29-07-2008 04:00 PM
سرايا -
الحروب من أجل المياه، واحدة من التنبؤات السيئة التي يقال بأنها وشيكة الحدوث،وفي عين الحقيقة أن مثل هذه الحروب تدور رحاها الآن وعلى أكثر من جبهة عربية،لكنها "سياسة المصالح العليا" – كما تعلمون - تحول دون الاعلان عنها بوضوح !!،،فالوضع المائي سيء عربيا،لكنه خطير أردنيا!!.
في هذا الوقت تكاثرت أعداد الشكاوى اليومية المقدمة من قبل المواطنين،شمال وجنوب ووسط الأردن،وطالعتنا بعض وسائل الإعلام الأردنية بشكوى معبرة عن حالة أهالي قرية "دمنه" في محافظ الكرك،الذين أصبحوا يستفتون "المفتي" بشأن فترة جواز تأدية الصلوات بعد تكرار التيمم صعيدا طيبا،لأنهم ما وجدوا ماء واستهجنوا قلته كما استهجنوا تأدية الصلاة على غير وضوء بماء..!!.
تعددت الجهات المسؤولة عن توصيل وتوزيع المياه والحفاظ عليها،وتضاربت ؛فتسربت نتائج توحي بحالات "غير مسؤوله" من الترهل الإداري وفساد "الهمم" ولا وطنيتها لدى البعض ، والصور التي أطرحها عبر هذه المقالة "الإلكترونية" صالحة للتداول الرسمي من قبل وزارة المياه وعدم الري وسلطة المياه وشركة مياهنا (بالمناسبة "مياهنا" اسم معبر أكثر من اسم "ليما الفرنسي" )..نقول أن هذه الصور موجهة لكل الناس إلا أهل "دمنه" ..الذين أنصحهم بعدم الاطلاع عليها،لأن فيها نوعا من العقوبة للظامئين العطاشى.. فلا تنظروا ولا تعلقوا.
حسنا؛ سأقدم لكم معلومات تساعدكم في أن تطرحوا عطاءا غير مكلف على الموازنة، سأصف لكم "طبوغرافية" تلك المنطقة التي تقع فيها هذه البحيرة، هي جبل صخري ينحدر بزاوية تقارب (30ْ) درجة الى الشرق،وتغطيها طبقة من التربة الزراعية الحمراء وتتابع انحدارها مسافة 2كيلو متر لتنتهي بـ"عين غزال" تلك التي يتجمع حولها أسطول من التنكات لنقل الماء،وتقع البحيرة في منتصف الانحدار تقريبا..فربما هي عين ماء أخرى. أنه أمل لكنه سرعان ما يتبدد بعد أ نقرأ الفقرة التالية:
المشكلة المائية في الأردن تستحوذ على مساحة واسعة من الاهتمام الملكي ،وهذا ما نستطيع التأكيد عليه من خلال تصريحات الملك الأخيرة في مدينة السلط،حيث تحدث عن هذه المشكلة وقال بأن قناة البحرين ستنقذ "البحر الميت" وتحسن التنمية في الأغوار،ولكن الملك قبل هذا وفي غير مناسبة وفي أكثر من تصريح قال مخاطبا أعضاء الحكومة بأنه متابع لعملهم وإنجازاتهم باستمرار،وأن الوزير –أي وزير- لا يستطيع أن ينجز شيئا من مهامه يستطيع الرحيل من الحكومة..!! نقول هذا ونذكر كذلك بصيف ذي لهب،ضخت فيه اسرائيل وحسب اتفاقية المياه المنبثقة عن معاهدة السلام ،ضخت مياها عادمة بناءا على فهمهم (بل فقههم) لبنود الاتفاقيات مع العرب،وأصيب مواطنون بالتسمم آنذاك،فكان حقا صيفا لاهبا على تلك الحكومة التي غادرت أروقة السياسة بسبب من طوفان الماء العادم،فماذا عسانا أن نذكر وزير مياهنا المحترم،المهندس رائد أبو السعود،الذي استطاع ببراعة أن يقنع الرأي العام لدينا بأننا نعاني من "مجرد مشكلة" مياه في الأردن ،وليس "أزمة"مياه،ولا نتحدث هنا عن وصول 12مليون فقط من أصل 25 مليون مترا مكعبا هي حصتنا المائية من طبريا حسب تلك الاتفاقية،لأنه ليس من الحكمة ولا "المصلحة الوطنية" أن نذكِّر العطاشى باللصوص الذين سرقوا أوطانا وماءا وهواءا .. نذكر معاليه فقط ، بأن يتأكد من سلامة اجراءات كوادر وزارته في تحقيق أمن مائي،ذلك المتأتي من تواضع مخزوننا المائي لهذا العام القاحل..فهل تراه يفعل؟!!.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-07-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |