بقلم :

المفروض ان لكل دوله خطط استراتيجيه مستقبليه وخطط طواريء بديله للحالات الصعبه – ولا احد ينكر ان دول الاعتدال من الدول التي تسير في الفلك الامريكي الى حد كبير , وهذا ليس بلا ثمن حيث تقدم امريكا لهذه الدول الحمايه وا لمعونات الماليه الضخمه مقابل تنفيذ سياساتها الخارجيه , وهذا الدعم ادى الى اعتماد اقتصاد هذه الدول بنسبه كبيره غلى هذه المعونات .

امريكا الان في مرحلة مخاض صعب بسبب اخفاقاتها الخارجيه في العراق وافغانستان والصومال والسودان وفاسطين وجنوب لبنان وهذا انعكس على الاقتصاد الامريكي الى حد بعيد حيث يوجد تراجع في انتاجية المصانع والمؤسسات وعجز ضخم في المديونيه وسمعه سيئه لامريكا في الخارج وقد حاولت ان تحسن من سمعتها بارسالها سفيرة النوايا الحسنه للعالم ولكنها لم تنجح وادى كل ذلك الى ان 80% من دافعي الضرائب الامريكي قد صوت في استفناء اجري اخيرا بعدم رضاهم عن السياسه الامريكيه بشكل عام وهذا التخبط في السياسه الخارجيه الامريكيه ايصا جعل عنوان برنامج الديموقراطين هو التغيير وقد نجحوا في ذلك لغاية الان .

لقد سبق لامريكا في ظل ظروف مشابه من القرن الماضي ان عزلوا انفسهم وتقوقعوا داخل القاره الامريكيه بانسحاب كامل من المشهد العالمي , وهذا ليس ضعف في قوتهم وانما اعادة ترتيب طالت عدة سنوات .

مايهمنا في الموضوع اذا عزلت امريكا نفسها ماتاثير ذلك على المنطقه وعلى الاردن بشكل خاص التي تعتمد اعتمادا كبيرا في موازنتها على المعونات الامريكيه وعلى توازن الفوى او مايسمى بالتفاهمات وكذلك وجودنا في ظل التوازن الامريكي .

طبعا اذا طبقت امريكا سياسة العزله فسيحدث في المنطقه وخصوصا الشرق الاوسط فراغ , ولا اظن ان الانظمه السائده لديها القدره على سد الفراغ مما سيؤدي الى ظهور فوضى غير بنائه وثقافات الطائفيه والاقليات والتجزئه والمصالح الضيقه وظهور قوى شرق اوسطيه صاعده لمد نفوذها الى هذا الفراغ بالاضافه الى تربص اسرائيل السيء من تجزئه وطائفيه وقتل وتدمير , وايضا سترى هذه الدول المعتدله انها غير قادره على هذه المشاهد المؤلمه من خلال وضعها الحالي.

 لنتصور معا من منطلق الحرص الوطني اين يمكن ان يكون الاردن في مثل هكذا ظروف وهل عنده القدره على الوقوف بدون مساعدات خارجيه او الوقوف في وجه الدول المارقه التي سوف تبرز انيابها بسبب العزله الامريكيه او بسبب عدم التوازن الذي سيحدث اذا انسحيت امريكا من المشهد العالمي .

هذه دعوه الى دول الاعتدال لاخذ هذه الظروف بعين الاعتبار ومحاولة الاستقلال عن القرار الامريكي الى حد متوازن وعدم الاعتماد على المعونات الامريكيه واخيرا العوده الى التحالفات العربيه وتقويتها للامام مثل مجلس التعاون العربي او اتحادات ثنائيه حتى تستطيع ان تقاوم العزله الامريكيه واثارها على المنطقه قبل ان تقع .