حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,1 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21778

المياه مقطوعة عن الاحياء .. وملقاة في الشوارع .. بقلم ابراهيم عبد المجيد القيسي

المياه مقطوعة عن الاحياء .. وملقاة في الشوارع .. بقلم ابراهيم عبد المجيد القيسي

المياه مقطوعة عن الاحياء  ..  وملقاة في الشوارع  ..  بقلم ابراهيم عبد المجيد القيسي

29-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 الحروب من أجل المياه، واحدة من التنبؤات السيئة التي يقال بأنها وشيكة الحدوث،وفي عين الحقيقة أن مثل هذه الحروب تدور رحاها الآن وعلى أكثر من جبهة عربية،لكنها "سياسة المصالح العليا" – كما تعلمون - تحول دون الاعلان عنها بوضوح !!،،فالوضع المائي سيء عربيا،لكنه خطير أردنيا!!.

والتزاما بمقولة "المصالح العليا للوطن " نتناول هذا الموضوع الأخطر، ونسلط ضوءا (برتقاليا) على بعض الاجراءات المتبعة في وزارة المياه،ولا أقول وزارة المياه والري،فبعد خطط الطواريء المائية التي اعتمدتها تلك الوزارة على خلفية العجز المائي الذي وصل 50% في مياه الري،تم منع الزراعة الصيفية في وادي الأردن،وتقنين بعضها على ضفاف نهر اليرموك، لذلك وجب (إسقاط) كلمة "الري" من اسم وواجبات الوزارة ولو قلنا وزارة المياه وعدم الري لاستقام المعنى بعد هذا الانهيار في المبنى،أعني الإجرائي الذي نفهمه من خلال تقصيرها بواجباتها ..

في هذا الوقت تكاثرت أعداد الشكاوى اليومية المقدمة من قبل المواطنين،شمال وجنوب ووسط الأردن،وطالعتنا بعض وسائل الإعلام الأردنية بشكوى معبرة عن حالة أهالي قرية "دمنه" في محافظ الكرك،الذين أصبحوا يستفتون "المفتي" بشأن فترة جواز تأدية الصلوات بعد تكرار التيمم صعيدا طيبا،لأنهم ما وجدوا ماء واستهجنوا قلته كما استهجنوا تأدية الصلاة على غير وضوء بماء..!!.

تعددت الجهات المسؤولة عن توصيل وتوزيع المياه والحفاظ عليها،وتضاربت ؛فتسربت نتائج توحي بحالات "غير مسؤوله" من الترهل الإداري وفساد "الهمم" ولا وطنيتها لدى البعض ، والصور التي أطرحها عبر هذه المقالة "الإلكترونية" صالحة للتداول الرسمي من قبل وزارة المياه وعدم الري وسلطة المياه وشركة مياهنا (بالمناسبة "مياهنا" اسم معبر أكثر من اسم "ليما الفرنسي" )..نقول أن هذه الصور موجهة لكل الناس إلا أهل "دمنه" ..الذين أنصحهم بعدم الاطلاع عليها،لأن فيها نوعا من العقوبة للظامئين العطاشى.. فلا تنظروا ولا تعلقوا.

 

 

الى كل الجهات المسؤولة عن الماء، هذه صور من هدر فاضح لمياهنا التي تنزر يسيرا على كل ذي كبد أردنية رطبة،ففي منطقة طبربور وليس "تورا بورا" في حي "القرطوعية" وبالقرب من مسجد العباس بن عبدالمطلب،توجد هذه "البحيرة"،التي تجمعت من ماء يتسرب من (ماسورة مكسورة) ومدفونة تحت الأنقاض،حيث يفيد أهل المنطقة بأنه قد مضى على هذا التسرب 11 شهرا..!!،وتعددت الشكاوى والاتصالات وتعددت الجهات الرسمية التي أتت لرؤيتها،و"بحشوا" 4 جور تنقيبا عن مصدر الهدر والمتوقع بأنه (ماسوره مكسورة) فلم يجدوه ونسوا الموضوع، خلافا للمتوقع والمنشود من جهات مسؤولة عن "الأمن المائي"،فهل أتعبهم هذا الصيف القائض ؟! هل أعلنوا عجزا عن التنقيب؟!! أم تراهم يريدون طرح عطاء تنقيب لشركة أجنبية لاكتشاف المصدر ثم نقله بعد زمن حسب نظام ( B.O.T ) ؟
 

