حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21591

الأزمة المالية الأمريكية والحل الإسلامي

الأزمة المالية الأمريكية والحل الإسلامي

الأزمة المالية الأمريكية والحل الإسلامي

27-10-2014 09:44 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- إن قمة دول البركس التي انعقدت في البرازيل تؤسس مصرفا للتنمية برأسمال 50 مليار دولار وصندوقا بقيمة 100 مليار دولار، وهذا أول تحد من نوعه عالمياً يعلن وبعد أكثر من خمس سنين من حلول الأزمة المالية الأمريكية العالمية، من دول البريكس وهي المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع في ييكاتيرينبرغ، روسيا في حزيران 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، وهذا يعني بداية البحث لإيجاد أول بديل عالمي لمعاهدة بريتون ودز التي عقدت بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945م، حيث كان أهم ما نتج عنها هو إعطاء السيادة والمرجعية للدولار الامريكي أي جعله "العملة العالمية الاحتياطية"، وهذا يعني اقتصادياً تنحية الذهب من موقعه عملةً احتياطية عالمية، والتي أنهى وجوده رسمياً خطاب الصدمة للرئيس الامريكي نيكسون عام 1971م، وبالفعل صُدِم العالم، ولكن لا حل ولا بديل عالميا، حيث السيطرة والتفرد العالمي لأمريكا.
لكن؛ وبعد تتالي أزمات الدولار العالمية وصولا الى الازمة المالية العالمية والتي فجرت من أمريكا، وبسبب ما سمي أزمة الرهن العقاري؛ فإن خسارة العالم كانت ليس مليارات بل تريليونات، وما زالت الخسائر تتوالى على العالم بشكل عام.
وحيث ما زالت الأزمة تتعمق ولا حل..!! فقد سارعت الدول التي أدركت أنها تخدم وشعوبها الدولار الامريكي إلى محاولة ايجاد بديل ولو جزئيا، بمعنى انه ليس عالمياً، فكان إعلان دول البريكس، والذي يعتبر تحدياً لأمريكا اقتصادياً، والذي أفاد بتأسيس مصرف للتنمية وصندوق مالي لهم، وكل ذلك خارج المنظومة العالمية التي تسيطر عليها أمريكا بشكل رئيسي وتعطي الفتات لبقية دول العالم، وتلك المؤسسات وأشهرها صندوق النقد الدولي ما هي الا أداة سيطرة على اقتصاد العالم ومن وراء جدار، رغم علم العالم السياسي والاقتصاديين وسمعهم، ولكنها سيطرة المتغلب (أمريكا الاقتصادية) الجشع الرأسمالي وغير المنصف حتى لشركائه في المبدأ الرأسمالي الديمقراطي، وهم بخاصة دول الغرب، وهي نتاجات الحرب العالمية الثانية ومقررات مؤتمر بريتون وودز والتي يعلمها القاصي والداني من السياسيين والاقتصاديين في العالم، والتي ما زال العالم مقيداً بها، ومنتحراً بها، ولا يستطيع الا حمايتها، لأنه مثل "بالع السكين"، فلا يستطيع هذه ولا تلك.
أما الحل.. وهو الذي لا بد منه شاء العالم أم أبى..!! فيكون بإقصاء الدولار الأمريكي عن عرش العملة العالمية، ووضع البديل الأصيل، وهو الذهب، عملة احتياطية للعملة العالمية..!! وهذا ما كان قبل 69 عاما، أي ليس قبل زمن بعيد، وهو عينه قبل مؤتمر بريتون ودوز السالف الذكر، والذي أودى بالعالم الى الأزمات والكوارث الاقتصادية، واستعباد العباد في كل العالم بلا عبودية حقيقية كما في العصور السابقة قبل مئات السنين.. وهي عبودية بشكل عصري وحديث، وأسميها "عبودية المعاصرة والحداثة" في القرن الواحد والعشرين.
إن العودة الى ما يسمى قاعدة الذهب اقتصاديا وعالميا؛ هو عينه الحكم الشرعي للتداول النقدي في الدولة الاسلامية على منهاج النبوة، حيث الأمر رباني، أي حكم شرعي لا يستطيع لا المسلمون ولا الخليفة الحيد عنه وتركه، وهو يتلخص بشكل يسير وسهل أن "لا يطبع دينار ولا درهم ولا أي عملة دون غطاء ذهبي له"، وهذا يضمن الحقوق بين الدول وبين الافراد، واختصارا لكل المعاملات البينية بين البشر، فهو يضمن سيولة حقيقة اقتصادية وتعامل حقيقي بين البشر، ولا يتصرف انسان بأكثر مما يملك ولا يتعامل كذلك الا بتعامل حقيقي وغير مبني على اقتصاد وهمي (الاسهم، البورصات، الشيكات...)، وعليه فالاقتصاد العالمي المبني على احتياطية الدولار؛ وهمي، ومنتفخ كالورم السرطاني، ولا بد من اجتثاثه، شاء العالم أم..!! وعليه؛ لا زوال له إلا بوجود:
- دولة تحمل مبدأ عالمي تَجرُؤ على طرح الحل ووضعه موضع التطبيق، وتتسم هذه الدولة بالعدل وحماية مصالح البشر من كل جوانبها ونواحيها، فلا تنظر للعالم من وجهة نظر مصالحها الخاصة، بل بنظرة عامة لمصلحة البشرية جمعاء، ولا يخفى على السياسي المتابع للوضع الاقتصادي وبعد فشل واندثار الاتحاد السوفياتي سابقا ومبدئه الاشتراكي، أن لا بديل عالميا مطروحا الآن إلا المبدأ الاسلامي بدولته الاسلامية على منهاج النبوة.
-دولة الرحمة والعدل التي ترعى مصالح البشر كما ترعى مصالح رعاياها، وهذا ليس تنظيرا، بل واقع عاشته البشرية على مدى ثلاثة عشر قرنا من الزمان.
- دولة يقوم اقتصادها على الاقتصاد العملي والعيني الفعلي.
- دولة تعمل على إسعاد البشرية عقائديا وماديا.
- دولة ليس همها الحروب والفوضى الخلاقة العالمية من أجل بيع السلاح وإنعاش اقتصادها على حساب تقتيل الاخرين والتخلص من ملايين البشر؛ لتقليل عدد سكان العالم للوصول الى الكفاية الغذائية (الندرة النسبية).
- دولة ترعى العالم وتزيل التوترات والتسلط الفردي والدكتاتوري عن البشر أينما كانوا وتنصر المظلوم.
- دولة تهتم بكرامة الأنسان كل الانسان وحياته وآدميته.
- دولة أبعد ما تكون عن الدموية والتقتيل، وما افغانستان والعراق والشام وغزة عنا ببعيد.
نعم؛ إنها دولة الخلافة الاسلامية على منهاج النبوة، تطبق الاسلام من القرآن والسنة المشرفة ويحاسب خليفتها على اساس احكام الاسلام، لا ديمقراطية البشر وأحكامهم، تحفظ حقوق الرعايا من كل الاديان كما تحفظ حقوق المسلمين، ولا أقليات ولا طوائف فيها، فالكل تحت حكم الأحكام الشرعية سواسية.








طباعة
  • المشاهدات: 21591

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم