25-10-2014 03:10 PM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
في ذكرى الهجرة ماذا نقول لصاحب الهجرة ، باي وجه سنلقاك يا صاحب الهجرة ، اذ لم يبقى من الهجرة الا العطلة يوم الهجرة ، يا حبيب الله يا محمد ، هَجرتَ الارض التي تُحبْ ، تركتَ الاهل والصحب في مكة وخرجت ، لم يكن زادك في هجرتك في ومضاء الصحراء الا ايات ربك ، التي نزل بها اليك ملك الرحمة بامر من ربك ، يا صاحب الهجرة هاجرتَ فبنيت دولة ، نشرتَ عدلا ملأ الارض باذن ربك ، شهد لعدلك وخُلِقكَ من بعد الله كل انس وجن ، حتى عدوك شهد لك بالحلم والعظمة ، لقد اخرجتنا برسالتك من الظلمات الى النور ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ، لكن عفوا يا حبيبي يا ابا القاسم ، كان ذلك في زمن اصحابك ومن التزم بسُنتك ، ولكن اليوم لم يبقى لاخوتك الا الذكرى ، والله لولا ان ساستنا يحبوا ان يُلبّوا دعوات الولائم فيشرّعوا لنا العطل في ذكرى هجرتك ما تذكرناها ، والله يا حبيبي يا رسول الله لولا انهم يعطلون الدولة في عيد ميلاد اخيك المسيح ابن مريم ما عطلونا ولا ذكّرونا بهجرتك .
رسول الله ! اننا لسنا اهلا لان نحتفل بذكرى هجرتك ، لاننا هجرنا سنتك ، هجرنا كل متاعك الذي هاجرت به ، هجرنا دستور دولتك ، هجرنا كل شئ يرضيك عنا ، هجرنا القرآن ، هجرنا المساجد ، وبناءُ المساجدِ كان اول اعمالك بعد الهجرة ، آخيت وفرّقنا ، بنيتَ وهدمّنا ، قاتّلت اعداءك وتقاتلنا ، حفظت دم صحبك وارهقنا ، اكرمتَ المرأة واستبحنا ، تخلَّٰقْتَ بالقرآن وهجرنا ، صدَقتَ القول وكذبْنا ، وضعت شروطك في الصلح واذعنّٓا ، قلت حقاً وانكرنا ، ربيت الرجال وأنّثنا ، احترمت الانسان وامتهنا .
يا حبيبي يا رسول الله ما فعلت شيئا الا خالفنا ، ماء الشام العذب اصبح احمرا ، دجلة والفرات باقدام المجوس والفرنج تدنست ، الاقصى ! مسراك ومعراجك ، لابناء الخنازير اصبح مرتعا ، والله اني خجل منك ان اقول لك ان المسجد الاقصى يُهدم وبالهيكل يتبدّل ، بيتك الذي منه هُجِّرتَ ، وبيتك الذي بنيت ، لولا صاحب البيت حامية وقبرك الطاهر لبالثرى تَسوتْ ، فقلوبنا بغير الله تتعلق وابصارنا الى اربابنا واعداءك تَشخصْ .
يا ابن عبدالله ! يا حبيب الله ! يحتفلون بهجرتك ، يتغنون ، ينظمون الاشعار والانثار ، يعددون الدروس والعبر ، يصلّون عليك ، مساكين ، يعتقدون ان حبك كلمات على المنابر تُنثَر ، يقولون لُيقال قالوا ، يُحيونَ الذكرى لُيقال أحيوا ، والله يا رسول الله لو قام احد من حضور الخطب وسأل ! ايها المحتفلون بالهجرة ، اين الجهاد الذي شُرع بعد الهجرة ؟ ماذا انتم فاعلون بيهود حرّم عليهم صاحب الهجرة ارض الجزيرة ؟ ماذا صنعتم بفرس وروم ؟ والله يا رسول الله لتبلّم المسؤول ولولّى الحاضرون خوفا من عدوٍ ملكوا أمرنا ، كيف لا وقد امرهم اعداءك بان ينزعوا من مناهجنا كل ايات الجهاد واختلقوا له الارهاب اسماً وعنواناً ، فاليهود يقتّلونا نصرة لدينهم ونحن عن غير ظبط النفس والشكوى لمجلس الظلم والارهاب نعجز .
ماذا نقول لك في هجرتك ؟ ان قلنا نحن على سنتك ، فوالله نكون اكثر من مسيلمة الكذّاب كذبنا ، ان قلنا لك اننا على هديك ، فوالله ذلك زور لم يشهد له التاريخ مسنٓدْ .
لكن يا رسول الله ، نحن القابضون على الجمر ، هل تقبلنا في امتك التي لها تشفع ؟ هل ستصافحنا وقد شاهدنا باعيننا كل ضروب الكفر والعصيان وانخرسنا خوفا من عدو تعالى وتجبّر ؟ اخبارك التي أخبْرتٓ شواهد على صدقك ولكنّا قد ران على قلوبنا سؤ اعمالٍ بها النفس تغذّتْ .
فاشفع لنا يا رسول الشفاعة غدا عند ربك .