28-10-2014 10:05 AM
سرايا - سرايا - بما يقترب من مرافئ الوجدان، يتواصل في جاليري الدغليس معرض الفنانة دلال يوسف الشخصي الأول «طبيعة متخيلة الذي افتتحه مساء الأربعاء الماضي الإعلامي الزميل ناصر الرحامنة مدير إذاعة هوا عمان.
المعرض المتضمن 39 لوحة من مواد مختلفة على ورق وعلى قماش، يحاكي بروحانيته التجريدية الرمزية الطبيعة البكر بأنفاس الحياة فيها، وبأثر هذه الحياة، وإيقاعها، ونبضها وحركتها المتعرجة مرة، والمنسابة في أخرى، والسلسة مرة والمتعثرة في أخرى.. رصدٌ لونيٌّ دلاليٌّ تجريديٌّ لحوار الطبيعة مع البشر وباقي مخلوقات الكون.. رصدٌ حارٌّ ومتوهجٌ في مرة، وهادئٌ وديعٌ متأمِّلٌ في أخرى.
كأنها، أعمال دلال يوسف، تسبيحةٌ كونيةٌ ممتدة، من أول أعمالها للمعرض وحتى آخر واحدة منها.. تسبيحة تقود إلى أخرى.. صلاة بهاء تعرِّفُ بجارتها الراكعة الخاشعة المتبتلة إلى خالق الأكوان في اللوحة التي عن يمينها أو عن يسارها. هي هنا الله عالية تندُّ عن أفق التلقي، ويصدح بها القارئون ما بين سطور اللوحات، والكامن في درجة أبعد من سطوحها وتلقيها الأول.
في جاليري الدغليس في حي المدينة الرياضية، وتحديداً مقابل فندق الأرز، يتواصل المعرض الفنيّ الشخصيّ الأول للفنانة التشكيلية دلال يوسف، يسكب الدمع على خد الفلاة الممتدة كأنها السر والسحر واليقين السرمدي الواقف في وجه الضياع، وما خلف البحار.
هي أعمال تعكس ما يدور في وجدان دلال يوسف من حسٍّ مرهفٍ وارتباطٍ وثيقٍ بالأرض والطبيعة. كما تتجلى في لوحاتها الروحانية العالية التي انعكست من شخصية الفنانة إلى ألوانها وريشتها من خلال مناظر طبيعية تأخذ الناظر إلى عالمِ أحلامٍ وجدانيٍّ شفيف مُتَنقَّلٍ بين الواقع والخيال.
رئيس رابطة التشكيليين الفنان غازي انعيم تحدث عن دعم الرابطة للفنانين الشباب، وعن الإسهام في بلورة إبداعاتهم كأحد أهم عناوين وجود الرابطة وحيثيات عملها وجوهره وفحواه. ومن بين من ساعدتهم الرابطة في بداياتهم، بحسب انعيم، الفنانة دلال يوسف التي بدأت انطلاقتها من خلال معرض تباشير الأخير «لتصدق الوعد وتصدق رؤية الرابطة». انعيم تحدث أيضاً عن أحاديات وثنائيات معرضها الأول، وارتباط أعماله بالبحر والأرض والعلاقة الجدلية الأزلية بينهما.
الفنان والناقد التشكيلي محمد العامري يقول حول رؤى دلال يوسف وسويتها التشكيلية التي تعكسها لوحات معرضها الشخصي الأول: «تقدم الفنانة دلال معرضها الأول في غاليري الدغليس متخذة من الطبيعة فضاء لها، حيث تظهر المناظر الطبيعية رومانسية تحقق ما تصبو إليه الفنانة من حلم وتفاصيل لها علاقة بالعزلة... المنظر الطبيعي في الغالب خالياً من الناس... منظر حلمي يأخذنا من الواقع لكنه في كثير من الأحيان منظراً مفترضاً، منظر افتراضي.. فيه الجبل والبحر وشجرة بعيدة في أفق اللوحة.. اقترحتها الفنانة لتعبر عن عزلتها الخاصة.. ففعل العزلة فعل إنسانيّ أساسيّ في مختلف لوحات يوسف التي استطاعت عبرها أنْ تعكس صدق الفنانة في التعامل مع الموضوع الذي أحبته.