائف متواضعة لا تفيهم كفافهم ...وظائف يقتلون بها طموحاتهم لئلا يسلكون دروب منافستهم...؟! ويتساءل المنطق متى ستبقى العبرة للقول ولو كان قائله إبليس...؟!
ويتساءل الكاتب إلى متى سيبقى أبطال قرانا يصنعون أنفسهم كسياسيين هرمين على مرأى ومسمع الدولة ...؟! أليس في قرانا دماء جديدة وكفاءات مؤهلة تحسن صنيع السياسة..........؟! أهكذا تتجدد سياسة الدولة مع فكر أكل وشرب عليه الدهر وعانى من الأنانية والتوريث....؟!
إن كان أبطال الطبيخ السياسي هم ساسة فعلا فليوسع أحدهم صدره دفئا وسلاما لهرائي وبهتاني. وليمنحني أحدهم شرف منازلته ومناظرته علنا لأسرد أمامه تاريخا من أوجاع دفينة عتّقها في أهله والأقربين. فإن فّرّوا بأقلامهم من ساحة الحوار فهم حتما يعلنون إفلاسهم من الحجة ولا يلوون على الأمر من شيء.
لست مثقلا بشيء من آمالهم وخطواتي دوما ستبقى بعيدة عن جاذبية نيوتن ...........وكلمة واحدة للصدق تكفي عن عمر بأكمله من المجاملة..........