حسنا؛ سأقدم لكم معلومات تساعدكم في أن تطرحوا عطاءا غير مكلف على الموازنة، سأصف لكم "طبوغرافية" تلك المنطقة التي تقع فيها هذه البحيرة، هي جبل صخري ينحدر بزاوية تقارب (30ْ) درجة الى الشرق،وتغطيها طبقة من التربة الزراعية الحمراء وتتابع انحدارها مسافة 2كيلو متر لتنتهي بـ"عين غزال" تلك التي يتجمع حولها أسطول من التنكات لنقل الماء،وتقع البحيرة في منتصف الانحدار تقريبا..فربما هي عين ماء أخرى. أنه أمل لكنه سرعان ما يتبدد بعد أ نقرأ الفقرة التالية:

قبل أن أنسى، أضيف؛ بأن هناك ماسورة مطمورة نصف قطرها 2" (2 إنش) تحت الشارع الاسفلتي،تغذي "معسكرات" بماء لا ينقطع على الدوام.. ومعنى هذا الوصف للطبوغرافيين وللجيولوجيين أن الماء الذي يجري تحت التراب منذ 11 شهرا لم يظهر للعيان بكامل كميته، فهو يتسرب منحدرا تحت التراب ولم يظهر على السطح لأنه أصبح "مزمنا"،ولو كانت طبيعة المنطقة غير هذه لظهر في أيامه الأولى "وعمل عمايل"..!!،والشاهد على كثرة كمية الماء المهدور والمتسلل تحت التراب انحدارا هو ما نراه في الصور، فليس من قناة ظاهره ترفد ذلك المستنقع،لأن الماء يرشح اليها من الأسفل ،وهناك أعشاب وحشائش "حوليه" نمت وجفت ولم يبقى منها أخضرا إلا "النجيل البلدي" كما رأيت،وهي نمت من تراب مشبع بالماء تماما حيث بدأ يتجمع على هيئة أحواض،مما يوفر بيئة "برمائية" نادرة،حيث أخبرني أحد الأطفال بأنهم يأتون ليمسكوا (ضفاضع) على حد قوله،فقلت له بل ضفادع ،جمع ضفدع،وصوته نقيق،ويمشي قفزا،ويصطاد فريسته من "الحشرات" بلسانه الطويل اللزج،بل إن لزوجته تغطي جسمه وتعتبر خط دفاعه الأول ضد أعدائه،بسبب "خلطة" من مواد لزجة وسامّة تبلل جسمه،ونصحت الطفل بأن يبتعد.. حيث يشتكي أهالي المنطقة من تلك البيئة "البرمائية" التي تحيط مستنقع المياه،فهي مكرهة صحية، وتربة طينية لن تلبث طويلا حتى تصبح "سبخات" تلتهم الأجسام ،باختصار؛ هناك أكثر من خطر على الأطفال من هذه المكرهة الصحية.
                

 

المشكلة المائية في الأردن تستحوذ على مساحة واسعة من الاهتمام الملكي ،وهذا ما نستطيع التأكيد عليه من خلال تصريحات الملك الأخيرة في مدينة السلط،حيث تحدث عن هذه المشكلة وقال بأن قناة البحرين ستنقذ "البحر الميت" وتحسن التنمية في الأغوار،ولكن الملك قبل هذا وفي غير مناسبة وفي أكثر من تصريح قال مخاطبا أعضاء الحكومة بأنه متابع لعملهم وإنجازاتهم باستمرار،وأن الوزير –أي وزير- لا يستطيع أن ينجز شيئا من مهامه يستطيع الرحيل من الحكومة..!! نقول هذا ونذكر كذلك بصيف ذي لهب،ضخت فيه اسرائيل وحسب اتفاقية المياه المنبثقة عن معاهدة السلام ،ضخت مياها عادمة بناءا على فهمهم (بل فقههم) لبنود الاتفاقيات مع العرب،وأصيب مواطنون بالتسمم آنذاك،فكان حقا صيفا لاهبا على تلك الحكومة التي غادرت أروقة السياسة بسبب من طوفان الماء العادم،فماذا عسانا أن نذكر وزير مياهنا المحترم،المهندس رائد أبو السعود،الذي استطاع ببراعة أن يقنع الرأي العام لدينا بأننا نعاني من "مجرد مشكلة" مياه في الأردن ،وليس "أزمة"مياه،ولا نتحدث هنا عن وصول 12مليون فقط من أصل 25 مليون مترا مكعبا هي حصتنا المائية من طبريا حسب تلك الاتفاقية،لأنه ليس من الحكمة ولا "المصلحة الوطنية" أن نذكِّر العطاشى باللصوص الذين سرقوا أوطانا وماءا وهواءا .. نذكر معاليه فقط ، بأن يتأكد من سلامة اجراءات كوادر وزارته في تحقيق أمن مائي،ذلك المتأتي من تواضع مخزوننا المائي لهذا العام القاحل..فهل تراه يفعل؟!!.








طباعة
  • المشاهدات: 21778
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم