-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13805

موسى حجازين فرح أردني في زمن التجهم

موسى حجازين فرح أردني في زمن التجهم

موسى حجازين فرح أردني في زمن التجهم

29-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

                                  

 

 

  لا أدري لماذا كلما قست علي الحياة - وهي قاسية في معظم أوقاتها - تذكرت موسى حجازين وشخصيته الرائعة ( أبو صقر ) ؟وهي شخصية تضطرك بكل كيانك وذاكرتك أن تيمم وجهك نحو الجنوب لعلك تصدف أبا صقر معتمرا كوفيته و(مريره ) بطريقته المحببة التي حتما ستدفعك للابتسام وربما للقهقهة بصوت مجلجل.

 

 

 

    قد يكون الفنان موسى حجازين عمل كثيرا على شخصيته الأولى ( سمعة ) ، والتي تمثل بصمة عامة لا تحسب على جهة أو منطقة بعينها ، وإن كانت أقرب الى تلك الشريحة البسيطة والطيبة التي تأتي متأخرة في سلم مكونات مجتمع المدينة ، إلا أن شخصية ( أبو صقر ) الشاب الكركي المندفع والمتحمس    والطيب ، استطاعت أن تبرز لنا جوانب رائعة من شخصية الأردني من غير ساكني المدينة ، الذين كانوا أصحاب الحضور الأقوى في الدراما الأردنية على مدى فترة طويلة .

 

 

 

   ربما نحن من شعوب قلائل ما زالت تعيش رواسب ماضٍ كان يعتبر الابتسامة والضحكة عملا ينتقص من هيبة فاعله ، حتى وصل الأمر ببعضنا الى الدخول في حالة طقوسية معقدة ليمارس بعض الفرح ، وكل ذلك حتى لا تضيع هيبته أمام ( الحرمة ) ،أو أمام الأولاد ،أو أمام جارٍ هو نفسه يمارس ذات الطقوس.

 

 

 

    إن    هذه القضية    تدفعنا للبحث في تكوين شخصية الأردني ، وتقصي العوامل والأسباب التي تجعل من هذه الشخصية تعيش في فلك التجهم ، فقد يعزو بعضنا ذلك لطبيعة تركيبة الوطن الأردني الذي يعيش شحا في الموارد يزيد من حدته الترنح الاقتصادي غير المسبوق ، في حين يرى آخرون أن المواطن الأردني يعتبر الأكثر تأثرا بالحدث السياسي في المنطقة ومن المنطقي أن تترك صدمة هذا الحدث وذيوله أثرها في هذه الشخصية ، ومع ايماننا بحجم التأثير الكبير الذي تتركه هذه العوامل إلا أن ذلك ليس مبرراً أن نلغي الابتسامة من قاموسنا ، وحتى لا يغضب منا المتجهمون بالفطرة فإن بعض الضحك لا يعني فرحا ، ولعل ابتسامة حملت من الأسى والحزن أكثر مما حمله نهر من الدموع .

 

    

 

    ليسمح لي الفنان موسى حجازين أن أغيّبه قليلا ، ليكون حديثي مع    ( أبو صقر) ، هذا القروي الرائع الذي أعاد لخلايا الضحك عندي نشاطها     وحيويتها ، ونشلني من بئر تجهمي ورسم على فمي ابتسامة أُعلنها على الملأ دون توجس , فيا أبا صقر في زمن الأسعار التي ما عاد لها سقف ، وفي زمن التردي السياسي والدجل الديمقراطي ، والقهر والحزن الأنيق الذي نمارسه كل    يوم ، نحتاج الى مساحة من فرح ، أو لمجرد فسحة ننزع فيها فتيل لحظة قهر وانفجار قاسية ، يا أبا صقر نريد أن نفرح ،نريد أن نحرق ثوب حزننا ، نريد أن نخرج من جلدنا المتجهم ولكن كيف؟.

 

 

 

   

 








طباعة
  • المشاهدات: 13805
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم