سرايا - سرايا – سميح العجارمة – يبدو أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لا يريد أن يغادر الدوار الرابع إلا بعد أن يعطي الدليل تلو الدليل لمقولته الشهيرة ( من وظف سلطية أكثر مني فليواجهني ببطن ذلك الوادي ) ويقصد وادي شعيب في السلط.

السلط فيها من الرجال من نفتخر بهم ونُجلّهم وكانوا - ولا زالوا - لهم الأيادي البيضاء في بناء هذا الوطن الذي أنشأه الأردنيون كافة على حد السيف، فلا نكتب ما نكتب اليوم كموقف ضد أحد أو محافظة، ولكن فاض بالأردنيين وبدؤوا يصرخون بأن في الأردن محافظات أخرى فيها كفاءات تستحق أن يكون لها مكان تحت شمس المواقع المتقدمة في دولتنا الأردنية.

غداً الأحد هناك كتاب جاهز وقرار جاهز على مائدة اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي مفاده قرار بتعيين الدكتور وائل عربيات أميناً عاماً لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية، القرار جاهز وما على وزراء النسور إلا الموافقة عليه !

نتساءل أين لجنة التعيينات الوزارية المزعومة ؟! ونؤكد مرة أخرى بأن القرار لو كان نتيجة بحث جدي في محافظات المملكة كافة عن أمين عام كفؤ لوزارة الأوقاف، وكانت النتيجة اختيار عربيات أو غيره من أبناء أهلنا في السلط لما اعترضنا، ولكن ما حدث أن النسور يشعر بدنو نهايته كرئيس وزراء حالي لينضم لنادي رؤساء الوزراء السابقين، وكعادة من يشعر أنه قريباً سيفقد سلطة القرار فإنه يعمل على تعيين محاسيبه وأقربائه ليستطيع الرد عليهم إذا ما عاتبوه يوماُ عندما يفقد كرسي سلطته بأنه عيّن فلان وعلان من أهله ومحافظته وكأن باقي الأردنيين ليسوا عشيرته؟! ألسنا من نرفع شعار ( الأسرة الأردنية الواحدة ) ؟!

نقسم بالله لرئيس الوزراء النسور بأنه في الأردن محافظات أخرى، فهناك عشائر الكرك، وعشائر معان والعقبة، وعشائر عجلون، وعشائر جرش والزرقاء، وعشائر البادية الشمالية والجنوبية والوسطى، وأهلنا في ألأغوار، وعشائر مادبا، والطفيلة، وعشائر المفرق، وإربد والرمثا، وعشائر العاصمة، والأردنيون من كافة ألأصول والمنابت، ولا شك أنّ فيهم من هو مؤهل لاستلام موقع الدكتور وائل عربيات - لو أن الاختيار تم على أسس شفافة وواضحة ومعلنة - فلا فرق بين أردني وأردني إلا بما في قلبه وعمله من إخلاص للوطن والشعب والقيادة، فلماذا يعمل النسور على استثناء باقي الأردنيين من أهم المواقع القيادية المتقدمة في دولتهم ؟!

ومن سيسارع ويتهمنا بالتعنصر والإقليمية والعشائرية فإننا نتساءل من هو الإقليمي وأفقه ضيق : صاحب القرار الذي يختار لأهم المناصب والمواقع القيادية من عشائر محافظته حصراً ودون اعتماد أسس لهذا الاختيار؟! أم من يرفع صوته باسم الأردنيين معترضاً على هذا الظلم ؟! ونحن ضد المحاصصة لأننا مع دولة القانون والمؤسسات، بحيث يكون أي اختيار ضمن منطق وأسس واضحة، وعندها لو جميع المسؤولين كانوا من محافظة واحدة فلا مشكلة ما دام معيار الكفاءة هو الذي حدد من يتقلد موقع المسؤولية في وزارة ما أو مكان رسمي ما.

نتمنى أن يبادر مجلس الوزراء غداً برفض قرار النسور تعيين الدكتور وائل عربيات أميناً عاما للأوقاف، وأن يصر المجلس على أن يخضع الاختيار للشفافية والوضوح، فالأردنيون يصرخون مذكرين النسور بوجود 12 محافظة في الأردن وليس محافظة واحدة.