27-10-2014 04:08 PM
سرايا - سرايا - كدت السينما الاردنية حضورها المؤثر والبليغ لدى عرض احدث انجازاتها – الفيلم الروائي الطويل (ذيب) – للمخرج الشاب ناجي ابو نوار ضمن فعاليات مهرجان ابو ظبي السينمائي.
حضور كثيف تجاوز الالف مشاهد ضاقت بهم صالة العرض في قصر الامارات , وابناء الجالية الاردنية واركان السفارة الاردنية بدولة الامارات العربية ومن شتى الجنسيات صفقوا طويلا لطاقم الفيلم عقب انتهاء العرض وتحاوروا مع المخرج والممثلين حول جملة القضايا والموضوعات التي ناقشها الفيلم الذي عرض مساء امس الاحد .
واعتبر المخرج ابو نوار عرض فيلمه في مهرجان ابو ظبي السينمائي بمثابة انجاز للسينما الاردنية عموما، والتي استطاعت خلال مدة وجيزة ان تضع بصمتها الخاصة على المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي .
وبين لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انه درس الفن السينمائي بلندن لرغبة اكيدة وشغف شخصي بهذا الحقل الابداعي الذي منحه فرصة تصوير واحدة من القصص والحكايات التي تمتلىء بها البيئة الاردنية، لافتا الى انه عمل خلال السنوات السابقة على كتابة الكثير من النصوص والمشروعات الا ان عقبة وتحديات التمويل ظلت تؤجل الكثير منها قبل ان يتمكن من انجاز فيلمه الروائي الطويل ذيب عقب اخراجه لفيلم قصير قبل سنوات بعنوان موت ملاكم الذي شارك به , في العديد من الملتقيات والمناسبات والمهرجانات المحلية والعربية والدولية.
وقال ابو نوار ان انجازه لفيلم ذيب جاء بعد جهد استمر لاربع سنوات من التحضير والبحث عن التمويل والدعم، مبينا ان ردود الفعل التي حققها عرض فيلمه في مهرجان ابو ظبي امام حضور متنوع الثقافات يمنحه القوة والحافز على تحقيق افلام جديدة تسرد آمال وتطلعات الناس العاديين.
واضاف انه يتابع اصداء ما حققه الفيلم لدى مشاركته خلال الفترة القريبة في مهرجانات عالمية مثل فينيسيا ولندن وتورنتو وابو ظبي وقريبا في القاهرة وعمان واليابان للتعرف على ردود الفعل حول الاسئلة التي يطرحها الفيلم، خاصة وان احداثه تستعيد وقائع عصفت بالمنطقة منذ بدايات القرن الفائت خلال حقبة الحرب العالمية الاولى.
واعتبر ان عرض فيلمه في مهرجان ابو ظبي السينمائي كمنصة عربية للفن السابع يعطيه فرصة التعرف على افكار المتلقي مقارنة بما حققه الفيلم من اصداء ايجابية، مثلما يمنحه الثقة والامل في الاستمرار بعالم صناعة الافلام والبحث عن قصص وحكايات من داخل البيئة المحلية الثرية بالمضامين والافكار البليغة.
ورأى ابو نوار ان المكان الاردني ساهم في منح الفيلم جماليالت بصرية فضلا عما يمثله موضوعه من شهادة على تحولات التاريخ القريب والبعيد، لافتا الى انه رأى ان يكون الحوار والشخوص في احداث فيلمه يسيران بشكل عفوي وتلقائي , لذلك اختار من اهالي المنطقة شخوصا لاداء الادوار الرئيسة بعد ان منحهم فرصة التأهيل والتدريب على فن التمثيل والاداء من قبل متخصصين ، علاوة على انه تعايش معهم لفترة من الوقت في اجواء البادية الاردنية.
واوضح انه خلال دراسته في لندن واطلاعه على نماذج من كلاسيكيات السينما اليابانية الشديدة الصلة بموروثها الثقافي، حتّم عليه البحث عن وسائل تعبيرية بصرية تستلهم مفردات وعناصر من البيئة المحلية في تصوير افلامه بعيدا عن الصورة النمطية السائدة في التعامل مع ابناء هذه المنطقة .
يشار الى ان فيلم ذيب يسلط الضوء على احداث في البادية الاردنية الجنوبية ابان الثورة العربية الكبرى عبر قصة بسيطة لعائلة اردنية تتمسك بقيم وعادات من خلال قصة شقيقين في رحلة مغامرة واندفاع مليئة بالمفاجآت والمواقف الشجاعة وسط تحديات قاسية .
وشارك في اداء ادواره : جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مرجي عودة، جاك فوكس، والسيناريو لناجي أبو نوار وباسل غندور، ومدير التصوير النمساوي ولفانغ ثالر، والمونتاج لروبرت لويد، وتسجيل الصوت لفلاح حنون , وعمليات الانتاج ل: ينال اكصوي وعيد الصوالحين ومعن عودة.