13-10-2014 09:39 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
لقد استفحلت كثير من العادات السيئه في الوطن ، واخص في مقالتي مدينة السلط والتي تفشت فيها عادات ما انزل الله بها من سلطان ، وليس فيها مايفيد ، بل هناك اضرار تحصل للمواطن في مدينة السلط من جراء التمسك بمثل هذه العادات التي تعاني منها مدينة السلط وما حولها والتي تؤرق سكانها الكرام ، فعلى سبيل المثال : عادة اطلاق النار والتي تشكل خطوره عل حياة المواطنيين وعلى أمن الوطن بشكل عام ، فحمل السلاح غير المرخص الواسع الإنتشار ، واستعماله في حفلات الأفراح المتعدده في مدينة السلط هو مخالف للقانون ، وإقتناؤه بدون ترخيص هو جريمه يحاسب عليها القانون ، وكذلك الذي يقتني السلاح المرخص عليه ان يلتزم بالتعليمات التي يعرفها ولا يتجاوزها ويفتح في المناسبات ساحات حرب ، ينتج عنها ضحايا يكون مصيرهم الموت أو الإعاقه او الغيبوبه لسنوات طويله ولا يُعرف المتسبب بالحادث ، ويسجل تحت مسمى بأن المتسبب مجهول ويغلق الملف دون أن يعرف الجاني المجرم .
لقد كثرت الحوادث نتيجة عبث العابثين وتهاون الدوله ممثله بوزارة الداخليه الموقره في محاربة هذه العاده الخطيره وذلك بتطبيق القانون لمنع الجريمه قبل وقوعها ، والتي بات ضحاياها اناس لا ذنب لهم ، وليسوا من المدعوين إلى تلك المناسبات ، فهم ينزلون الى الشارع لقضاء حاجاتهم ، بمعنى انسان ينزل الى الشارع وتصيبه رصاصه مجهوله لا يعرف من اطلقها حتى يجرم ويأخذ حقه من العقاب ، الا انه يفلت منه ويذهب لينام في بيته بعد ان يكون قد تسبب في موت انسان ذنبه انه خرج من بيته الى الشارع ، او نزل من السياره ليتسوق فتصيبه طلقه عابره غير معروف مصدرها ، ثم يغادر الجاني المناسبه بعد ان يكون قد اشبع غريزته في اطلاق النار من سلاح خفيف او ثقيل لا يستعمل الا في معسكرات الجيش وفي الحروب مع الأعداء ، ناهيك بأنه قد يكون انفق عشرات بل مئات الدنانير ثمناً للذخيره التي استهلكها في المناسبه التي حضرها ، علما بأن اشخاص غير مدعوين يحضرون المناسبه وليس لهم علاقه مع اهل المناسبه لا من قريب او بعيد ، انما يشرف المناسبه من اجل استغلالها لإطلاق النار العبثي .
كثير ممن يكون حاضرا في مناسبات الأفراح يلبي الدعوه اكراماً لصاحبها ثم ليمتع بصره وسمعه بأغاني التراث الشعبي وخاصه ( السحجه ) والتي يتخللها القصيد ، والذي يذكرنا بتراث الأجداد ، الا أن اطلاق الأعيره الناريه وكذلك الألعاب الناريه وبطريقه مكثفه ومرعبه يضطر بعض المدعوين للمغادرة خوفاً من أن تأتيه طلقه من هنا او من هناك ، لذلك يختار الإنسحاب منها والعوده الى بيته سالماً وكما يقال في الأمثال الشعبيه :( الفليله ثلثين المراجل) وحتى ان بعضهم لا يحضر وليمة الغداء او العشاء خوفاً من تعرضه لخطر العابثين في هذه المناسبات والذين يغيروا وبلحظات المناسبه من افراح الى احزان ، ومن كلمة مبروك الى عظم الله أجركم ، وبدل ان تتجمع الناس في مكان المناسبه يتركونها ويصطفون امام المستشفى أو في بيت العزاء وينسون مناسبتهم التي تنقلب الى جحيم ويبكي اهل العريس الدم ذنبهم انهم سمحوا للجهله باستعمال السلاح .
لقد ظهرت عاده خطيره وسلوك قبيح في مناسباتنا ، وخاصه في مناسبات الأفراح الكبيره بأن يستأجرصاحب المناسبه افراداً مع أسلحتهم ويتفق معهم على طخ البارود الكثيف ، وتتعدى أجرة هؤلاء الاف الدنانير التي يدفعها صاحب المناسبه ، بالإضافه الى الفرقه الغنائيه التي يتعاقد معها لاحياء ليلة السهره والتي تبقى سماعاتها الضخمه تبث الى ساعات متأخره من الليل وخاصه في الأحياء السكنيه المكتظه بالسكان ، حتى ان بعضها لا يتوقف عند موعد الصلاه عشرة دقائق بإيعاز من صاحب المناسبه حيث ان هذا الوقت مدفوع الثمن ولذلك لا يجب عليه ان يتوقف عند البعض ، وقد شاهدت ذلك في كثير من المناسبات في مدينة السلط دون حياء لا من الله أو من االحاضرين .
