بقلم :

يثيرالكلام والاقاويل والغبارمن حوله مثل حصان جامح عصي على الترويض . يبادله البعض نظرات الاعجاب , والبعض الاخر يضمر له خصومة لا تنطفىء نارها , ولا يهدأ سعيرها. يعاديه : رسميون واخوان مناكفون واعلاميون , بينما تسانده القاعدة العريضة من " الاخوان المسلمين" , وكوادر حزبه " العمل الاسلامي" . نتائج الانتخابات النيابية وانتخابات شورى الاخوان كانت شبه استفتاء على اجتهاده و"خطأ " في حسابات بعض " الاخوة الاعداء" . لم يفرض زكي بني ارشيد نفسه على أي جهة او تنظيم ، وانتخابه أمينا عاما لحزب"جبهة العمل الاسلامي" كان بالتزكية , ولم يكن هناك أي منافس على منصب الامين العام ، ولم يتقدم احد من الطامحين والطامعين للمنصب , بقاءه او اقالته من المنصب متروك للمؤسسات الرسمية في " الاخوان " , صاحبة الولاية , لاتخاذ القرارالمناسب. ليس متمسكا باي موقع من المواقع ، فالأدوارتأتي من ذوات أشخاصها ، ولا تأتي من الكراسي أو المواقع التي يتولاها هذا الشخص أو ذاك . بعض ألاعضاء في المكتب التنفيذي لجماعة" الإخوان المسلمين" يطالبون محاكمته بتهم تتعلق باخفاق مرشحي "الاخوان" و"الجبهة " في انتخابات 2007 وعدم دعمه لقائمة المرشحين ، ويضعون استقالتهم من" المكتب التنفيذي" للاخوان في كفة , واقصائه في كفة اخرى . بني ارشيد تحفظ على قائمة مرشحي الجبهة للانتخابات النيابية لان القائمة التي اعتمدت ليست هي ذاتها القائمة التي اختارتها قواعد "الاخوان" و"الجبهة" التي كان يجب احترام خياراتها , وكانت نتيجة الانتخابات كارثية على الحركة الاسلامية , ونتج عنها صعود " تيار الصقور" المقرب من بني ارشيد في قيادة "الاخوان". خرج بعدها من أتون معركة إعلامية كبيرة مع حكومة الرئيس عدنان البخيت، خاضها على خلفية اجراءات ونتائج الانتخابات البلدية والنيابية ، ودخل في معركة " كسرعظم " مع حكومة البخيت، وتحولت كثير من فصولها إلى مناكفات شخصية بينه وبين الحكومة ، حتى استقوى كل منهما بمناصريه. وتعرضت تصريحاته الصحافية المتعلقة بالمناطق الاقل حظا والبادية والعشائر للتحريف والتقطيع والتجزئة وخاض هنا معركة جانبية اخرى. يروج داخل المؤسسة الرسمية وعبر وسائل الإعلام ان زكي بني ارشيد ضمن مشروع إقليمي هو "المحور السوري الإيراني"، وانه يتلقى تعليمات من حركة "حماس". ينفي بني ارشيد هذا الكلام . يقول : " الاتهام يأتي لتبريرالارتباط الرسمي مع الأجندة والمحور الأميركي ، لذلك لا بد من التدقيق أين تقف الأقدام وأين تنشأ المواقف ، فالخطر الداهم على الأردن هو من المشروع الأميركي الذي يريد إعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة ." يخوض , الرجل المحسوب على تيار الوسط في "الإخوان" , معركة مستنزفة ومستفزة مع بعض رفاق الامس في معركة داخلية ، دخل على خطها كثيرون من خارج البيت الاخواني . يتعرض منذ نحو عام إلى حملة اغتيال للشخصية ، وتشويه لاقواله ، تورطت فيها أيد وألسنة كثيرة ، جزء كبير منها اعلامي وكيدي لا ينهض على اسس متينة. يصنفه كتاب " التدخل السريع" ، على أنه محسوب على "حماس " وفق معاييرغامضة لا احد يعرف اسسها ومبرراتها . الذين يختلفون معه يقولون ان الخلاف " ليس سياسيا " وإنما هو خلاف إداري بحت يندرج