18-10-2014 09:41 AM
سرايا - سرايا - السير آندرو موشن شاعر وروائي إنكليزي. كان شاعراً للبلاط الملكي في المملكة المتحدة في الفترة من 1999 إلى 2009. حصل على العديد من الجوائز الشعرية المرموقة، وحصل على لقب فارس سنة 2009 لما قدمه من خدمات للأدب. استكتبه بي بي سي حول نصائحه العشرة لكي يكون الشاعر شاعراً ناجحاً.
1 ـ دع موضوعك يعثر عليك
لم يكن أبواي كاتبين وما كانا يقرآن كثيراً في واقع الأمر. بل لقد قال لي أبي ذات مرة إنه قرأ نصف كتاب في حياته كلها. وكان عندي معلم رائع للغة الإنكليزية اسمه بيتر واي. ولج مباشرة إلى عقلي، وأضاء جميع المصابيح، وهو الذي منحني حياتي.
عندما كنت في السابعة عشرة، وكنت قد بدأت أقارب القصائد، وقعت لأمي حادثة سيئة للغاية، أفضت في النهاية إلى موتها. فوجدت نفسي أريد التعبير عن مشاعري حيال ذلك بطرق تمنحني الراحة والسلوى.
ربما يبدو في الأمر شيئاً من المغالاة، ولكنني أعتقد أن موضوعي كان طول الوقت هو الموت. والمرء لا يعثر على موضوعه، بل يعثر موضوعه عليه. وكتابة القصائد عندي ليست مسألة توجُّع، وإن تكن كذلك في الغالب، إنما هي الرغبة في إحياء أشياء، أو الحفاظ على أشياء، أو القيام بأشياء في مواجهة حقيقة الفناء.
2 ـ افهم مشاعرك
لم أفهم قط قول الشعراء إنهم لا يكتبون انطلاقاً من مشاعرهم، وحينما يكون هذا هو الحال فعلاً، فإنني لا أهتم أدنى اهتمام بما يكتبونه.
لا أقصد القول بأنهم يكتبون قصائد رديئة، لكنها ليست القصائد التي أحبها أكثر من سواها. القصائد التي أحبها أكثر من سواها هي التي يكون محركها شديد العاطفية، التي يكون دفء الشعور القوي شديد الحضور في الشيء الذي يتم تقديمه لنا. أعتقد أن الشعر أقرب إلى جنس أدبي عاطفي، فحينما لا يكون كذلك لا يكون لي اهتمام به.
3 ـ اكتب عما يعنيك من مواضيع
لم أكن شديد السعادة طول الوقت إثر تكليفي كشاعر للبلاط، إن أردتم الحقيقة. فأفضل ما يكتب من قصائد هو ما لا يكتب في مواجهة باب الموضوع، بل من خلفه، أو ربما من فتحة المدخنة، أو حتى من الشباك.
"قل الحقيقة، لكن قلها مواربة" كذلك قالت إيميلي ديكنسن فكان قولها ذلك شديد الأهمية بالنسبة لي دائما. قد يكون من الصعوبة بمكان أن يفعل المرء ذلك وهو واقف في مكان شديد العمومية.
وقد يتأذّى الذين يعيشون في المجال العام، مثلما وجدت نفسي على حين غرة، أشدّ الأذى إذا لم يكونوا معتادين على ذلك. ولقد صعب علي كثيراً كل ما كان يتعلق بالشأن العام. لم أرد أن أنأى بنفسي، ولكنني تمنيت لو وجدت سبلاً أفضل لحمايتها.
4 ـ احتف بالعادي، وانتق ما استطعت
اعمل على تمجيد الإعجازي في العادي. إن ما نحتاج إليه أمسّ الاحتياج هو أن نتذكر أن الأشياء التي نراها تحت أقدامنا هي أشياء استثنائية، مذهلة، لا بديل لها، وأصيلة، وأقرب إلى المعجزات.
انظر إلى ما في الواجهة من أشياء، واستطب منها ما قد يفقد بريقه لمجرد أنه مألوف. الحق أن تغريب أنفسنا عن الأشياء الأليفة هو في ما يبدو جزء شديد الأهمية مما يمكن أن يفعله الشعر.
وانتق إن استطعت ما تفعله، فتكون الأشياء التي تكتبها هي الأشياء التي تجيد القيام بها.
5 ـ استخدم كل ما في صندوق عدتك
سنوات كثيرة مضت دون أن أكتب قصيدة مقفاة. يبدو أنني فقدت شهيتي لها ولكنني لم أفقد استمتاعي بقراءتها. أعتقد أن كل من يصرّ على وجود القافية هو شخص لا يفكر بالجدية الكافية في ماهية الشعر وما يمكنه القيام به.
أما وقد قلت هذا، من المهم أن تضع في بالك أن لدينا نحن الشعراء ما يشبه صندوق العدة، وفيه كل أنواع الآلات المختلفة، غير المتاحة لأي كاتب آخر، والقافية واحدة من أهم هذه الآلات.
فعدم استخدامك القافية نهائياً في شعرك أشبه بشرائك سيارة وعدم انتقالك نهائياً من الثاني إلى الثالث. استخدم كل ما في صندوق عدتك.
6 ـ إذا عجزت عن التقدم، فاخرج للمشي، أو اغسل شعرك
مرة قال ووردزورث إن فعل المشي أقرب الأفعال إلى الإبداع. وأنا أحب المشي حقاً، فإن استعصت عليّ الكتابة خرجت لأمشي، فإن لم يكن لديّ وقت كثير، غسلت شعري، ويبدو أن هذا يوقظ عقلي.
وحتى حينما يكون اليوم يوم غسيل الشعر لا المشي، فإنني أمشي بداخل غرفة مكتبي، لتحريك نفسي.
القصائد وثيقة الصلة بحركة الكلمات في البيت أو مجموعة الأبيات، وذلك في مثل أهمية الشكل والطريقة التي نفهم بها القصائد في ما أتصور.
7 ـ دع عملك مفتوحاً على التأويل
سيقوم الناس بتأويل عملك بمختلف الطرق، وما لم يكن تأويل القصيدة جنونياً لا لبس فيه، فإنني أستمتع به، بل وأتمناه.
قد تكون قصيدتك عالماً يمضي إليه قراؤك ويعيشون فيه وينشدون فيه أشياء ذات أهمية لهم. ومن الجنون في تصوري أن أمنعهم من ذلك.
في مرثية أودن الجميلة لـ ييتس قال عنه إنه "أصبح المعجبين به" وأعتقد أن ذلك ما كان يرمي إلى قوله. إنك تمنح عملك لقرائك، وما لم يكونوا مجانين، فيحسن أن يكون العمل منفتحاً تماماً أمامهم ليجدوا فيه ما يرون.
8 ـ اقرأ شعرك بصوت عال
قراءتك شعرك بصوت عال أمر أساسي لا غنى لك عنه، فقد يكون المعنى هناك، ولعل علينا أن نعترف أن المعنى كامن في صوت القصيدة إذ نسمعها صوتيا مثلما هو كامن في معاني الكلمات إذ نراها على الصفحة.
أعتقد أن الشعر بالدرجة الأساسية جنس صوتي ولكنا نسينا ذلك على مدار الألف عام الماضية منذ اختراع الكتاب.
9 ـ اعثر على الوقت المناسب للكتابة
اعثر على وقتك الخاص بالكتابة. سيكون لكل شخص وقته المختلف من اليوم، صحيح أنني لم أقابل بعد من يكتب ساعة العصر، ولكنني أعتقد أن هناك من يراها فكرة جيدة.
بالنسبة لي، أكتب في ساعة مبكرة جداً من الصباح، من ناحية لأن البيت يكون في غاية الهدوء، ومن ناحية لأنني أشعر أنني أكون بصحبة أكثر الأشياء التي أحبها.
أعتقد أن ثمة رابطاً بين ما يحدث في عقولنا أثناء النوم وبين المادة الخيالية الإبداعية. أعتقد أن أغلب القصائد الجيدة، وأغلب اللوحات الجيدة، هي نتاج ذينك الشيئين إذ يتضافران بالطريقة الصحيحة.
10 اقرأ كثيراً، وراجع، وثابر
اقرأ كثيراً، وطبعاً اكتب كثيراً، وافترض أن أفكارك الأولى ليست أفضل أفكارك، فراجع، وراجع، وراجع، ولا تتوقع من كل قصيدة أن تنجح، لأن ذلك لن يحدث.
لا تعش في برج عاجي. اقرأ الصحف وانغمس في العالم، فمن أين في اعتقادك تأتيك المواضيع إلا من العالم؟
وثابر. كن على اعتقاد أنك في بداية حياتك لا بد أن تقبل أنك في غضون سنوات قليلة أو ربما شهور قليلة ستكون قادراً على تغطية جدران بيتك بخطابات رفض النشر من الصحف والناشرين. فلا تدع ذلك ينل منك، لو أنك شاعر فأنت شاعر.