حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 34891

عذرا سيدة كريستينا

عذرا سيدة كريستينا

عذرا سيدة كريستينا

30-09-2014 11:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات

عذرا سيدة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر ، فنحن لم نعرف بلدك الارجنتين الا كفريق كرة قدم ، عشقناها من عشقنا للاعبيها ، لم نتوقع يوما ان تكون الارجنتين سيدة الحرية ، سيدة قول كلمة الحق بوجه الظالمين ، لم نتوقع ان يكون في عالمنا امبراطورة اسطورية ، لفظَ كيانُها الذل والخنوع والانجرار المذل لدولة الارهاب الدولي ، اعذرينا فلم نتعود ان نسمع من زعمائنا الا التبجيل والتعظيم لدولة الارهاب وحاضنة الارهابيين ، فلم نرى يوما زعيما عربيا تجرأ ان يضع رِجلاً على رجل امام زعيم امريكي حتى ولو وضع الاخر كندرته في وجهه ، لم نتعود ان نسمع من يقول كلمة حق في مجلس الباطل ، لم نتعود الا على سماع كلمات التْأليه لمجرمي الحرب ، نحن شعوب العالم مدينون لك سيدتي أنْ قُلت ما تلجُّ به مجالسنا من كلام يعد في كثير من دولنا محذورا ، لقد دمرتنا امريكا واسرائيل ، دمرت كل شواهد الحضارات على ارضنا ، احرقونا بالكيماوي وبالمحرمات من الاسلحة ، عاملونا كقطعان من الغنم ، رموا حريتنا بزبالة ديمقراطيتهم ، فشربها زعمائنا بلذة وكانها فاكهة السماء ، نافسوا الشياطين على المكر بنا ، البسونا ثوب الارهاب والغجرية والتخلف وساعدهم في اخذ قياس الثوب اشباه رجال اعتلوا كراسي الامر في بلادنا ، تصوري اننا صدّقناهم لغبائنا ، ان القاعدة حركة تحرر اسلامية انبثقت من رحمنا وهي كما جلْجلتِ بصوتك الُمدّوي امام العالم انها صنيعتهم ، اتدري يا سيدتي ان صوتك اصمَّ آذان المستعربين من سادتنا وتمنوا ان تنْشقَّ الارضُ لتبلعهم خجلا من سيدهم رئيس البيت الاسود " الابيض " ؟ هل تعلمي انهم اصابهم الخرس حين كشفتِ الغطاء عن هذا التزيف الذي ظنوا اننا لا نعرفه ؟ لقد احرقوا الارض والشجر والعباد في العراق وافغانستان بحجة القضاء على قاعدتهم ؟ دمّروا العراق بالقاعدة ولما احسوا اننا بدأنا نفهم اللعبة مسحوا العبارة المخطوط علي عبائة ازلامهم " القاعدة " وخطوا بدلها " داعش" لتكتمل المسرحية ويقسموا العراق وسوريا لا بل ليقسموا العالم العربي لتنفيذ خارطتهم الجديدة التي تخدمهم وتحافظ على مصالحهم .


لقد كانت كلماتك قنابل بالستية محرّمة دوليا فجّرتْ الكون وعّرّت معشوقتنا امريكا وصديقتنا اسرائيل ، مساكين قطعوا البث المباشر لكلماتك ونسوا ان سلاحهم التكنولوجي قد خدعهم فاوصل لنا حروفها التي لم نراها باعيوننا ولم نقرأها بالسنتنا فحسب بل زرعناها في قلوبنا ، نحن نعلم يقينا ما تقولين وكل زعمائنا يعلمون كما نعلم لكنّا كنّا اجبن من ان نقول ذلك لسيدتنا الكبرى امريكا وابنتها المدللة اسرائيل ، وأنّا لنا ان نقول ذلك وهي حامية كراسينا الرئاسية وحافظة للمليارات التي نهبوها منّا .

 

لقد فتحت كل الجروح وعصرت قلوبنا بآلآم حرصنا على تحملها خوفا من امريكا واسرائيل ، فهل تسمحي لنا ان نضيف على قولك مع اننا لا نستحق ان نضيف شيئا عليه لانه كامل لا شية فيه ؟ولكن يجب ان نقول شيئا يدمي قلوبنا ويدمع أعيننا فانت لم تقوبي ان امريكا تقتلنا باموالنا التي آلت اليهم ، وهي ذاتها تجبرنا على شراء الاسلحة بالمليارات لنقتتل فيما بيننا ونحمي حبيبتنا اسرائيل ، لم تشيري تأدّبا معنا اننا شاركنا في قتل ابناء العراق وابناء غزة ولبنان وسوريا .


عذرا سيدة كريستينا فنحن لن نفهم ما قلتي لانك بالنسبة لنا من كوكب وعالم آخر ، عالم ما زال يرفع شعار الحرية في زمن نعيش فيه ظلام العبودية السوداوية ، لا نستطيع ان نبس بشفاهنا بكلمة تجرح كبرياء امريكا وعذرية اسرائيل ، فنحن لا نجيد الحرب الا على انفسنا ، لا نقوى على ان نقول لا الا لابناء جلدتنا . 


عذرا سيدة كريستينا فسوف نضمك الى قائمة الارهاب فتوقعي ان نشارك في ضربك اذا ما ارادت امريكا ضربك لانك اصبحت خطرا على حياتنا .








طباعة
  • المشاهدات: 34891
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم