14-10-2014 10:17 AM
سرايا - سرايا - دأب الشاعر المقدسي المقيم في القاهرة سعيد الغول على نشاطٍ سنويٍّ يقيمه في عمان والمحافظات الأردنيّة، فكان أن ألقى في رابطة الكتاب الأردنيين، وغيرها من المنتديات وفي المحافظات، مستلهماً رثاءه لزوجته (أمينة)، والشفيف من الغزل وعتاب الأيّام.
(لصباح عينيها)، و(أغاريد) ديوانا الغول الذين أهداهما (الرأي) تأهباً لأمسية جديدة هذا العام، وقد قدّم الإعلامي الشاعر المصري مدير البرامج الإذاعية بالإذاعة المصرية السيد حسن ديوان (أغاريد)، فيما قدّم الشاعر العربي السوري عدنان البزازي ديوان (لصباح عينيها)، وهما الصادران عن مكتبة الآداب في ميدان الأوبرا بالقاهرة.
يقول السيد حسن إنّ الغول يُعدّ واحداً من الأصوات الشعرية العربية بصفائها ووجهها المحافظ الرصين وسط صخب الأصوات الشعرية وشطط الكثير من توجهاتها في هذا العصر. فهو في ديوانه الجديد(أغاريد)يواصل رحلته التي سبق أن قطع الكثير جداً من طريقها على مدى أحد عشر ديواناً سابقاً، وهو شاعرٌ يشبه قصائده.
(لكي تكتب قصيدة عليك أن تكون أنت أولاً قصيدة جميلة) يقول السيد حسن، مبيناً أنّها عبارة لسوء الحظّ ليست صادقةً دائماً؛ إذ كثيراً ما نلاقي شعراء لا يشبهون قصائدهم ولا تشبههم قصائدهم، فنرى أحياناً شعراء أجمل من قصائدهم، ونرى كثيراً قصائد أجمل من مبدعيها. وعند سعيد الغول، كما يرى السيد حسن، فإنّ الاقتراب منه إنساناً يشبه تماماً الاقتراب من قصائده، لأنّ أوجه الشبه بينه وبين قصائده أسطع من أن تخفى، وأوضح من أن تحتاج إلى دليل.
ويواصل السيد حسن حديثه عن سماحة الغول وأخلاقه الكريمة واحتفاظه بالطفل البريء في داخله، وينظر إلى الحياة من غير تعقيد، مضيفاً أنّه يرى الشعر لوناً جميلاً من الإبداع، حيث الإبداع في جوهره لعبة ممتعة، تحتاج إلى حسٍّ خاص. ويرصد السيد حسن رؤية الشاعر الغول لذاته ووجوده محلقاً حالماً: (أنا شاعرٌ عبر الزمانَ على جناحي طائرٍ/ ولسوف يرحل كالطيور غداً لمرسى آخر/ ليبوح للعشاق بالسرّ النقيّ الطاهرِ/ بقصائدٍ نفخت شذاها كلّ قلبٍ حائر).
وهكذا يتناول السيد حسن عصمة القصيدة ومغامرتها الفنية بما فيها من اقتدار لغوي وعروضي ومقدرة على السبك الشعري المتين مما يتيح صوغ قصائد تتسم بالجزالة والفخامة لتسمى (قصائد عصماء). فهي قصائد ذات شموخ ورصانة فنياً وأخلاقياً، من غير أن تعطي ظهرها للمنجز الشعري الحديث، إذ تأخذ منه بقدر، بثقة منجزات القصيدة العربية على نحو ألفيتين من الزمان. ويقرأ السيد حسن البناء الخطي والبناء الدائري في قصائد الغول الذي يستفيد من ثقافته وتخصصه وشخصيته المطلعة وعقليته الرياضية، ويتحدث السيد حسن عن إخوانيات الشاعر بين المناسبة والقضيّة.
في الديوان الآخر (لصباح عينيها) يرى الشاعر البزازي أنّ سعيد الغول، هزار القدس، كما يحلو له أن يسميه، يواصل أحلى قصيده في رفيقة دربه (آمنة) الذي أصدره عقب رحيلها المفاجئ بعد خمسين عاماً من الرحلة والصحبة والمودة والحنان، فما تزال حاضرة في فكره ووجدانه، وهو غول الشعر فكراً ووزناً وقافية وحلاوة موسيقى ورقة ألفاظ وغزارة مفردات وصور شعرية جميلة.
من رثائه لأمينة نقرأ: (يا زهرة العمر ما أنصفتِ مضناكِ/ رحلتِ فانقطعت عنه عطاياكِ/ خفّ السنى وتولّت عنه زهوته/ وما السنى غير ما تزجيه عيناك/ جفّ الشذى فعيون الزهر غافيةٌ/ ما عادت الريح تأتيه بريّاكِ).