حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35428

ليس كل مره تسلم الجره يا دولة الرئيس

ليس كل مره تسلم الجره يا دولة الرئيس

ليس كل مره تسلم الجره يا دولة الرئيس

27-10-2014 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : منور أحمد الدباس

ما أن تفجرت الثوره التونسيه في2010 وتبعتها ثورات الربيع العربي في مصر وليبيا واليمن ثم انتقلت الى سوريا وكل هذه الثورات قد تفجرت في الوطن العربي وكان لها الأسباب المقنعه ، فجميع هذه الأنظمه العربيه التي زارها الربيع العربي وأحدث فيها الثوره ، هي انظمه غير شرعيه جاءت الى الحكم عن طريق الأنقلابات سواء كانت هذه الإنقلابات دمويه أو بيضاء ، وكانت تصادر حريات الشعوب وتزج المعارضين الشرفاء في السجون و المعتقلات أو اغتيالهم بالطرق القذره التي يعرفونها ، ومن اسبابها كذلك الفقر الذي تعانيه هذه الشعوب حيث كانت خيراتها تذهب الى حسابات زعمائها في البنوك ، حتى اصبح بعضهم يُذكر اسمه في قائمة كبار أثرياء العالم ، ويعمل على تضخيم ثروته في الليل والنهار من مال الشعب ، ولا يترك شارده ولا وارده الاّ وأضافها الى ثروته الضخمه ، رغم انه يعلم أن شعبه يعاني من الفقر ، ولا تزال بعض البيوت التي يسكنها مواطنوا هذه الدول من مادة الطين وسقفها من الخشب والزينكو ، وعليه فمن الأجدر ان نطلق على هذه الثورات الشعبيه ثورات الجوع والفقر وكتم الحريات التي حُرمت منها عقوداً  من الزمن الأسود في تاريخ هذه الأقطار العربيه ، إلا أنه من المحزن والمخزي أن وقعت اربع عواصم عربيه في أحضان دولة إيران ، والحبل على الجرار ، وأصبحت طهران تتحكم فيها سياسياً واقتصادياً وأمنياً ، وهي الأوراق القويه الرابحه التي تملكها لتفاوض الغرب وتتحكم بها كما تشاء لإنجاح وإكمال برنامجها النووي والذي إ ذا قدر له أن يكتمل وينجح ، فسوف تتوسع الدائرة التي تهيمن عليها في الوطن العربي والذي يعيش حاله مزريه من التفكك وإنعدام الأمن الكلي في كثير من اقطاره وهي معرضه للتقسيم .

إلاّ ان بعض الدول العربيه والتي زارها الربيع العربي قد نجح حكامها في التعامل مع هذا الزائر الخطير ، ومنها على سبيل المثال الأردن : حيث مكث الزائر فيه أكثر من ثلاث سنوات ، وظهر الحراك الشعبي في معظم المدن الأردنيه ، وكان مطلبها الموحد هو المطالبه بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين ، وكانت المسيرات في الليل والنهار ترفع هذه الشعارات وتطالب رئيس الحكومه بفتح ملفات الفاسدين حيث وعد الشعب بفتحها وإحالتها الى هيئة مكافحة الفساد ، وإسترداد الأموال التي اختلسوها من الدوله ومحاكمتهم امام الشعب ، وكلما اشتدت هذه الحراكات ، كانت القوات الأمنيه تستعمل معها القوه الناعمه ، فلا قتل ولا جرح ولا اعتقالات بالألاف يزج بهم في السجون والمعتقلات ، ولكن كانت تحدث حالات فرديه استثنائيه يتم تسويتها في زمن قصير .

لكن النظام الأردني وجميع أجهزته  الأمنيه قد استطاعوا بعد ارخاء الحبل للحراك الأردني وذلك برفع سقف حرية الإعلام وحرية التعبير بالقلم واللسان ، واكبر دليل على ذلك ما يكتب في الصحف الصفراء والمواقع الألكترونيه التي تستقبل وتنشر كل ما يرسل اليها من اراء ووجهات نظر وانتقادات حاده للحكومه والمسؤولين في الدوله وتنشرها دون نقصان ، وكان رئيس الحكومه حمله ثقيلاً والواجبات  الموكله اليه في منتهى الخطوره وهي تمس الشعب الأردني كله ، وخاصةً الطبقه الفقيره حيث تبنى دولة الرئيس أسهل الطرق  وهي التحصيل من جيب المواطن لدعم الإقتصاد الوطني ، وتغطية العجز في الموازنة العامه للدوله حيث  رفع الدعم عن المحروقات ورفع اسعار الكهرباء ، وفرض ضرائب مباشره وغير مباشره قد لا يشعر بها المواطن .

