30-09-2014 09:55 AM
سرايا - سرايا -
(نهر الضوء) لفريدريك تشيرش
يعد فريدريك تشيرش من أشهر من رسموا الطبيعة ، وفي المشهد نهر يشبه المرآة تحيط به من الجانبين غابة تغرق في الضباب. ليظنّ المتلقي أن ما يراه صورة فوتوغرافية الشدّة واقعية اللوحة، فالفنان اهتمّ بأدقّ التفاصيل وأصغرها وهو يرسم. واللوحة، وتذكّر اللوحة بالطبيعة البكر وبالبهاء والفخامة التي تتميّز بها الحياة في المناطق الريفية والغابات الأميركية.استوحى تشيرش أجواء مناظره من تجاربه الشخصية ومن أسفاره إلى أميركا اللاتينية التي ذهب إليها ليرسم أنهارها وجبالها وغاباتها. وقد حقّقت بعض لوحاته أعلى المبيعات ليصبح أغلى رسّام أمريكي في زمانه. وكانت أعماله تجتذب الآلاف من الناس الذين كانوا يأتون من شتّى الأماكن لرؤيتها، ولوحات تشيرش مشبعة بالضوء وممتلئة بالتفاصيل الصغيرة. وتكثر فيها صور الشواطئ الضبابية وقمم الجبال العالية والغابات العذراء وشلالات المياه العظيمة. كما تتميّز مناظره بكثافتها الشاعرية وبمعانيها الروحية العميقة. وقد وجد بعضها طريقه إلى الروايات والأدب الأمريكي الذي يتناول مكانة الطبيعة في التجربة الأمريكية.
تأثر الفنان في لوحاته بأفكار المنظّر الانجليزي جون راسكين والمستكشف وعالم الطبيعة الألماني الكسندر همبولدت وبكتابات المفكر الأمريكي رالف ايمرسون، وأكسبته لوحاته عن طبيعة أميريكا الجنوبية شهرة مدويّة واعتبره النقاد آنذاك أعظم رسّام طبيعة أميريكي بعد أستاذه كول.