28-10-2014 10:14 AM
سرايا - سرايا - مندوبا عن وزيرة الثقافة د. لانا مامكغ رعى مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الباحث محمد يونس العبادي مساء أول من أمس حفل اشهار كتاب الاديبة د. زليخة ابو ريشة «دفتر الرائحة».
وقدم د. ابراهيم سعافين قراءة نقدية جاء فيها:»ان هذا الكتاب يمثل نصوصا لسيرة شعرية خيالية، فيها نفس واقعي يلم هذه النصوص برباط الوجد الصوفي يتجلى في المعنى والمبنى، وزليخة من سلالة صوفية عريقة تتمازج فيها القادرية والشرطية، هذه السلالة التي تتلاشى في سيمتها آماد الزمان وابعاد المكان.
فالكاتبة تتنفس الجو الصوفي في اناقة شعرية ترفدها ثقافة واسعة في اللغة والصورة والايقاع، وتظهر التضمينات الثقافية في حقول واسعة تجعلها تعيش الحياة الانسانية بكل جوانبها، واذا كانت لغة التصوف وبناة المعرفية حاضرة في النصوص فان زليخة لم تقيدها بنى التصوف المعرفية فانطلقت الى آفاق جديدة فالتقى الروحي والجسدي والخيالي والواقعي في صعيد واحد، بل بدت اللغة الصريحة الجارحة احيانا لتحيل الى الجسدي واليومي على نحو مكشوف يحمل على الرغم من خصائصه الشعرية اللافتة».
ولفت د. سعافين خلال الحفل الذي أداره الروائي هزاع البراري الى ان الكاتبة:» تمتلك في هذا الكتاب طاقة لغوية مكتنزة يصادرها التراث ولاسيما التراث الصوفي ولغة الشعر الحديث ومعجم العصر الذي ينفتح على حقول المعرفة كلها، وتمتلك جرأة واضحة في استخدام المفردات العامية وفي الاستقاق وفي التصرف باللغة كما تشاء، واثقة من قدرتها اللغوية ومن الارض الصلبة التي تقف عليها».
وقالت د. حفيظة احمد:»حمل هذا الكتاب تنوعا في اشكال التعبير، حيث تداخلت بعض الانواع لدى الشاعرة واهمها تداخل الشعري والسردي في تفاعل متكامل وايجابي نتج عنه ما يطلق عليه «السيرة الشعرية»، ويقصد بها مجموعة شعرية كاملة يضمنها الشاعر او الشاعرة المشهد الخاص والمشهد العام لسيرورة حياتهما وصيرورتها في بنية تتداخل فيها الاجناس الادبية، اضافة الى ان تداخل الانواع الادبية في كتاب الشاعرة يؤكد مرونة النوع الشعري اضافة الى تاكيده قدرة الشاعرة على التجريب والمراوغة في الكتابة».
وبينت بان الكاتبة قد ذكرت في نصوصها :»العديد من مفردات الجسد وهذا يؤكد ان هناك رغبة ارادية استراتيجية هادفة تجسدها من خلال فعل الكتابة بالتركيز على ذكر اعضاء جسدية معينة، والكتابة بالجسد ليست بالضرورة تعبيرا غرائزيا للاستثارة، ولكنها تمثل احيانا موقفا من الواقع وادانة له وكشفا لفساد القيم السائدة، فهي نوع من التمرد والثورة وليس ادبا مكشوفا، وكتابة الجسد في نصوص الكاتبة زليخة تحمل رؤى مخالفة ومغايرة لما هو سائد ومألوف فنجدها تعمد الى التغني بالرجل ورسم صورة له في شعرها غير عابئة بالعادات والتقاليد، بالاضافة إلى أن الكتاب هوعمل ابداعي شعري سردي سيري مكثف من حيث الايحاءات المتنوعة والصور الشعرية، والدلالات القوية المعبرة عن ذات شاعرة تمتلك اليات عميقة».وتحدث د. هاشم غرايبة عن معاصرته لهذا الكتاب كونه عضوا في لجنة التفرغ الابداعي وان لديه دراسة متكاملة سوف ينشرها حيث بين ان هذا الكتاب «دفتر الرائحة» مفتاحه :»المتعة والمأنسة»، واشار الى ابداع الكاتبة حيث يحمل كتابها :»ايقاعات جميلة وهذا ما يشير الى جماليات الادب فالكتاب يحمل العديد من الايحاءات والصور الشعرية والخيالية».وقرات الكاتبة أبو ريشة عددا من نصوصها الشعرية: «من البسك الديباج»
والقى من اجل عيون الحب على غرتك
البهجة والتاج ؟
من سربلك؟
ولف على كتفيك؟
وملح ضحكة ثغرك؟
واراق النهر على رئتيك
لكي تحيا عشبة معناك؟؟
ومن اوقد نجما في مفرقك
ولف اغانيك بحر حرير نساء منذورات
ومن قصيدة: «نسبة آمنة»
النسبة ان ينغلق القوس على الماء
ويرحل في المستقبل
نحو اعالي الفوح الراكض في تكريم النيلوفر
اللقيا....
النسبة ايذان كي تمضي في ملكوت أجيج
الشجو
وفي برد الرحمة من قيظ الهجران
ودار تتولى تعدين الجوهر في
الارواح