08-10-2014 10:24 AM
بقلم : الدكتور عبدالمعطي الشلول
في أول أيام العيد، والعيد في الغرية له شكل يختلف كلياً عن أن تكون في وطنك وبين اهلك، رغم كل أماكن التسلية والترفيه ووسائل الراحة وسهولة الحياة، ومع ذلك تبقى أيام العيد في الغربة ضيقة رغم إتساع مساحة اللهو والمتعة. في أول أيامه إصطحبت أسرتي وذهبت إلى أحد المولات التجارية (سيتي سنتر الشارقة) وعند الدخول وإذ بمجموعة من الإماراتيين يعايدون الناس بتقديم القهوة العربية وهي عنوان الضيافة العربية.
للأمانة؛ لم اذهب اليهم لتجمهر الناس، حينها شاهدني أحد المواطنين وأشار لي بالقدوم لهم الا أنني تمنعت، ولحق بي وأصر على أن يقدم الضيافة لنا. كانت المعايدة بحرارة! فقدم لأولادي الخمسة المعايدة بلغتهم الاجتماعية "خذوا حق العيد" فكانت مغلف شفاف يحوي كل واحد منه على مبلغ من المال، وكأي شخص يحب أن يقرأ المكتوب على المغلف، فكانت عبارة العيد العود (الكبير) / مؤسسة الشيخ حمدان بن محمد لحماية التراث.
أبنائي غمرتهم السعادة والفرحة لإن العيد للأطفال هي العيدية، حتى أن ابني الأكبر (معاوية) سألني "بابا يقربوا النا ليش أعطونا العيدية"؟.
بعد ذلك وقفت الى جانب الحائط وعادت بي الذاكرة عندما كنا أطفال كيف كان جدي ووالدي وأعمامي يجهزون أنفسهم ليوم العيد "بالفراطة" من اجل يوم العيد. تذكرت أيضا عندما كنت طفلاً وأذهب بـ "صفط الراحة" الذي يشتريه والدي وأبعثه إلى مطره العواد أم جهاد _ الله يرحمها_ وغيرها كي نقدم لهم العيدية.
ربما كان والدي أو عمي لا يملك تعريفا تربويا او علميا لهذا السلوك الاجتماعي المعايدة لكنه يفعلها للأجر وصلة الرحم وتعظيم شعائر الله لأنها من تقوى القلوب.
العبرة والشاهد من الأمر؛ أن العيد فرحة ينتظرها الجميع. في العيد شعائر يجب أن نعظمها، العيد ليس صلاة العيد فقط، العيد صلة رحم، زيارات متبادلة، العيد تغافل عن الزلات. في العيد مواقف لغرس القيم والسلوكيات الايجابية في نفوس أبناءنا.
عادات العيد هي مكون من تراثنا، التراث جزء من الشخصية الوطنية ومقوم من مقومات استقلالها. التراث من أعمدة الوطن. حماية التراث والمحافظة علية حماية لشخصيتك الانسانية والدينية والاجتماعية والوطنية، المحافظة على التراث حماية للمجتمع والوطن.
الدكتور عبدالمعطي الشلول
الامارات العربية المتحدة - الشارقة