05-11-2014 09:33 AM
بقلم : رائد عبد الرحمن حجازي
شدَ حِزامه على خصره وعدل شبريته في الوسط وتفقد محبوبته الفضية (علبة التتن) وصاح على زوجته : زريفة بدch إشي مني ؟ لتجيبه زريفة وهي تطوي بالفرشات داخل المطوى : لا يا بعد عمري ما بدي منك غير تخلصنا من ها الجحش الإعور ,الله يريحنا منه ,صدقني يا أبو طايل من يوم ما شمطه عرق الزيتون وقلع عينه ما استفدنا منه غير وجع الراس .
فيقول المختار : ولا يهمch هاظا أني حادر على سوق الحلال وإن شاء الله بسلّعو وبخلص منه وبشتري واحد أحسن منه .
" مشاكل الحمار الأعور عدة أهمها عند المسير يجب على راكبه تصحيح المسار مما يحرمه من أوقات الراحة أثناء القيادة , وعند دخوله وخروجه من الخان يُحدث خسائر بالممتلكات نتيجة لعدم رؤيته بشكل واضح ,يعني تعطل أجهزة الملاحة الخاصة به "
وصل المختار مثقال لسوق الحلال وأتخذ مكاناً إستراتيجياً بجانب مجموعة من الحمير مع أصحابها لكي يجذب نظر الزبائن لحماره , مع مراعاة إصطفاف حماره بشكل فني حيث جعل عينه العوراء بجانب السنسلة والعين السليمة ظاهرة للعيان لكي لا يُكشف أمره بأنه أعور . إنقضى نصف النهار وقد بيعت جميع الحمير بإستثناء حمار مثقال . إمتعض مثقال وأخذ يتأفف قائلاً للحمار : هاي الدنيا إعصرت وبعدك بخلقتي ... مد مثقال يده في جيبه الداخلي وأخرج علبته الفضية وسحب منها ورقة الأوتومان ووضعها بين الشاهد والإبهام ووضع بها التتن ومد لسانه لكي يختمها بالصمغ الأبيض إلا أن نظره وقع على شيء ما أصابه بالذهول ... لقد شاهد رجل طاعن في السن وبجانبه حمار أشهب وكبير , وهنا مثقال خاطب نفسه قائلاً : أكيد هاظ الشايب بدو يبيع حماره مثلي تامني أروح وأشوف شو قصته.
إقترب مثقال من الرجل تاركاً حماره بجانب السنسلة وطرح السلام على الرجل , فرد عليه الرجل السلام , فسأله مثقال عن حماره : شو حجي هالغزال للبيع ؟
فأجاب الرجل : آه والله للبيع
- مثقال : قديش بدك بيه
- الرجل : خمس نيرات
- مثقال : بل لويش شو باقي من الخيل الأصايل
- الرجل : والله يا بني هاظ حمار صلّيبي ولِد chيفن هي وقفته ما شاالله عنه تقول إنه جبل
- مثقال : طيب وشو رأيك تبادلني بهظاك الحمار
- الرجل : إتقي الله يا زلمة هظاك معتبره حمار , مهو كُر بالنسبة لهاظ.
هنا تبادرت فكرة لمثقال ألا وهي مبادلة حماره بحمار الرجل ودفع مبلغ فوقه ليخرج بحمار كبير ويتخلص من حماره الأعور .
بعد المفاوضات تم الإتفاق على المبادلة بالإضافة لدفع نيرة للرجل . مد مثقال يده في عُبه وأخرج النيرة وأعطاها للرجل وقال له : الله يطرح البركة ليك وإلي . فأجاب الرجل : الله يبارك بعمرك .
توجه الرجل بإتجاه السنسلة وركب على الحمار مغادراً سوق الحلال , طبعاً مثقال إستعمل ذكائه بحيث إنتظر الرجل حتى غابت ملامحه عن الأنظار لكي يتأكد من أن الرجل لم يكتشف عور الحمار , وبعد إطمئنانه بأن الصفقة تمت وبنجاح , ركب مثقال الحمار الجديد منتشياً وكأنه ركب مرسيدس موديل 2014 , لكن الحمار لم يتجاوب مع توجيهات مثقال للتحرك مثل الحا والحي ليكتشف أن الرجل ترك له حماراً أعمى وإطرم .
حاول مثقال إستثمار ذكائه ليخرج من سوق الحلال رابحاً , ولكنه وجد من هو أذكى منه.وعلى رأي المثل ( أكبر منك بيوم أدرى أو أخبر منك بسنة).
إطرمونا ودوخونا وهم يقولوا دعم السلع الاساسية والمواطن وأمنه الغذائي أهم أولوياتنا ...... أي علي الجيرة ما أنا شايف غير إنهم بوخظوا منا الأعور وبيعطونا الأعمى .