09-10-2014 03:39 PM
بقلم : احمد علي القادري
لقد نشأ الفكر من قضية البحث الأزلية عن نظام اجتماعي / اقتصادي / سياسي سليم وقضية مستقبل الإنسانية , ولما كان الفكر الناتج عن العقل الإنساني مرتبطاً بطبيعة الظروف والمعطيات السائدة , كان لزاما علينا إن نعطيه فرصة أساسية وسط سيطرة القطيع الاقتصادي على مقاليد الحياة البشرية , فقد كان للفكر الفضل الأكبر في وضع الأسس السليمة لقيام الحضارات الإنسانية , كما إن الفكر المستند إلى الضمير والأخلاق , وقف على الدوام في وجه الطغيان والانحرافات السلطوية وساهم بشكل مباشر في التطور الإنساني .
ولقد تحمل المفكرون والمناضلون كافة صنوف العذاب في تبليغ رسالتهم الإنسانية , وعليه تكون الإنسانية بكل ما توصلت إليه من مكاسب مدينة للفكر بما تحقق , وحين نتحدث عن الفكر فأننا نقصد هنا بالفكر ( الايجابي البناء ) وليس (بالفكر السلبي الشيطاني الهدام ) فكما سجل التاريخ أمجادا للفكر القائم على الضمير والأخلاق , سجل أمثلة واضحة للفكر المجرد من الضمير والخلق كسقوط الحضارات وميل المجتمعات إلى الترف ونبذ القيم .
وعلية فأننا ندعوا جميع الشرفاء في كل مكان لمقاومة ظاهرة التخلف بسلاح الضمير والأخلاق وأن الوطن في هذه اللحظات هو أحوج ما يكون للمخلصين من أبناءه المفكرون كي يكونوا أداة فاعلة لبناء ما يهدمه نقيضهم من نشر السموم وبث الفرقة وإشاعة الفتنة بين أبناء الصف الواحد , فكما الجندي يحمل السلاح ليدافع به عن الوطن , عليكم أيضا حمل سلاحكم الفكري لتحاربوا به أيضا الفكر المتطرف , فالجميع شركاء بقضية الدفاع عن الوطن ؟؟