شاهدت كذلك المعازيب اصحاب المناسبه هم الذين يشجعون على اطلاق النار في مناسباتهم ويعتبرون من لا يطلق النار في مناسباتهم هو انتقاص من فرحهم ، وكذلك تقصير في الواجب الذي يجب عليهم تقديمه ، اما العقلاء من اصحاب المناسبات فمنهم من يرفع ويعلق لافته عريضه مكتوب عليها لطفاً عدم اطلاق الأعيره الناريه ، والبعض يكتبها على بطاقات الدعوه ، ولا تسمع في مناسباتهم اطلاق نار البته ، ومن يتصرف غير ذلك يتم احتوائه وإقناعه بالكلام الطيب والترحيب به ، فيمر فرحهم بكل امن وسلام بعد ان يكون قد تمتع المدعوون بسهرتهم الطيبه ، وما ينطبق على السهره ينطبق على الوليمه التي يولمها صاحب المناسبه ، وبعد الأنتهاء يعود الناس الى بيوتهم بأمان الله تعالى ، داعية لإهل المناسبه أن يبارك الله لهما وبالرفاه والبنين للعروسين .
وقبل أيام كانت هناك مناسبة زواج أبن أحد الأشخاص ، وكان العرس المبارك إن شاء الله قد فاق 99% من اعراس السلط في الإعداد والعده له ، وكان التحضير للعرس قد بدأ قبل موعده باسبوعين ، وبدا امام مشاهدة الاف المدعوين حفلا كبيرا جدا مع برامج تميزه عن الأعراس التقليديه في مدينة السلط ، ورغم توفر مواقف السيارات الواسعه في الموقع الا ان المنطقه المحيطه بالإحتفال امتلأت بالمركبات ، وكان اطلاق النار في تلك المناسبه كثيفاً بحيث أن بعض المدعوين غادروا المكان ، وأن السكان المحيطين بالموقع التزموا بيوتهم خوفاً من الأعيره الناريه والتي وصفت بأنها جبهة حرب ، نتج عنها اصابة أحد المدعوين بعيار ناري في يده ونُقل على اثرها الى المستشفى وقد تم معالجة المصاب وإخراج الرصاصه من يده أرجوا له الشفاء العاجل ، وهو قريب وصديق وحبيب ، وهو رجل معروف ديدنه الشهامه والتسامح ومن عشيره كبيره ، وعائله مشهود لها بالطيبه وحسن التسامح ، وتفضل وكتم الموضوع حتى يتم ويكتمل الفرح كما اراد له المعزب الكريم الذي في اعتقادي بأنه قد تألم كثيرًاً مما حصل ، لكن لطف الله سبحانه وتعالى قد حال دون وقوع جريمه من جراء هذه العاده القبيحه المضره والتي اصبح ضحايها في إزدياد مستمر، وهاجس خطير يؤرق المجتمع .
وقبل اقل من شهر دعت جمعية مكافحة اطلاق الأعيره الناريه في السلط الى ندوه عامه للتشاور في هذا الموضوع والخروج بحلول تحد وتمنع هذه العاده المرعبه ، ويؤسفني بأنني لم استطع حضور هذه الندوه انما قرأت عنها من خلال هذا الموقع الموقر ، وشاهدت صور الحاضرين للندوه مع الخبر ، لكن لغاية كتابة هذه المقاله لا اعلم عن مخرجات هذه الندوه لمعالجة هذه العاده ، وأتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذه الجمعيه التطوعيه ، والتي لم تألو جهداً في سبيل العمل على الحد من هذه العاده وتجفيفها ، ارجوا الله بأن تكون هذه الندوه قد نجحت وأحرزت اقتراحات بناءه ومفيده تتناسب وحجم خطرهذه العاده القبيحه ، والتي لا تزال تزداد دون ان تلقى ردعاً من مقام وزارة الداخليه الموقره ، والتي تنأ بنفسها عن معالجة هذه الظاهره المتفشيه في مجتمعنا ، والتي باتت تؤرق الناس من زمن بعيد ويزداد ضحاياها الأبرياء في مدينة السلط الحبيبه ، أرجوا الله تعالى ان ننتصر على هذه العاده في مدينة السلط وباقي المدن الأردنيه ، وأن تعلوا ثقافة المواطنه الصالحه والتعقل على الجهل ، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان والإستقرار وأن نقرأ جيدأ ونشاهد ما يحصل فيما حولنا ، اللهم ...آمين ...
mnwerdabbas@yaho.com