في إطار تفرد الأمين العام بقيادة " الحزب" وعدم التزامه بأسس القيادة الجماعية والمؤسسية. وينفون ان يكون الخلاف بين مؤيدي "حماس" ومعارضيها ، معتبرين أن إدخال " حماس" في الخلاف " غير صحيح " وأن دعم الحركة ونصرتها لم يكونا يوما موضعا للخلاف بين "الصقور" و" الحمائم". لا يولي بني ارشيد , الشخصية الاكثر جدلا في الحركة الاسلامية , اهتماما للخلافات التي تحدث في " الجماعة " ، مؤكدا أن التوافق بين جناحي الحركة أعطى الجميع فرصة المشاركة في مؤسسات صنع القرار الحزبي والاخواني. المصالح والشخصنة , وهي اعلامية في غالبها , قسمت الاخوان الى "صقور" و"حمائم" , والى تيار اول وثاني وثالث ورابع. والذين ارتدوا جلباب الثأر قسمو" الحمائم" و"الصقور" الى شرق اردنيين وغرب اردنيين.ثم انهم اتهموا "حماس" باختطاف اخوان الاردن . "الاخوان المسلمين" في جميع انحاء العالم يشخصون القضية الفلسطينية بوصفها شانا داخليا لهم , و"اخوان " الاردن شان غيرهم من "الاخوان" جزء من تاريخ المنطقة. ما يجرى في البيت الإخواني حراك تنظيمي في بعض جوانبه ، ومراجعة في المواقف ومحاسبة المسؤولين، وهذا الحراك يحسب للاخوان ولا يحسب عليها، فهم يمارسون أعلى درجات الانضباط والشورى ، وليس ثمة مخاوف على الحركة الإسلامية من التفسخ ، او قلق على وحدة الحركة. وهي حركة معتدلة تمارس السياسة باعتدال, وكل من يحاول إقحامها في مربعات أخرى يكون واهما. خلافا لما تشهده جماعة "الاخوان المسلمين " من اجتهادات تنظيمية وسياسية بين جناحي " الصقور" و"الحمائم "في المكتب التنفيذي ، التي وصلت الي تقديم اربعة اعضاء في "التنفيذي" من تيار "الحمائم" استقالاتهم ، ، فان حزب "جبهة العمل الاسلامي" يستعد لمرحلة سياسية وتنظيمية جديدة تشمل تحولا في خطاب الحزب السياسي وتحويل الحزب من نخبوي الى جماهيري بحسب ما أمينه العام زكي بني أرشيد . هذه ليست جماعة" الإخوان المسلمين" التي كانت موجودة في الماضي , لقد تغيرخطابها السياسي والاجتماعي , ووصلت الى البرلمان عبر صناديق الاقتراع , وهي تؤمن بتداول السلطة بشكل ديمقراطي , و تتعاون مع غير المسلمين ، بل حتى مع المجموعات العلمانية ، دافعة باتجاه الإصلاح الديموقراطي بعد أن كانت ذات يوم تخشى الانخراط في خضم السياسة الضيق. زكي بني ارشيد و"الاخوان " قادرون على تجاوز الجدل وسيل الكلام المنهمر كالمطر, المهم عدم نشر الغسيل على السطح , وبقاء ما يقال في البيت داخل البيت , وضمن الاسرة الاخوانية والاسلامية , وعدم السماح لايدي خارجية متنفعة ومستنفعة من استمرار الخلاف باختراق الصف الاسلامي الذي اثبتت التجربة انه عصي على الكسر ... ***** زكي بني ارشيد – سيرة ذاتية 1957 ولد في الزرقاء / الاصل من احدى عشائر لواء الكورة. 1973 انتمى الى جماعة الاخوان المسلمين . 1977 دبلوم هندسة كيميائية من كلية عمان الهندسية . 1979 عمل في شركة الفوسفات ومصنع الاسمنت. يعمل حاليا في القطاع الخاص . 1992 انخراط في حزب "جبهة العمل الاسلامي "عضوا مؤسسا . 1994 عضو مجلس شورى" الاخوان المسلمين" و شورى الحزب . 2006 الامين العام ل"جبهة العمل الاسلامي." 2008 مطالب من " التنفيذي" بمحاكمته بسبب موقفه من قائمة المرشحين للانتخابات النيابية