03-11-2014 03:31 PM
بقلم : العقيد المتقاعد:عبدالله سليمان الحنيطي
لما بويع أبو بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
)"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".) نفهم من هذه الخطبة التي هي أغلى من ماء الذهب أن ملامح نظام الحكم في الإسلام تعتمد على ما يلي.
1.المرجعية العليا للدولة هي القران والسنة...حيث قال رضي الله عنه(أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فان عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم)...ماذا جنينا من الحكم اليساري والعلماني والحزبي المقيت والعائلي القبلي المتخلف إلا الذل والعار والهزائم المتكررة
2.طاعة الحاكم مشروطة بأن يكون الحاكم مطيع لله ورسوله وليس طاعة عمياء على بلاطة...لاحظ ما قال رضي الله عنة(فان عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم) فالرجال يعرفون بالحق وليس يعرف الحق بالرجال
3.حق الآمة في مراقبة الحاكم ومحاسبته...حيث يقول رضي الله عنه(فان أحسنت فأعينوني وأن أسأت فقوموني)...طبيعي جدا من يتولى الشأن العام للآمة أن يتقبل النقد البناء فليس معصوم من ألأخطاء إلا الأنبياء....فما بالك بما يرتكب أبشع أنواع الجرائم بحق ألآمة ولايريد على الأقل أن يقبل نصيحة ناصح أمين
4. إقرار مبدأ العدل والمساواة بين الناس...حيث جاء في الخطبة( والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى أخذ الحق منه إن شاء الله)...العدل أساس الملك وعدمه يؤدي إلى انهيار الدول والممالك...أين دولة عاد..أين دولة ثمود..بل أين دولة فرعون
5.الصدق أساس التعامل بين الحاكم والمحكوم...حيث قال(الصدق أمانة والكذب خيانة)...أين الشفافية والنزاهه في أدبيات من يحكموننا اليوم؟
6.ترك الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام تركة يعتبر قمة الذل...لاحظ ما جاء في الخطبة(لايدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل) وهذا ما فهمة الصديق رضي الله عنة من حديث سيد المجاهدين محمد صلى الله علية وسلم (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)...شاءنا أم أبينا فنحن اليوم مذلولين من الصهاينة والصليبيين والفرس...لأن الجهاد أصبح جريمة إرهابية بامتياز يعاقب علية القانون المتصهين
7.تطهير المجتمع من الفواحش...حيث جاء في الخطبة (ولا تشيع الفاحشة في قوم قط الا عمهم الله بالبلاء) وهذا القول تطبيقا لقول محمد صلى الله علية وسلم(لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) ...بل الفاحشة عندنا أصبحت تمارس بقانون وكل من يكافحها يعتبر متخلف من مخلفات العصور الوسطى.الإسلام قبل 1400عام هو من جاء بالشورى والعدل والشفافية والنزاهة والعدل والمحاسبة وهذا ما جاء في خطبة الصديق رضي الله عنة وللأسف اخذ الغرب عن الإسلام هذه المبادئ العظيمة ونحن تركناها وجعلنا بدلن منها حكم الفرد المطلق وللأمانة الغرب في هذه ألأيام هو أقرب منا بني يعرب إلى الإسلام في جانب اختيار الحاكم