بقلم :
لزميلنا الكبير والعزيز طارق مصاروة مكانة خاصة لدي ، ولا أكاد أضيع مقالة من مقالاته التي لا يضيره ولا ينقص من قدره أن أصارحه أنني قد أخالفه في الكثير منها ، ولأن طارق مصاروة في نظري كبير ، فمن حقـِّـه علي أن لا أرضى له أن يثلم صورته في عيني وعيون الكثيرين من قارئيه وقارئاته بهفوة كالتي سقط فيها في مقالته في " الرأي " في 2 / 8 / 2008 م . لطالما قلت إن الإسلاميين ليسوا معصومين عن الخطأ ، وليسوا فوق النقد ، ولطالما ناشدت الإسلاميين أن يفتحوا صدورهم وأسماعهم وعقولهم للنقد ، وأن لا يضيقوا ذرعا بالنقد خاصة إذا كان نقدا هادفا منصفا ، بل لطالما ناشدت الإسلاميين أن يصبروا على النقد حتى ولو كان أقرب للشتيمة والتشهير والتحريض منه إلى النقد . من حق أستاذنا طارق ، كما من حق غيره ، أن ينقد حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين " حماس " ، وقد ألتمس له العذر حين يتملكه الحماس في نقد حماس ، ولكنني قطعا لا أجد له أي عذر حين يشتط به الحماس في نقد حماس فيقع فيما يقع فيه المتعيـِّـشون على شتم حماس والإسلاميين ، وأربأ بأستاذنا طارق أن يكون منهم . أتفق ، وأختلف مع الزميل العزيز طارق في طرحه الذي جاء في مقالته ، ولكنني قطعا لا أقبل منه أن يصف الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس بأنه " ظاهرة تخلف فاقعة " ، بل لا أقبلها منه في وصف أي خصم لحماس أو للإسلاميين حتى ولو كان التوصيف صادقا ، فهذه شتيمة ومسبَّـة ، وليست نقدا . وماذا قال أبو زهري حتى يتنزَّل عليه غضب أستاذنا طارق مصاروة فيصفه بأنه " ظاهرة تخلف فاقعة ..؟ " ، لقد كان صادقا مع نفسه ومع حركته ومع شعبه حين قال إن إعتقالات بعض رموز فتح في غزَّة كانت ردَّ فعل على حملة الإعتقالات الهوجاء ( المسكوت عنها عالميا وعربيا ) التي ما فتئت تشنها سلطة عباس الفتحاوية منذ شهور طويلة وأشتطت بها مؤخرا ضد رموز وأنصار ومؤسَّسات حماس في الضفة المحتلة . إن وصف ناطق رسمي باسم حركة تتخندق في مواجهتها أمريكا وأوروبا وكيانهم المغتصب وبعض النظام العربي الرسمي المنبطح في بيت طاعة الإدارة الأمريكية المتصهينة بهذا الوصف القبيح الذي يخلو من الذوق كنت أقبله ممن يتعيـَّشون على شتم الإسلاميين ، أما من أستاذنا الكبير طارق مصاروة فلا أقبله منه ، لأنه عيب ، وأربأ بطارق مصاروة أن يصرَّ على العيب . عزيزي طارق ، ستكبر أكثر في عيني وعيون قرائك وقارئاتك إذا اعتذرت لشخص الدكتور سامي أبو زهري ، واستمر بعدئذ في نقد الإسلاميين وحماس كما تحب . ملاحظــة .. ورجــاء • سأكون شاكرا لمتابعي " سرايا " الذين يناقشون محتوى مقالتي ، حتى ولو نقدوها ، فذلك حقهم الذي لا جدال فيه . • أما الذين يهربون من مناقشة محتوى مقالتي إلى الإساءات الشخصية والشتم تحت أسماء وهمية ، فأرجو من " سرايا " أن لا تحذف لهم أية شتيمة مهما كانت مسيئة لشخصي ، فتلك ضريبة على من يعمل في الهمِّ العام أن يتحمـَّـلها ، وقديما قال شاعرنا العربي : وكل إنــاء بالذي فيه ينضح .