لم يستطع من سبقوه من رؤساء وزارات أن خطوا مثل هذه الخطوات الصعبه والخطيره ، والتي انعكست سلباً على المواطن حيث التهبت الأسعار ، واكتوى الناس بنارها ، ولا تزال تعاني من جراء ذلك حتى اللحظه ، لكن في نهاية المطاف كل المؤشرات تشير الى نجاح دولة الرئيس وتحقيق الإنتصار في كل خطواته على الشعب ، وقد تجاوز كل الأخطار التي كان يتوقع كل المراقبين بأن تحدث ثوره عارمه في الوطن على الحكومه ، ورغم حدوث حراك هنا وهناك الا إن دولة الرئيس قد وصل بسياساته الإقتصاديه بر الأمان ، و استسلم المواطن وآثر القبول بكل هذه القرارات مقابل ان يبقى الأردن وطن كل الأردنيين من شتى المنابت والأصول ، ويعم ارجاءه الأمن والأمان ، وهذا إن دل على شيء انما يدل على وعي المواطن وإدراكه لما يجري حولنا ، وإنحيازه للوطن والإفصاح عن الإنتماء الحقيقي له .

 وكثيراً  من السياسيين المخضرمين والمراقبين من الداخل والخارج قد اعطوا دولته درجة الإمتياز في النهج الذي تسير عليه الحكومه ، وعلى هذا النجاح الكبير الذي أحرزه ، والصدر الواسع والصبر الذي استطاع من خلاله ان يمتص غضب الشارع الأردني والحراك الذي حدث ، والأن أجزم بأنه قد جف تماماً ، ولم يعد له ذلك الحماس والنفس الطويل الذي كان في الماضي ويبقى الشعب الأردني يعتب على دولة الرئيس ، فلا اصعب وأحر من ألم العوز والجوع وأن لا يغريه ذكاؤه الهائل في الإستمرار في زيادة الضغط على أحوال الناس والتضييق على معيشتهم والتي وصلت عند كثير من الأردنيين الى الحد الذي لا يطاق  .

 هذا وقد استحق دولة الرئيس على هذا الإنجاز الكبير أن ترتفع اسهمه عاليا عند صاحب الجلاله عبدالله الثاني المفدى حفظه الله ، لكن بالمقابل قد يكون دولته قد تأثر من المؤتمر الصحفي الذي عقده لمعالجة قصة ذهب هرقله في عجلون ، حيث كانت الحجج فيه واهيه وغير مقنعه للشعب الأردني ، وقد أُخذ عليه بأنه جاء متأخراً ، ومخالف للروايات التي طرحها المسؤولون في الدوله قبل المؤتمر ، وقيل أن هذا المؤتمر كان يجب أن يُعقد قبل الروايات حيث كل واحده تختلف مع الأخرى ، الأمر الذي تسبب في نشر الإشاعات الكثيره في جميع انحاء الوطن ، نتيجة فشل المسؤولون في ادارة المشكله بالشكل الصحيح والذي يجب أن يكون هذا وشكلت الحادثه نقطه سوداء في تاريخ هذه الحكومه .

والذي يرتجيه المواطن الأردني بأن لا يستثمر دولته هذا النجاح ، في الإستمرار بالضغط على المواطن ، وذلك في أخذه قرارات ترهقه وتزيد من معاناته ، فكل شيء له حدود يا دولة الرئيس ، ونرجوا الله ان يهديك الى التوقف عند هذا الحد الصعب والغلاء الفاحش الذي أحدثته سياسة الرفع بالمقارنه مع دخول الأردنيين المتدنيه ، وضعف القوه الشرائيه للدينار الأردني وكما يقال : ليست كل مره تسلم الجره يا دولة الرئيس الأكرم .

ورغم سماعنا بعض التصريحات من المسؤولين في الحكومه بأنها عازمه على رفع الدعم عن الخبز وهو غذاء الفقير،  فحذار سيدي من الإقدام على ذلك وخاصه وأنت تعلم وسيد العارفين بأن استفزاز المواطن الذي أرهقته مصاريف الحياه وتكاليفها لا ينقصه صفعات وكوي جديد .

 نجاح دولتكم في خطوات لكن الفشل في هذه الخطوه والمغامره فيها ليس من مصلحة الدوله ، فحذار يادولة الرئيس فكثير من الدول التي تحسدنا على نعمة الأمن والإستقرار التي ينعم بها الوطن ، والتي ستستمر بحول الله اذا ما تفهمت الحكومه والشعب الظروف التي تحيط بنا ، وعلى الجميع ان نكون على اتم الإستعداد للوقوف خلف قيادتنا الرشيده وجيشنا العربي الأردني وأجهزتنا الأمنيه ، فهم الساهرون والمرابطون على ثغور الوطن ، والذين نذروا انفسهم للذود عن حياض هذا الحمى ، ومعهم الشعب الأردني الذي ضرب مثلاً عالياً في المحافظه على تماسك وحدته الوطنيه وصلابة ومتانة جبهته الداخليه ، وهي بحول الله قويه لن تسمح بأن ينال منها أحد أو عابثين بأمن الوطن ، والتي تأخذهم العزة بالإثم ، وسيكون مصيرهم إن شاء الله تعالى الزوال والدفن تحت الثرى ، اللهم من اراد بالأردن خيراً فوفقه لكل خير ، ومن اراد به غير ذلك فخذه أخذ عزيز مقتدر، اللهم آمين.



dabbasmnwer@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 35428
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم